Translation

Exchange Rates

June 14, 2022


American Dollar 3.446 0.17%
Euro 3.594 -0.13%
Jordanian Dinar 4.860 0.17%
British Pound 4.172 -0.51%
Swiss Franc 3.466 0.12%
100 Japanese Yen 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

الفنان أنس إسماعيل: يصير الفن للجميع حين يصير الجميع للفن

editorial board, 9/5/2009

أنس إسماعيل، الذي جرب التمثيل في أواسط السبعينيات من القرن الماضي، وكتب للمسرح، لم يعرف بعد التوقف عن شغفه المتأصل بالفنون. فها هو يدير ورشة فنية وثقافية مستمرة في "مقهى ناي آرت كافيه" باللاذقية، ركزت، من ضمن مواضيع مختلفة كالمسرح والمعارض التشكيلية والأمسيات الموسيقية، على التصوير الضوئي الذي يشكل أحد مهارات إسماعيل. وكان المعرض الذي أقامه مؤخرا للتصوير بـ"الموبايل" خطوة جريئة في الانفتاح على الحياة الحقيقية. في مقهاه الصغير، التقينا الفنان أنس إسماعيل على فنجان قهوة، ودردشة.. - ن.س: معرضك هذا بدأ ضمن فعاليات مهرجان الكوميديا واستمر في ناي آرت كافيه, ما سر عرضه في مهرجان الكوميديا أولاً؟ أنس إسماعيل: بالأساس هي لوحات فوتوغرافية التقطت من الأعمال المسرحية التي قدّمت على خشبات اللاذقية في النصف الثاني من السنة الفائتة 2008 وقد استهوتني فكرة عرض هكذا أعمال ضمن فعاليات مهرجان مسرحي وأعتقد أنّه لمن الجميل والثقافي معاً أن يجتمع الخطان, معرض تصوير ضوئي عن المسرح مع مهرجان مسرحي،إلا أن مدة العرض كانت قصيرة لذلك تابعت عرض اللوحات في مقهى ناي في اللاذقية حيث يعتبر هذا المعرض هو الثاني عشر في ناي خلال عشرة أشهر هي عمر المشروع. - ن. س: من الواضح أن الأعمال التي قدّمتها هي حالات مسرحيّة لكنّها التباسيّة, بمعنى أن الناظر إليها لا يرى الشخوص المسرحية وبقية العناصر الأخرى باللوحة كما رآها على المسرح. كيف تفسر ذلك؟ أنس إسماعيل: هنا نصل على فكرة المشروع حيث أنه لم يكن المطلوب تصوير هذه الشخوص بالطريقة المألوفة على الإطلاق بل من خلال رؤية تجريدية مبتكرة ولأوضح الأمر أكثر لقد تم تجريد الملامح الأساسية والمألوفة والطبيعية لعناصر العرض المسرحي من أشكالها ومقاييسها المعتادة إلى حالات جديدة مُختَرَعة تعتمد على اللون (من الإضاءة والألبسة والديكور...) والكتل والحركة لتّشكل مشهداً بصريّاً جمالياً مختلفاً، يحتفظ بمفاتيح ذكية للولوج إلى عالم الانفعالات والأحاسيس التي كانت تعتريني لحظة التصوير, وهذا هو سر الاستحسان والإعجاب الذي لاقته اللوحات رغم غرابة المشهد. - ن.س: إذاً هناك كسر وخروج عن القواعد المعتمدة في التصوير أنس إسماعيل: لا, أبداً لأن هذا النوع من التصوير موجود أصلاً, وإن يكن بشكل مبسّط, هذا أولاً وثانياً لا يمكن التقاط هكذا حالات دون دراية كبيرة واحترافية بقواعد التصوير الأساسية ومفاهيمه, صحيح أنه يعتمد بالدرجة الأولى على الإحساس لكنه الإحساس القائم والمبني على أسس وقواعد التصوير, حيث لا يمكن لمن لا يجيد المعرفة بمفاهيم (كالسرعة, التعريض, زاوية التصوير, الفتحة, الكادر, الضوء المنعكس...) ويأتي بعد ذلك الثقافة البصرية والجرأة أن يبتكر عناصر جديدة من المشهد الواقعي الذي يتم التعامل معه. - ن.س: على ضوء ما تقدّم, كيف تنظر على الصورة التقليدية؟ أنس إسماعيل: على مدى أكثر من قرن وإلى فترة قريبة كان للصورة التقليدية من البورتريه إلى الطبيعة بكل حالاتها, كان لهذا النوع من التصوير سطوته وجمالياته مأخوذا بعين الاعتبار وعلى التوازي التطور العلمي والتكنولوجي لأدوات التصوير وصولاً إلى اليوم حيث يضج العالم بابتكارات تكنولوجية جديدة على مدار الساعة وليس على مدار الأعوام لذلك أرى أنه آن للصورة التقليدية رغم ضرورتها وجمالها وكل مبرراتها أن تخرج من نفسها ومن التوثيق وتثبيت لحظة ما كالشروق والغروب والبحر أو الشجر والجبل والبيت القديم على أهميتها وغيرها.. إلى البحث عن فضاءات جديدة إضافية تلامس نبض اللحظة الراهنة آخذة بعين الاعتبار كل المعطيات الحديثة لعالم الاتصالات والتكنولوجيا في ظل سطوة وسيطرة الصورة والفضائيات, كما انه على المصورين المتمسكين بالقواعد القديمة أن يخرجوا عن أصوليتهم الفنية بشكل نحتفظ فيه بكل ما هو أساسي وضروري باتجاه ما هو جديد ومستحدث ولا أقصد أبداً إنكار القديم. ن.س: ألا تعتقد أن هذا الفن، خاصة في التصوير، وعلى مستوى العرض الذي تقدمه، هو نخبوي إلى حد ما؟ وبهذا قد يعترض البعض على ذلك وبالتحديد أصحاب مقولة أن الفن للجميع وليس للنخبة؟ أنس إسماعيل: يصبح الفن للجميع عندما يكون الجميع للفن، ويكفينا مقولات وتنظيرات لأنه لا يمكن للفن أن ينتظر. إن أحد أهم خصائصه أنه يستشرف القادم، ويقدم الجديد المبتكر. ومن هنا دوره المجتمعي والثقافي. لكن، وبالمقابل، فإن الثقافة البصرية وخاصة التشكيلية ضعيفة! ولا أدري على من يقع اللوم! وعلى سبيل المثال فإن دروس الفنون بمعظمها هي تحصيل حاصل في مدارسنا! علينا أن نسعى في مدارسنا وبيوتنا وتربيتنا.. أن ندعم ونقوي العلاقات البصرية والجمالية للتشكيل منذ الطفولة كما للموسيقى والتصوير والرقص و.. وهذا هو المقصود بأن الفن للجميع عندما يكون الجميع للفن..


نورا قريعة، (الفنان أنس إسماعيل: يصير الفن للجميع حين يصير الجميع للفن) خاص: نساء سورية