Translation

Exchange Rates

June 14, 2022


American Dollar 3.446 0.17%
Euro 3.594 -0.13%
Jordanian Dinar 4.860 0.17%
British Pound 4.172 -0.51%
Swiss Franc 3.466 0.12%
100 Japanese Yen 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

الإعلان عن إعادة تأسيس "رجال دين من أجل السلام"

editorial board, 20/11/2012

خلال أمسية لذكرى القس شحادة شحادة، رئيس لجنة الدفاع عن الأراضي:

الإعلان عن إعادة تأسيس "رجال دين من أجل السلام"

استنكار الهجوم على قطاع غزة والمطالبة في وقف فوري للعمليات العسكرية

صدور كتاب وثائق من أرشيف القس شحادة حول الدين والأرض

غصت قاعة مسرح الميدان يوم الجمعة في مئات من رجال الدين وممثلي الأحزاب السياسية وأصدقاء القس شحادة شحادة الرئيس السابق للجنة الدفاع عن الأراضي في امسية لذكراه اعلن خلالها عن اعادة تأسيس جمعية "رجال الدين من أجل السلام". وتم خلال الأمسية توقيع عريضة جماهيرية تطالب بوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة وتحميل الشارع الاسرائيلي مسؤولية انهاء الاحتلال والحصار والمصالحة الحقيقية مع الشعب الفلسطيني. كما وقف الجميع دقيقة صمت لذكرى الشهداء الذي سقطوا في العدوان على قطاع غزة.

وكانت بداية الأمسية لذكرى القس شحادة التي أشرف على تنظيمها عائلة القس شحادة ومركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسي بالتعاون مع مسرح الميدان، وأخرجها فراس روبي، بترنيمة بيزنطية من الفنان أشرف داوود بمرافقة فرقة "رماز" للرقص المعاصر والصوفي بقيادة الفنانة رابعة مرقس والراقصين ايمن صفية ماريا دلة وصوفيا خلايلة يونس. ثم دخلت الفنانه القديرة امل مرقس بطلتها المميزة وبصوتها العذب وهي تغني لأجل الارض والانسان.

وكانت أولى الكلمات مسجلة للقس شحادة، ثم تحدث الشاعر سميح القاسم، صديق القس الراحل، والذي تحدث عن علاقة الدين بالعمل السياسي، مستطردا بأقوال الفيلسوف الألماني كارل ماركس، فقال أن "هناك من يعتقد أن ماركس قال أن "الدين هو افيون الشعوب"، ولكن المقولة الكاملة لماركس، في مراحل معينة من التاريخ تشعُر الشعوب بالظلم والقهر إزاء الطاغوت، لذلك تتوجه الشعوب الى طلب الرحمة من خلال الدين، فهو توجه انساني. ولكن تأتي فئات وتستغل الدين وتسيّسه وتحوّل الدين الى أفيون لتخدير الشعب. هذا ما قاله ماركس حرفيا... وهذه الظاهرة منتشرة من محاكم التفتيش الى حروب اليهود الى حروب المسلمين الى ما يحدث اليوم من صراعات طائفية ومذهبية تؤكد مقولة كارل ماركس أن هناك قوى تحوّل الدين الى أفيون لتخدير الشعب لتحرّض دين على دين وطائفة على طائفة ومذهب على مذهب".

وأضاف: "ان القس شحادة قدّم أنموذجا لرجل دين حقيقي، هو مؤمن متديّن، لكنه لم يحوّل الدين الى وسيلة للتسلق. فلم يُنتخب لإدارة لجنة الدفاع عن الأرض لأنه رجل دين، بل انتخب لأنه القس شحادة المناضل، المتمسك بعدالة قضيتنا والأرض، وكسب مودّة جميع جمهور يوم الأرض ولجنة يوم الأرض. ولم يتعامل معه أحد باعتباره مسيحيا وقسيسا ومن الطائفة الاسقفيه . أنا لا أعرف كنت أعتبره درزيا ومسلما وكاثوليكيا ويهوديا، ولم نشعر في أي وقت من الأوقات أن القس شحادة جاء ليبشر بالطائفة الانجيلية الاسقفيه ". وأضاف: "كان يحب كرسي التيفال، لا يلزق أحد عليها. لم يناضل من أجل موقع أو مرتب، بل لأجل النضال، لوجه القضية العادلة والأرض وصاحب الارض – الانسان، ضد الظلم، ضد الطاغوت والعنصرية، والتعصب الأحمق والمتخلف".

بعدها كانت الكلمة للمحامي حبيب أبو الحلو، والذي تحدث عن نشاطه الى جانب القس شحادة في لجنة الدفاع عن الأراضي، التي كان أصغر عضو فيها، فقدّم مداخلة تاريخية عن نشاط اللجنة، والعمل الميداني فيها، والتنقل من بلدة الى بلدة في مواجهة مصادرة الأراضي وتوعية المواطنين، والاتصال المباشر بهم وليس عبر الشعارات والهتافات. وقال ايضا: "من أحد الدروس التي تعلمناها من القس شحادة هو أنه لا يمكن لهذا الشعب أن ينجح وهو منقسم الى قبائل وطوائف، فلا نجاح الا بالوحدة الوطنية. أقول لنفسي: هنيئا لنا أننا رافقنا القس شحادة في مرحلة معينة. هنيئا لشعب يكرّم ويعرف كيف يكرّم أبناءه المخلصين".

