Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

ثقافة الحياة لا ثقافة الموت-وليد الفاهوم

מערכת, 7/9/2009

يقينا أنه كلما زاد الوعي الإنساني والمعرفة يتطور مفهوم الإنسان عن الله والدين - " ولا إكراه في الدين".. والقيم الإنسانية المجتمعية تتطور بتطور الوعي والمعرفة، وتخلف في الزمان والمكان، فهي بالتالي نسبية.
يقول منير فاشة في كتابه "نحو مفهوم معاصر للدين" (مطبعة الشرق العربية- بدون تاريخ ومكان) : أن " المعنى الجديد للدين يكمن في حب الآخرين، وفي مكافحة الجهل، وفي زيادة الوعي، وفي محاربة الإستغلال والمستغلّين حتى لو كانوا أقرباء في الدم أو القومية أو الدين. إيماني الجديد هو ضم إنسان آخر بحنان أو بحميميّة وفي النضال مع الآخرين من أجل جماعة مضطهدة أو مستغلّة."(ص 80) لذلك وتأسيسا على ما تقدّم أعتقد أن استغلال العلم والدين في هذا المضمار والمعنى لا يعني أن نتخلّص منهما. فكلاهما ضروريان للإنسان وكلاهما دائما التطور تحكمهما قوانين الحركة ونفي النفي ووحدة وصراع الأضداد والتحول من الكم إلى الكيف وأثر التراكم الكمي. ومسألة الطفرة عند نقطة معينة – الصدفة والثورة. "إن الثورات في المفاهيم العلمية (في أي موضوع) تحدث نتيجة لتراكمات كمية للخبرات والمعلومات والتناقضات حول ذلك الموضوع وليس نتيجة لعقلية عبقري".(ص116) لذلك قيل الثورة (التغيير) تحدث عندما تنضج الظروف ولا يجوز حرق المراحل. وقد تطورت البشرية على مراحل وبموجب هذه القوانين التي تعتمد على المنطق الجدلي. أعتقد أن هنالك فرق بين الدين المجرد الذي أقصده فيما سبق وكل ما يتعلق بالروح وبين المؤسسة الدينية. ففي الدين يحدث الإنبعاث والخلق والإبداع أما في المؤسسة الدينية فيحدث خلق إنسان تابع للعقول المبدعة. وأساس الدين يعتمد على المحبة الصادقة الواعية وأساس المؤسسة الدينية يعتمد على الخوف. نلمس ذلك عند بعض الصوفيين في الحب والعشق للوصول الى الله والحقيقة بالوعي والذوبان في روح الله ، والتقرب من الله يكون على أساس المحبة لا على أساس الخوف منه. فالحلاج "لن يبيع صلاته لله" على أساس المقايضة إنما يعبده لأنه يحبه ويذوب وينصهر فيه بمحبة صادقة خالصة واعية. كذلك ابن عربي... كل الديانات ديانته وكل الناس أحباءه وان الله بالتالي ليس يهوديا ولا مسيحيا ولا مسلما، وان كل العبادات صالحة وجائزة مهما اختلفت الطقوس والشعائر والعادات والتقاليد ، فالدين هو رؤيا وروح لمجتمع أفضل من الموجود أي روح التفاني في خدمة الآخرين للسير في اتجاه تلك الرؤيا. ولنتذكر الله الذي فينا ونحن فيه ونحن في أوج صحتنا وليس عند الموت أو المرض ولتكن علاقتنا به كأحياء وليس كأموات ولتتغلّب بالتالي ثقافة الحياة على ثقافة الموت. ولندرك أن جميع الأنبياء انتقدوا جميع الممارسات والمفاهيم الدينية الذي كانت سائدة في زمنهم.. وقد جاءوا من أجل الحياة لا من أجل الموت... لا من أجل التعصب جاءوا إنما من أجل المسامحة ، لا من أجل الظلم والإستغلال جاءوا إنما من أجل كف يد الظالم عن ظلمه . فالتعصب وادعاء احتكار الحقيقة كاملة هو قصور فقه وسوء خلق وتقليد مذهبي أعمى وآثم.