Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

קורבנות האלימות ולחץ "החברים "בבית הספר -מחמד חלים איסמאעיל

מערכת, 7/4/2009

أعزائي أولياء الأمور.. تابعوا أبنائكم وأصغوا لهم وصادقوهم، وتواصلوا مع مدارسهم ومعلميهم. قد يكون ابنك في أزمة، امنحه الثقة كي يلجأ لك ويصارحك ويطلب المساعدة منك... يتفق معظم المربين والمختصين، بأن عالم الطفولة كم هو زاخر بالألوان والأنماط النفسية والاجتماعية، انه عالم بسيط لدرجة التعقيد..! وكثير من هذه الأنماط والألوان بالتأكيد هي من نتاج المحيط الاجتماعي الذي يعمل على رسم معالم شخصيته الاجتماعية والنفسية، وذلك من خلال مواقف الحياة اليومية. وكما للأسرة دور أساسي في تشكيل شخصية الطفل في سنواته الأولى، كذلك للمدرسة دور وقد يكون أكبر وأوضح. لهذا سنقوم في هذا البحث المختصر بدراسة بعض السلوكيات الاجتماعية والنفسية التي تظهر لدى أطفالنا وتلاميذنا (العدوانية. السرقة. الكذب. الغيرة والحسد......) وذلك بتوضيح أسباب تشكل هده السلوكيات وأعراضها، وبالتالي تحديد طرق وأساليب لعلاجها في الوقت المناسب في البيت والمدرسة. وذلك لما لهده السلوكيات من اثأر سلبية على الطفل ونموه الاجتماعي والمعرفي من جهة، وكذلك على الأقران والجو الاجتماعي العام في الأسرة. تستقبل المدرسة عادة عدداُ من التلاميذ يأتون إليها من المجتمع الذي يحيط به حاملين معهم الكثير من أثاره، والكثير من أثار البيت الذي عاشوا فيه خلال السنوات الأولى من حياتهم. ويبقى عدد كبير منهم في المدرسة لفترة طويلة تمتد إلى اثنتي عشرة سنة وقد تمتد إلى أكثر من ذلك. يتفاعلون مع بعضهم البعض ومع عملية التربية المنظمة التي تقودها المدرسة بمعلميها وإدارتها وبلجانها المتخصصة (الإرشاد الاجتماعي حديثاً) وفي هذه المؤسسة التي يعنى بها المجتمع ويعطيها مكانة خاصة في تربية أبنائه، يلاقي فيها التلاميذ الفرص الكثيرة من أجل المزيد من نموهم اللغوي والفكري والانفعالي والجسدي والاجتماعي كما يجدون فيها الكثير من الفرص الأخرى.. من أجل حياة حاضرة مليئة بأشكال النشاط، ومن اجل الاستعداد لحياة مقبلة في مجتمع ينتظر من أبنائه مشاركتهم في العمل والإنتاج. لهذا تعد المدرسة المؤسسة الاجتماعية الثانية الهامة بعد البيت، من حيث المكانة في التأثير على التلميذ ورعايته. فهي تنطوي (المدرسة) على فرص لعلاقات جديدة، وفرص لتربية منظمة، وعلى فرص التأهيل للمستقبل. فالطفل الذي يأتي إليها يحمل أنماطا مختلفة من حيث أساليب التكيف التي اعتادها في البيت، وقد يكون بينها الصالح أو السيئ وتعمل المدرسة عملها في الطفل من حيث أساليب التكيف المختلفة، هادفة إلى تزويده بما هو حسن وإبعاده عما هو سيء، ولا تتمنع المدرسة عن السعي وراء تعديل عدد من الأساليب والسلوكيات السابقة حين تجدها غير صالحة وغير مناسبة في الميدان التربوي والاجتماعي.. وتجد لديها الطاقة على تغييرها، معتمدة في ذلك على جهازها التعليمي وعلى المختصين في المدرسة (المختص الاجتماعي).