ثم كانت الكلمة للأسير المحرر ابن الجولان السوري المحتل، هايل أبو جبل والذي قال أنه تعرف على القس شحادة عبر شاشات التلفزيون الاسرائيلي في السجن، مشيرا: "كان التلفزيون الاسرائيلي يصوّر المجتمعين في شفاعمرو بصورة سلبية، مما دفعنا لاحترامهم أكثر". وأكد أنه في الثمانينيات كان الجولان يغلي ضد نية فرض الجنسية الاسرائيلية على أهالي الجولان، مؤكدا أن فلسطينيي الداخل هبّوا لدعمهم ونصرتهم، ومن بينهم كان القس شحادة طيب الذكر. مشددا: "كان دائما معنا في نضالاتنا. عرفناه مناضلا، عرفناه انسانا، لم يكن الدين بالنسبة له امتيازا، بل كان واجبا وكان يؤدي هذا الواجب بكل احترام. اهم ما فيه انسانيّته، وكان يتعامل مع الكبير والصغير باحترام وتقدير يستحقه كل انسان".

وقرأت عريفة الحفل الفنانة أمل مرقس، فقرة عن العلاقة بين الدين والأرض كتبها المطران بطرس المعلم في كتابه "من وحي زيتون الجليل"، والتي لاقت استحسان الجمهور. تلتها ترتيلة بيزنطية مع الفنانة رزان بولص.

وعقب ذلك تحدث رئيس إدارة مركز مساواة جعفر فرح عن إصدار كتاب جديد عن مركز مساواة وعائلة القس، والذي يجمع كتابات ووثائق للقس واخرى صدرت حول يوم الأرض في غياب أرشيف للمجتمع الفلسطيني، وقد صدر باللغتين العربية والانجليزية. وقال فرح: "نحن مجتمع قدرُنا وبقيادة لجنة الدفاع عن الأراضي وكل من شارك في هذه المعركة أن نثبّت الانسان على الارض، وان نمنع المصادرة. ونحن في يوم الأرض انتصرنا. فأحيانا نعرض يوم الأرض وكأنه اعتداءا علينا فقط، فنحن انتصرنا في يوم الأرض، وحافظنا على الـ21 ألف دونما التي حاولوا مصادرتها واعلانها منطقة عسكرية. التحدي الأكبر اليوم هو كيف نبني ومؤسسات هذا الشعب وأن نتطوّر على هذه الأرض ونحافظ عليها. فالمعركة على اراضي النقب لم تنتهِ، ولكن لجنة الدفاع عن الأراضي التي لا يوجد لدينا أرشيفها اليوم، غير ما تكرمت فيه عائلة القس وبعض الناشطين والمهتمين. فلقد فقدنا صليبا خميس، وقسم كبير من وثائق يوم الارض. وأعتقد أن اولادي من حقهم ان يعرفوا كيف يبنوا مستقبلهم ولا يبنوا علاقة اغتراب بينهم وبين الأرض فهناك حاجة لأن يعرفوا هذا التاريخ".

وتابع: "الاعتداء على غزة هو اعتداء آخر على الشعب الاعزل ونحن ايضا وضعنا مركب. كل عدة سنين هناك حرب على شعب أعزل لا يستطيع إعادة بناء نفسه، نحن بحاجة لعمل كي نحرر شعبنا". وأنهى بالقول "على احتلال ان يفهم أنه في نهاية المطاف هناك حاجة أن نعيش معنا، وأننا لن نختفي عن هذه الأرض التي سنواصل العيش عليها".

وألقى سمير شحادة نجل القس شحادة، كلمة باسم العائلة، أكد فيها: "تكلم بألسنة الناس حاملا رسالته الانسانية من أجل حرية الانسان، كل انسان، من أجل العدالة والمساواة بين البشر ومن أجل المتضهدين. ولأن المحبة لا تفرح بالاثم بل بالحق، لذلك كان مدافعا مناضلا حاملا رسالة المحبة والحق، مدافعا عن الانسان والأرض، ولايمانه المطلق بأن المحبة لا تسقط أبدا، لذا فقد كان دائما في حياته صابرا ثابتا مرفوع الرأس، فكأنه كان الكامل الذي لا يُبطل. سار والدي بطريق الايمان والرجاء والمحبة، لكن أعظم ما كان لديه بالايمان هو المحبة".

