Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

تجدد الإهتمام بداروين بمناسبة مرور 200 عام على ميلاده

מערכת, 25/3/2009

تمثل الذكرى المائوية الثانية لميلاد شارل داروين، و مرور قرن ونصف على صدور كتابه "أصل الأجناس"، فرصة تسلّط خلالها العديد من الهيئات الثقافية والعلمية والمؤسسات الجامعية في سويسرا الضوء على التراث العلمي لهذا الرجل. حوار مع دانيال شيريس، مدير متحف علوم الحيوان بلوزان. وضمّن داروين في صدارة كتابه "رحلة حول العالم" سنة 1831 نصا يقول فيه: "تتبعت خلال الرحلة عادات وسلوكات بعض الحيوانات البحرية".

وساهمت هذه الرحلة على متن السفينة الحربية الشهيرة "أتش إم إس بيجل"، إلى حد كبير في نشأة العلم الحديث. وخلال هذه الرحلة التي تواصلت خمس سنوات، ونقلته من ميناء بلايماوث إلى الرأس الأخضر، انشغل داروين بجمع البقايا الأحفورية، والحشرات البحرية.

كما تركز اهتمامه على دراسة طبقات الأرض بجزر الرأس الأخضر وبجنوب المحيط الأطلسي، وقد مكنه ذلك من الوصول إلى العديد من النتائج القيمة، وأكسبه شهرة في الدوائر العلمية في ذلك العصر.

وتمثل هذه الرحلة التي تمت على مراحل، في نظر دانيال شيريس، إحدى المحطات الهامة للتعرف على الطريقة التي توصل بها عالم الطبيعة البريطاني لوضع نظريته التطوّرية، وتحوّله إلى رمز من رموز علم الإحياء في العصر الحديث. سويس إنفو: في هذه السنة، سيكثر الحديث عن داروين، وهذه فرصة لتصحيح بعض التصورات الشائعة حول أطروحاته، ما هي هذه التصورات برأيك؟ دانيال شيريس: أوّل هذه الكليشيهات، الصورة التي نحملها على هذا الرجل. شيخ هرم، يعتمر قبعة، وتكسو وجهه لحية ينبعث منها الوقار العلمي. وفي الحقيقة عندما صعد دارون على متن "أتش إم إس بيجل" في رحلته التي امتدت خمس سنوات لاستكشاف عالم الإحياء، كان شابا لم يتجاوز عمره 22 سنة، كان شغوفا باكتشاف أسرار الطبيعة، وقد ورثت عنه الإنسانية أفكارا ثورية.

وأما بشأن ما شاع عنه من القول بأن "الإنسان ينحدر من سلالة القردة"، فإنه تفسير خاطئ تماما لنظريته. لم يقل أبدا أن أصل الإنسان قرد، بل قال بوجود قرابة له مع أنواع من القردة، وأن الكائنيْن كان لهما في وقت ما جذر مشترك. والمسألتان كما ترى مختلفتان جدا!

لا يجب أن ننسى أن الإنسان في عصر دارون كان يعتبر نفسه أسمى من الحيوانات الأخرى. وعندما بدأ دارون يتحدث عن علاقة ما بين الإنسان والحيوان، سبّب ذلك صدمة عند البعض. سويس إنفو: حدثنا قليلا عن السياق العلمي والفلسفي الذي رافق ظهور نظرية التطور التي جاء بها داروين؟ دانيال شيريس: في تلك المرحلة، لم يكن التفكير العلمي والتفكير الديني يُعيران اهتماما كبيرا لمسالة النشأة أو أصل الأجناس، وسادت فكرة بانعزال أجناس الكائنات الحية بعضها عن بعض، وأن نشأة الكوكب الأرضي ليست في النهاية قديمة جدا.

