Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

مدارس.. أم مصانع؟!

מערכת, 13/10/2009

أعرف تماما أن الكتابة تحنيط للنبض، لكن أعرف أيضا أنه لا مفر من الكتابة، على الأقل كتأريخ للحظات فكرية أو ومضات يصعب تفسيرها. كنت منهمكة في الحديث عن فلسفة (اسبينوزا) الحلولية، حينما استوقفتني إحدى طالباتي في المدرسة الثانوية الموجودة أنا فيها كمدرّسة لمادة الفلسفة (رغم كرهي الشديد أن تعلّب الفلسفة في مقرر مدرسي مؤدلج، لطالما آمنت شديد الإيمان بالفلسفة كحرية مطلقة). قالت لي الطالبة: أليس حرام على اسبينوزا أن يقول أن الله هو الطبيعة والطبيعة هي الله؟ أعطيتها أذني باهتمام بالغ خصوصا أني أومن بالحوار الجاد مع الطلبة، ثم طرحت عليها تساؤلا، قلت لها: هل يعقل وأنت فتاة بعمر الورود وفي القرن الواحد والعشرين أن تكفّري ولا تحترمي الرأي الآخر كما لو أنك في القرون الوسطى؟ ألا يكفي اسبينوزا متزمتو عصره؟ ألهذه الدرجة تجذرت فينا ذهنية التكفير وإلغاء الآخر ومصادرة الرأي؟ فبادرتني بنظرة ملؤها الدهشة، يبدو أنها لأول مرة تسمع كلا ما مختلفا عما ألفت أذناها سماعه من كلام مستهلك! وخصوصا أني قلت لها أن هناك فكرة مدهشة حقا عند اسبينوزا وهي تقريبه لله منا بحيث يكون هو نحن ونحن هو، فقد أتعبتنا فكرة بعد الله عنا والمسافات الشاسعة التي تفصل بيننا وبينه. وهذا يدعو إلى حب الله بدل الخوف منه. في الواقع إن الصغير والكبير، العارف والجاهل، كلّ ينصّب نفسه مدافع عن الله، فإذا كان الله نفسه لا يحاسب البشر إلا بعد نهاية العالم، فكيف يحق للبشر أن يحاسبوا بعضهم بتعسف وبدون حتى إعطاء أية فرصة؟! التكفير إرث علينا التنازل عنه دون أي ثمن. أسأل نفسي دوما أين الفلسفة من كل هذا؟ الفلسفة كحوار، كنقد، كتسامح وقبول للآخر، كرأي. الفلسفة موجودة في مجتمعاتنا للسخرية فقط، فمقولة (فزلكة وطق حنك) هي السائدة في مجتمعاتنا على أنها فلسفة، والمشكلة الجدية أنه حتى في المدارس تطرح الفلسفة على هذه الشاكلة، مما يدعوني للتأكد أكثر أن مدارسنا هي امتداد حي لكل مشكلات المجتمع! أجل مدارسنا علب أيديولوجيات، مصانع تصنّع طلبة ليسو إلا دمى متحركة. فإذا كانت هذه هي حال المدرسة كمؤسسة ثقافية تربوية، فماذا بشأن بقية المؤسسات الأخرى؟!


علا شيب الدين، (مدارس.. أم مصانع؟!) خاص: نساء سورية