وتابع: "لأن أعظم وصايا الرب هي المحبة، فالمحبة كانت نغمات حياته الجميلة التي تصل الى روح قلب كل انسان جلس معه أو تحدث اليه، وهذا لم يكن فقط من خلال نشاطه السياسي أو الاجتماعي أو الكنسي، بل في حياته العائلية مع زوجته ومعي وعائلتي واختي وعائلتها وأحفاده. من هنا أذكر حين طلبت مني حفيدته دوريس، ابنتي، أن نزور ضريح جدها، طلبت منا الابتعاد عن الضريح فقالت باكية: "لماذا تركتني، أنت حبيبي، أنت صديقي، فلماذا تركتني وحيدة"! هذه كلمات طفلة فكم بالحري نحن العائلة. كم كنت أتمنى أن يكون والدي هنا ولو لثوانٍ ليرى كل محبيه".

هذا وتحدث خلال الأمسية هاتفيا مع الحضور الدكتور مصطفي البرغوثي – رئيس المبادرة الوطنية الفلسطينية، والذي منعت اسرائيل دخوله الى البلاد والمشاركة في الأمسية. ودعى الى وقف الاحتراب وقتل المدنيين العزل في قطاع غزة، وطالب الجمهور بمواصلة رسالة القس شحادة ودفع العملية السلمية قدما.

وأعلنت عائلة القس ممثلة بالسيدة ديمة شحادة في نهاية الأمسية عن إعادة تأسيس "رجال دين من أجل السلام" بدعم ومباركة رجال دين من كافة الطوائف. حيث شارك في الاعلان كل من القس عماد دعيبس منتدبا عن المطران سهيل دواني، والمطران عطالله حنا، والمطران كيرياكوس منتدبا عن البطرك ثيوفيلس كلي الاحترام، والحاخام جيرمي ميلغرام، والشيخ رشاد أبو الهيجاء، والشيخ عنتير معدي وآخرون.

وقال القس عماد دعيبس: "لنجعل من هذا اليوم استمرارا متواصلا لفكره اللاهوتي والانساني والسياسي. فقد يعيش انسانا عمره كله على هامش الحياة، وقد يموت انسانا آخر فتحيا الحياة بذكراه". وفي حين أكد المطران عطالله حنا تضامنه مع الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقصف المتواصل في غزة، طالبا انهاء سفك دماء أبناء شعبنا الفلسطيني واكد ان كل من يدعي للتجنيد فهو خاطى. بينما قال الحاخام جيرمي ميلغرام: "كنت في ما مضى جنديا، وفي إحدى المرات كان من المفروض أن أحرس في سجن كتسيعوت، فقلت لابني حينها كان في الثالثة من عمره، بأنني لا يمكنني أن اقوم بهذه المهمة، لأنهم يريدون أن أحمل سلاحا ولا يمكنني ذلك، لأني اذا حملت سلاحا سيخاف مني البشر، ولن أقبل أن يخاف مني الناس. هذا الأمر تعلمته من القس شحادة، الذي لم يكن يقبل أن يخاف منه البشر. رجل محبة بحق. نحن كرجال دين، نُدعى الآن لتصديق ايماننا بالسلام وانه ممكن. وعلينا الآن أن نقوي أحدنا الآخر ونجمع الأمل، والايمان بأن السلام سيحل". وقال الشيخ أبو الهيجاء: "لم أعرف القس شحادة، ولكني لم أتردد في المشاركة في هذه الأمسية، لأن هذا الأمر يعزز من مكانة الشعب الفلسطيني ويؤكد لحمة هذا الشعب الفلسطيني في الداخل، الذي يحافظ على هويته وانتماءه. وقد يستغرب البعض بأن رجل دين يكون وطنيا، فالحفاظ على الأراضي قضية مقدسة لا ينبغي التهاون فيها والتراجع عنها". واستعرض حديث الرسول (صلعم) "عينان لا تمسهما النار، عين باتت من خشية الله، وعين باتت تحرس في سبيل الله". مؤكدا أن الحراسة هي على الارض وعلى الوطن.

كما وحضر الامسية ممثلون عن مؤسسات أهلية نشط فيها القس شحادة ومنها مركز مساواة وجمعية التوجيه الدراسي ومؤسسات دينية متنوعة بالاضافة الى ممثلي الاحزاب السياسية وبينهم اعضاء الكنيست عفو اغبارية ومحمد بركة من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، وجمال زحالقة وحنين زعبي من التجمع الوطني الديمقراطي.

هذا وقد أصدر مركز مساواة كتاب وثائق من أرشيف القس شحادة حول الدين والأرض شمل الكتاب الكثير من المواد ووثيقة تم ارسالها من قبل لجنة الدفاع عن الأراضي الى الامم المتحدة.

وقد وقّع العشرات من رجال الدين وأعضاء الكنيست والناشطين الاجتماعيين والحضور على العريضة التي أطلقت من الأمسية والتي تطالب بوقف العمليات العسكرية في قطاع غزة وتحميل الشارع الاسرائيلي مسؤولية انهاء الاحتلال والحصار والمصالحة الحقيقية مع الشعب الفلسطيني.