Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

45 عامًا على رحيل عباس محمود العقاد

מערכת, 7/5/2009

  • يؤخذ على العقاد أنه هاجم الشيوعيين بضراوة لدرجة أنه صاغ مقدمات كتب المخابرات الأمريكية ولم يدعم مجانية التعليم بعد ثورة يوليو، لكن إنجازه الحقيقي يكمن في تأصيل الوعي بالهوية المصرية *

أسوان - كتب عيد عبد الحليم - خمسة وأربعون عامًا مرت على رحيل عباس محمود العقاد أحد رواد النهضة الفكرية، والذي شغل بأفكاره وآرائه وكتبه التي تجاوزت السبعين كتابا الحياة الثقافة والاجتماعية والسياسة لما يقرب من نصف قرن، بمعاركه الشهيرة مع أقطاب عصره من المفكرين والسياسيين والمبدعين. وقد أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة احتفالية ثقافية بهذه المناسبة في مدينة أسوان التي شهدت ميلاد العقاد عام 1889، قد شارك فيها مجموعة من الباحثين والنقاد وافتتحه د. أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة ومصطفى السيد محافظ أسوان وطلعت مهران رئيس إقليم وسط وجنوب الصعيد. تحدث د. مصطفى الضبع عن رواية «سارة» باعتبارها الرواية الوحيدة التي كتبها «العقاد» عام 1938، مؤكدًا أنه لا يمكن الوقوف عن سردية واحدة في أدبه وإنما سردياته تتمثل في ثلاثة جوانب: فهناك سردية الشعر، وسردية الرواية «سارة»، وسردية الترجمة كالعبقريات وغيرها، وإن كان السرد في «سارة» يجئ قرين الفلسفة فقد اعتمد علي جمود الأحداث لصالح التأمل، وهو نمط سردي استخدمه العقاد - بعد ذلك - في كتابة العبقريات. وتحدث د. محمود الضبع عن «العقاد شاعرًا» مؤكدًا أن شعرية العقاد جاءت قرينة الفلسفة أيضًا، حيث يقترن الفكر بالوجدان، وهي رؤية مغايرة لما كان مطروحًا وقتها من خطابات شعرية حيث كان يغلب علي تلك الفترة «الشعر الاجتماعي» والقضايا الكبرى. وتحدث د. محمد حسن عبدالله عن «تراجم العقاد» مشيرًا إلي «العبقريات» وكتبه عن «المهاتما غاندي» ومحمد عبده وسعد زغلول، وكتابه الذي جمعه طاهر الطناحي بعد وفاته ويحمل عنوان «أنا». تدور عن «معارك العقاد» فقد أشار د. أيمن تعيلب إلي أن معارك العقاد تشير إلي مدي الأصالة والأمانة والقدرة علي توطين المناهج في البيئة الثقافية المصرية، وهذا ما وجدناه في معركته الفلسفية والشعرية فكان حريصًا علي أن يراجع ذاته في إطار واقعي من خلال جدل الواقع والثقافة، وهذا ما حدث في معركته الشهيرة مع شوقي ومعركته مع جميل صدقي الزهاوي حيث كان يبني جدلا ولا يفتعل معارك. وتحدث د. سعيد توفيق عن «الملامح الجمالية عند العقاد» مؤكدًا أنه لا يمكن الحديث عن وجود نظرية فكرية خاصة بالعقاد، وإنما يمكن الإشارة إلي مجموعة من «الرؤى» الفلسفية لديه. أما عن الملامح الجمالية في فكر العقاد فقد حصرها د. توفيق في رؤيته بأن «الفن ضرورة» بمعني أنه ضرورة اجتماعية وفي أن «الفن حرية». وتحدث د. محمد السيد إسماعيل عن «عبقريات العقاد» مشيرًا إلى أن طه حسين كان ذا رؤية تاريخية حين سرد أحداث التاريخ، أما العقاد فكانت رؤيته نفسية والعبقريات امتداد للرؤية الرومانسية حيث يرسم صورة نفسية للشخص وهذا ما قال عنه في مقدمته لعبقرية الصديق أنه «دائمًا ما يبحث عن المميزات الخاصة بالشخصية». وتحدث د. مدحت الجيار عن «العقاد سياسيًا» مشيرًا إلي أن العقاد مر بمراحل سياسية خطيرة وشهد أحداثًا جسامًا فقد ولد بعد الاحتلال الانجليزي لمصر (1881) بسنوات قليلة، ثم جاء الاتفاق الودي بين فرنسا وبريطانيا ثم حادثة دنشواي 1906، وقد مر بتجارب سياسية متنوعة وعاصفة فكان وفديًا في وقت ازدهار الوفد ثم تحول إلي الأحرار الدستوريين.. كان يلعب لعبة السياسة بحماس شديد وهو يعرف أنه يساعد في توسيع هامش الحرية المصرية بشكل عام وظل «سعديًا حتى مات». أما د. عبادة كحيلة فتحدث عن العقاد مؤرخًا.. قائلا: «هو من جيل اهتم بالتاريخ إلي جانب اهتماماته الأخرى مثل طه حسين ومحمد حسين هيكل وعلي أدهم، وكان العقاد دائمًا يقول: «انه ليس مؤرخًا» وإن كنت أرى أنه كان في بعض كتبه مؤرخًا، وفي كتب أخري كاتب سيرة، أو صورة نفسية كالعبقريات أو يجمع بين الاثنين كما في كتابه عن «سعد زغلول». اختار عالم الاجتماع د. حافظ دياب أن يكون آخر المتحدثين فتحدث عن «البعد الانثروبولوجي لثقافة العقاد» والكلمة أثارت كثيرًا من الجدل والنقاش والمتابعة حيث قدم فيها د. دياب سجالا فكريا رفيعا، حيث أكد في البداية أن استعادة اسم عباس العقاد في آفاق اللحظة المعاصرة يعني أن الثقافة المصرية مقبلة علي غربلة أبنائها الأكثر تاريخية وتأثيرًا. وأكد د. دياب أن للعقاد مواقف سلبية كثيرة منها انه هاجم الشيوعيين بضراوة لدرجة انه كتب مقدمات لكتب للمخابرات الأمريكية التي كان يشرف علي فرعها في القاهرة فرج جبران، وعند قيام ثورة يوليو لم يناد بمجانية التعليم كما فعل طه حسين، ولم يناد بتأميم القناة، ولا بتحرير الاقتصاد. وأكد د. دياب أن العقاد يكمن إنجازه الحقيقي في «تأصيل الوعي بالهوية المصرية» لأنه عاش في فترة كانت فيه الهوية موزعة بين دعاة الطربوش بقيادة «الرافعي» ودعاة القبعة بقيادة محمود عزمي.