من حين لحين "كمختصين اجتماعيين في المدارس" تأتينا شكاوى من بعض أولياء الأمور بأن طفلهم يرفض الذهاب إلى المدرسة بشكل مفاجئ ودون أية مبررات، كما أن بعض الأطفال يدعون إصابتهم بالمرض يومياً بل قد تظهر عليهم أحياناً علامات مرضية كالإسهال أو التقيؤ. وبعد البحث في الأمر يتبين أن الطفل قد تعرض لشكل من إشكال الإساءة التي قد يتعرض لها أطفال المدارس خاصة صغار السن وهي أن يتنمر عليهم الأطفال الأكبر سناً، حيث يسعى الطفل الكبير إلى فرض قوته أو سلطته أو نفوذه بطريقة معينة على طفل أو أكثر أصغر سناً منه مثل سلب نقوده أو طعامه أو أن يوقعه في المشاكل أو يثير ضده الأطفال الآخرين أو يكيد له عند المعلم أو أن يفرض عليه القيام بخدمته أو أن يكون تابعاً له في المدرسة وغيرها من إشكال السلوك والتي تؤدي في نهاية الأمر إلى رفض الطفل "الضحية" الذهاب إلى المدرسة ويصبح في خوف دائم من الطفل "المتنمر" فيؤدي إلى شعوره بكراهية للمدرسة أو ادعائه المرض لتجنب الذهاب إليها. والمشكلة تصبح اكبر من حجمها عندما يتجنب الطفل "الضحية" المتعرض للإساءة إخبار والدته أو معلمته بهذا الأمر خوفا من إلحاق الضرر به من "المتنمر"، حيث تشيع هذه المشكلة انتشاراً بين الأطفال الذين لهم أوضاع خاصة، كالطفل الصغير في حجمه، أو الطفل القادم من بيئات اجتماعية مختلفة عن بيئات بقية الأطفال، أو الطفل الذي يعاني من تشوه خلقي أو صعوبة في النطق وغيرها من المظاهر التي تجعله أكثر عرضة للإساءة من قبل الأطفال الآخرين. ونشدد على أهمية تنبه ولي الأمر والمعلمة لهذه النوعية من الأطفال المستهدفين للإساءة حتى لا يعانوا في صمت وتتفاقم مشكلاتهم دون المساعدة على حلها. ولابد من الإشارة إلى أهمية ملاحظة ولي الأمر لمؤشرات معينة قد تعني تعرض طفلهم إلى الإساءة في المدرسة منها: - تغيب الطفل عن المدرسة أكثر من مرة ودون مبرر مقبول - إذا انخفض مستواه الدراسي بصورة ملحوظة - كذلك إذا اشتكى من عدم رغبته في الذهاب للمدرسة - اضطراب النوم - التبول اللاإرادي- ضعف التركيز - سرعة الاستثارة أو الغضب. الأمر الذي يعني إن الطفل يعاني من مشكلة ما، وبالتالي (يتوجب) على ولي الأمر والمعلمة طلب مساعدة الأخصائي الاجتماعي أو النفسي في المدرسة بهدف دراسة أسباب المشكلة والعمل على مواجهتها وحماية الطفل من التعرض للإساءة والخوف من التعبير عما يتعرض له. وللعمل على تخفيف أثارها قدر الإمكان. فكم من تلميذ قد دفع ضريبة باهظة نتيجة لخضوعه لضغط رفاق السوء، أو لوقوعه كضحية لتلميذ متنمر(عدواني). لهذا على الأهل الانتباه لسلوك طفلهم ورصد التغيرات التي تطرأ عليه وضرورة معرفة أسبابها ومحدداتها والعمل على متابعته من خلال التعرف على أقرانه (جنسهم. هواياتهم. مكان إقامتهم. مستواهم التحصيلي..)