لكن أناس أذكياء آخرين كان لهم رأي آخر، مثل السويدي كارل فون لينّاي، صاحب فكرة نظام أجناس الحيوانات، أو الفرنسي جان باتيست لامارك، أحد الرواد القائلين بنظرية التطور، ومن الواضعين لأسس علم الإحياء الحديث، وهو ما أدى إلى اندثار نظريات سابقة كنظرية الكوارث التي قال بها جورج كوفيي الذي يعتقد أيضا أن الأجناس ثابتة لا تتغير منذ أن وجدت. سويس إنفو: نفهم من هذا أن داروين كان أحد الرواد في عصره؟ دانيال شيريس: هذا صحيح، كان عصره عصرا ملائما لذلك. ولقد انطلق العديد من علماء الطبيعة في تلك الفترة في رحلات استكشاف، وعادوا ومعهم الكثير من الأسرار التي انكب على دراستها الخبراء. عندئذ بدأ الإنسان يكتشف نوعا من العلاقة بين أجناس النباتات وأجناس الحيوانات في القارتيْن الآسيوية والإفريقية على سبيل الذكر.

لكن ما دفع داروين في الحقيقة لإصدار كتابه "أصل الأجناس"، هو أن شخصا آخر، كثيرا ما نغفل ذكره، وهو الباحث ألفرد راسل فلاّس، كان قد توصّل إلى نتائج متطابقة مع ما انتهى إليه داروين. فأصدرا معا ما يمكن اعتباره مقدمات لنظرية تطور الكائنات الحية.

وبيّنا بأن عملية التطوّر تلك تخضع لقانون الانتقاء الطبيعي، الذي يمكن أن يستغرق آلاف السنين، وربما ملايين السنين، وكانت هذه فرضية استثنائية في عصرهما. سويس إنفو: كيف ينظر العلم اليوم إلى داروين، وإلى نظريته التطوّرية؟ دانيال شيريس: تنمو المعرفة العلمية في نفس الوقت بفضل المعارف السابقة والمعارف اللاحقة. ومن الواضح، إذا ما تمسكنا بحرفية نصوص داروين، سنكتشف أن العلوم المعاصرة قد تجاوزتها. ويصدق هذا الحكم خاصة على مسألة انتقال الخصائص الوراثية، على الرغم من سلامة المنطلق العلمي لداروين.

ولقد انطلق هذا الأخير في نظريته مما كان يلاحظه في عالم النباتات والحيوانات، ولم يكن لديه أي علم بوجود الجينات أو التجارب التي أجراها من بعده جوهان ماندل. وتوصّل داروين إلى أن الأفراد داخل المجموعة السكانية الواحدة يختلفون عن بعضهم البعض. والتنوع الصغير بينهم يختلف بحسب البيئة، ويمكن ان تكون هذه التباينات الصغيرة ضمانة بقاء واستمرار تلك المجموعة. وتوصل من خلال هذا الاستنتاج إلى أن هذه التباينات بين الأفراد قد تتطوّر وتتسع لتؤدي في النهاية إلى ظهور نوع جديد من الكائنات الحية.

لقد استطعنا بفضل ما هو متاح لنا اليوم من أدوات علمية متطوّرة أن نثبت ان كل ما قيل عن الطفرات البيولوجية، وإعادة التشكل، وتغيّر وتكيّف الكائنات الحية مع البيئة من حولها هو صحيح في جزء كبير منه. سويس إنفو: في المقابل، أي نظرة كان سيحملها داروين على العلوم الحديثة لو كان موجودا بيننا؟ دانيال شيريس: أتصور أنه كان سيكون من جهة معجبا بما أنجزته العلوم الحديثة في المجالات التقنية والبيولوجية، وفي مجال معرفة الكون، لكنه من ناحية أخرى، هناك احتمال أن يخيب ظنه، لأنه برغم ما هو متاح لنا من أدوات متطورة، لا تزال هناك العديد من الأسئلة المطروحة قيد البحث، ولا تزال البشرية تبحث لها عن أجوبة.