Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

القمر..الذي قهر الظلام..!!- بقلم يوسف جمال

מערכת, 2/9/2013

كان في قديم الزمان وسالف العصر والاوان, ملك ذو حسب ونسب, ورث العرش عن آباء وأجداده الذين كان لهم صولات وجولات, في السلطة والحكم, وكانت البلاد تعيش في ظلام دائم لا يرى فيها النور أبدا, فقد أطفأ هذا الملك، كل شعلة قبل ان تشتعل, وكسر كل مصباح قبل ان يضيئ, ومنع النار عن شعبه, واحتكرها لنفسه, حيث كانت دائمة الاشتعال في قصره, يعبدها هو وافراد حاشيته, ويستعملها لتثبيت حكمه.

ولما كان لابد للنهار ان يطلع, وينير ارض بلاده, وللنجوم ان تبزغ, كي تصنع ثقوبا مضيئة, في ثوب الليل الأسود, فقد استورد هذا الملك من بلاد العم سام, الواقعة وراء المحيط البعيد, مرهما غريبا أجبر شعبه, على دهن عيونهم منه في النهار, كي يروه ليلا, وفي الليل كي لايشاهدوا قمره ونجومه. وقد جند هذا الملك الظالم الجبار, جندا كثيري العدد والعدة. وكل واحد منهم مستعد ان يبذل روحه, من أجل الملك, الذي كان يقضي ايامه هو وحاشيته, منغمسين في طقوس عبادة النار ..!!

وقد قضى هؤلاء الجنود ايامهم ولياليهم, في فحص عيون الشعب, للتأكد من انها مدهونة, بهذا المرهم المستورد من بلاد العم سام, الموجودة وراء المحيط. وكل عين كانت تضبط, غير مدهونة بهذا المرهم, كانت تقلع حتى كثر العور والعميان في هذه البلاد.!! وكانت البيوت تفتش في كل ساعة, وويل لمن وجد في بيته, شمعة او شعلة او سراج او حتى بقايا من عود ثقاب, فقد كان يزج به في السجن ويذوق من صنوف العذاب الكثير الكثير ..

حتى كان يوم ..ظهر فيه في سماء المملكة, قمرشديد الأضاءة, بدد الظلام الذي كان يخيم على البلاد، واكتشف الملك ان هذا المرهم المستورد, لا يستطيع ان يتغلب على هذا القمر الجديد, فابصر افراد الشعب لأول مرة, جمال الارض التي يعيشون عليها, والتي طالما سمعوا عن جمال الوانها.. ..رأوا اغصان الشجر الاخضر ,والطيور التي جمال الوانها يزين الكون..رأوا النجوم التي تصنع في ثوب الليل ورودا مضيئة..رأوا الشمس..!!

استشاط الملك غضبا, فجمع وزرائه وقواده ومستشاريه, لكي يبحثوا في هذه الكارثة, التي حلت به وبملكه, والتي تهدد كيانه, وكيان مملكته ..وبعد مداولات دامت اياما, قرروا محاربة هذا القمر المضيئ بكل الوسائل ..!!

في البداية زاد الملك وحاشيته من صلواتهم واابتهالاتهم لآلهة النار, لكي تبعد وتطرد هذا القمر الملعون, ولكنها عجزت فكفروا بها واخمدوها !! ..أرسلوا الطائرات الحربية, فصارت ترمي بجميع انواع قنابلها عليه, ولكن القمر ظل ثابتا في السماء, يبتسم ابتسامة وردية ساخرا منها, فرجعت على أعقابها تجر وراءها ذيول الخيبة والفشل, أطلق الملك جميع انواع الصواريخ والمدافع باتجاه القرص ,فلم ينل منه شيئا ..!!

توجه الملك الى حلفائه وراء المحيط ,يستغيث بهم ويستعطفهم لكي يخلصوه من هذا الخطر الداهم ,فزودوه بكل انواع المراهم التي بحوزتهم,وقام بتوزيعها على الشعب مجانا ,مستغلا جيشه في اجبارهم ,على دهن عيونه لكي لا يروا القمر المنير ,لكن هذه المراهم ,لم تستطع اخفائه عن عيونهم ..!!

ولما كان الملك, لا يستطيع ان يحكم الا في الظلام ,وقد باءت جميع محاولاته للتخلص من القمر بالفشل,أشار عليه أحد مستشاريه ,بالبحث عن الاشخاص الذين صنعوا القمر وعلقوه في السماء ,فنشر عيونه في كل مكان,يبحثون عن هؤلاء المجرمين, الذين يهددون سلطانه ..فجاءه أحد أعوانه بالخبر, بعد أشهر من البحث المضني ..!!

أنه هناك .. على ضفة نهر اليرموك..جلس شاب وفتاة ..أرجلهما ممدودة في مياه النهر, ويحلمان بغد يطلع القمر فيه, ويستطيعان ان يشاهداه سابحا على مياه النهر..ولكن طال غيابه ..فقررا صنع قمرا عجيبا..أخذا قطعة من قميص أبيض لفتاة خليلية, وضعت جسمها حاجزا لتحمي اطفال المخيم, من رصاص المستوطنين, فاصيبت برصاصة في صدرها, وقطعة اخرى من الثوب الأسود, التي كانت ترتديه امراة من العيزرية, استشهدت, أثناء دفاعها عن المصلين في المسجد الأقصى ..وأما الأخضر فقد أخذاها من أغصان زيتونات سالم العيلاري, بعد قلعها المستوطنون, قبل ان تذبل وتصفر ..!!

استغرق العمل ثلاثين ليلة, حتى اكتمل بدرا. ولما انتهيا, صعدا الى السماء, وعلقاه هناك فوق البلد..!!

أمر الملك باحضارهما اليه..حاول في البداية اقناعهما بانزال القمر, ومقابل ذلك ان يغدق عليهما الهبات والعطايا, فرفضا طلبه بكل اصرار. فأمر بذبحهما, فصعدت دماؤهما الى السماء, واختلطت بالقمر ..فزاد كبرا..وزاد اضاءة..!!وزاد عنفوانا..!!

  فعم النور في البلاد, فتفتحت عيون العباد, وقاموا بطرد الملك وزبانيته, ونصبوا عليهم ملكا عادلا, يحكم تحت الضوء.وبذلك تخلصوا من الظلم والظلام. ومنذ ذلك اليوم, يعيش الشعب في سعادة وسلام .