، ومتابعته في المدرسة من خلال التواصل مع معلميه والمختصين الاجتماعيين في المدرسة. ولعنف الأقران أثار سلبية تقع على الطفل(الضحية) فينتكس نفسياً واجتماعياً، وتتضح أثارها في أربع نواحي جسمية ونفسية تتلخص بما يلي: تدني الحالة النفسية: كالإحساس بعدم السعادة بشكل عام وانخفاض الثقة بالنفس والشعور بالغضب ضعف التوافق الاجتماعي: الشعور بالرفض للبيئة الاجتماعية معبراً عنها في شكل عدم الرغبة في الذهاب للمدرسة والغياب والعزلة. وقد تمتد هذه الآثار إلى مراحل متأخرة من العمر. الضغوط النفسية: مستويات عالية من القلق والاكتئاب والتفكير اللاعقلاني. المرض الجسمي: أعراض جسمية مرضية واضحة وهي بالأساس من منشأ نفسي، مثل القرحة المعدية والاضطرابات الهضمية.... في يوم من أيام العام الدراسي حضرت أم لأحد تلاميذ مدرستنا، تشكو بأن ولدها (ح.س) قد أصابته تغيرات ملحوظة هذا العام (دائماً يحاول التغيب عن المدرسة، مستواه التحصيلي في تراجع، تنتابه حالات من الشرود وتشتت الانتباه. وحالات من التمارض...). وكإرشاد قمنا بملاحظة سلوكه في مواقف متعددة (في الصف، جلسات فردية.. جماعية، ملاحظته وهو بين الأقران في مواقف وحصص متعددة، التعرف على أقرانه، التنسيق مع معلميه.... إلا انه لم نتمكن من رصد الأسباب والمحددات الحقيقية للتغيرات التي طرأت على سلوكه. استمر هذا الوضع إلى أن جاء اليوم الذي حضرت فيه تلك السيدة وبرفقتها ولدها (ح. س) وإحدى عينيه منتفخة مزرقة... وبعد تردد وخوف واضح بدأ التلميذ (ح. س) يكشف لنا المعانات التي كان يتلقاها من بعض أقرانه. بالحقيقة كانت قصة معاناته من بعض أقرانه مثيرة تتلخص بما يلي: التلميذ (م، ع) المعروف برعونته استغل هو وآخرون وضع زميلهم فكانوا يمارسون عليه العنف بالأساليب التالية:- كانوا يبتزونه ويجبرونه بأن يعطيهم مصروف يومي، وإن تخلف فنصيبه سيكون الضرب والاستهزاء به طوال اليوم – كانوا حتى في الصف يتحكمون به وبتصرفاته فمثلاً يمنع من أن يتكلم أو يلعب دون أن يسمحوا له بذلك. وفي أحيان كثيرة كانوا يصطحبونه إلى أماكن خفية (خلف المدرسة) أو في الشارع بعيداً عن الأعين ليتمكنوا من تصفية حساباتهم معه. وكانوا أيضا يهددونه بالعقاب إن تفوه بكلمة واحدة للمعلم أو لأهله.... فبعد معرفتنا لتلك الأزمة التي كان يمر بها ذلك التلميذ من قبل أقرانه سهل علينا معالجة الحالة. من خلال المتابعة المستمرة والجلسات الفردية والجماعية للتمكن من محو الآثار السلبية التي نشأت نتيجة لتلك المعاملة من الأقران. وبالتأكيد الطرف الأخر (المتنمر) كان أيضا بحاجة إلى المتابعة والعلاج كونه يعيش حالة غير سوية من التكيف الاجتماعي، من خلال الجلسات الفردية والجماعية وتكليفه بأعمال ونشاطات ضمن الجماعة بهدف تنمية روح التعاون والجماعة لديه.....

المرشد الاجتماعي: محمد حليم إسماعيل، (ضحايا العنف وضغط الرفاق في المدارس)، haleim.m@gmail.com خاص: نساء سورية