Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

سيلينا ... تنبؤ بسينما سورية جديدة امطفرةّ عابرةّ؟

هيئة التحرير, 28/4/2009

د ب أ جوني عبو
أعرب مثقفون سوريون عن أملهم في عودة تقليد الذهاب إلي السينما للمتعة والفائدة عقب افتتاح صالتين حديثتين للسينما في العاصمة السورية دمشق تزامنا مع عرض فيلم جديد من إنتاج القطاع الخاص عن مسرحية شهيرة للأخوان رحباني.

وتفتقر سوريا إلى صالات عرض سينمائية حضارية وتقول بيانات وزارة الثقافة السورية ومؤسسة السينما التابعة لها أن مجموع صالات السينما لا يتجاوز ال25 صالة في كل المدن السورية .

وقال المنتج السينمائي السوري المعروف نادر الأتاسي في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) إن الرئيس السوري بشار الأسد شجعه على إعادة الصناعة السينمائية إلى الوجود، مما دفعه إلى إنشاء مجمع دمشق السينمائي والسياحي وإنتاج فيلم من أعظم الانتاجات العربية، فيلم غنائي استعراضي، وافتتح به صالتي سيتي 1 وسيتي 2 في مجمع دمشق السينمائي والسياحي والفيلم هو عن مسرحية هالة والملك للأخوين رحباني ولكن بتسمية جديدة " سيلينا " .

ورداً على سؤال عما إذا كان مشروعه مغامرة على الصعيد المالي أجاب الاتاسي "أنه بلا شك مغامرة ولكنني اعتدت دائما أن أطلق أمورا يعتبرها الناس مغامرة، ومعظمها تحقق حلمي في نجاحها". وكان المهندس نادر الأتاسي دخل عالم السينما منذ عام 1960 وتملك في سوريا اثنتي عشرة صالة عرض وجعلها من أفخم الصالات في سوريا، واستمر في استثمارها في سوريا نحو 15 عاما إلى أن أصبح ذلك متعذرا بسبب الأنظمة التي حصرت استيراد الأفلام في مؤسسة السينما، فباع معظم هذه الصالات واحتفظ فقط بصالة دمشق وبصالة في مدينة حمص اسمها سينما حمص.

وكانت سوريا سمحت عام 2001 باستيراد وإنتاج أفلام السينما بعد أن كانت تحصرها في جهة عامة واحدة هي مؤسسة السينما حيث ظل هذا المنع والحصر سائدا لعقود لكن الاحتكار ألغى في العام الثاني لتسلم الرئيس بشار مقاليد الحكم في سوريا . وأنتج الأتاسي نحو أربعين فيلما عربيا (في سوريا ولبنان ومصر) وبعضها مع شركاء آخرين، وأربعة أفلام في فرنسا وثلاثة أفلام في أمريكا و اثنين في انجلترا وذلك في الفترة التي توقفت فيها عجلة الإنتاج في سوريا .

وبدأت الصالتان بعرض الفيلم السوري " سيلينا "من إنتاج الأتاسي وإخراج حاتم علي ، ما أثار كما كبيرا من الجدل، بسبب اقتباسه من مسرحية الرحابنة الشهيرة هالة والملك ، ويشارك فيه نجوم كبار من سوريا ولبنان أبرزهم دريد لحام وحسام تحسين بيك و ايمن رضا واندريه سكاف ونضال سيجري من سوريا ومن لبنان ايلي شويري و انطوان كرباج وميرام فارس وجوزيف حنا. واللافت في الفيلم أن مخرج الفيلم قرر أن يكون للفيلم " لهجتين " حيث يؤدي الفنانون السوريون أدوارهم باللهجة السورية العامية والمحكية وكذلك زملاؤهم اللبنانيين .

وفيما أبدى معظم النقاد والسينمائيين إعجابهم بالفيلم ، تساءل البعض كيف يمكن لأية مطربة أن تلعب دور الفنانة الكبيرة فيروز وهو دور البطلة "سيلينا " . وقامت بدور هالة المغنية اللبنانية ميرام فارس التي قالت في تصريحات صحفية إن الفيلم سبب لها قلقا كبيرا، وخاصة أنها تقوم بالدور الذي لعبته المطربة الأشهر فيروز.

وأضافت فارس أن ما من أحد يستطيع فعلا أن يملأ دور فيروز، ولكنها قامت بأفضل ما يمكنها ، مطالبة المشاهدين بعدم المقارنة بين الدورين بل أن يشاهدوا الفيلم كعمل مستقل. وقال الأتاسي لـ (د.ب. أ )عن فيلمه المثير للجدل إن "فيلم سيلينا هو مكمل لمجموعة ثلاثة أفلام أنتجتها للأخوين الرحباني وفيروز. ومنذ ثلاثين عاما تملكت حقوق تحويل مسرحية هالة والملك التي عرضت في لبنان في عام 1968 لتحويلها إلى فيلم سينمائي لأكمل هذه المجموعة من موسيقى وسيناريو للأخوين الرحباني."

وتابع :" والآن تحقق هذا الحلم ، لذا فإن لهذا الفيلم أهمية خاصة في نفسي وأرجو أن يلقى النجاح الذي يستحقه. فهو أسطورة غنائية استعراضية من النادر أن يوجد مثيلا لها في العالم العربي". ويشارك رجل الأعمال السوري المعروف عبد الغني العطار بنسبة في ملكية الصالتين الجديدتين . وقال مخرج الفيلم حاتم علي في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية إن القطاع السينمائي الخاص في سوريا تصدى لتجربة جديدة لكي يسهم في تطوير السينما من خلال الأفلام وكذلك من باب تطوير مكان العرض الذي يحترم الجمهور .

وأكد علي ، الذي اشتهر بأعماله الدرامية التلفزيونية التي جذبت مئات ملايين المشاهدين العرب ، أن فيلم سيلينا الذي أخرجه هو " مغامرة " من حيث صعوبة عصرنة الفكرة والحفاظ على أمانة فكرة النص كمعادلة تؤدي لنجاح الفيلم . وقال علي، الذي يعتبر من الفنانين العرب اللامعين ومتعددي المواهب في مجال التمثيل والإخراج والكتابة، "اعتقد انه من واجبي أن أسهم في تطوير الفيلم السوري والسينما السورية والعربية وعموما أردت أن يكون الفيلم جماهيريا رغم وجود معضلات لذلك كان فيه مغامرة، لكن تصديت لها، فالسوق العربية السينمائية ضعيفة ومنخفضة والسوق السينمائي السوري أكثر ضعفا وانخفاضا وهذه أيضا صعوبات وأعباء على الجميع".

وأشاد المخرج علي بإقدام القطاع السينمائي السوري الخاص على أنتاج هذا الفيلم وعودته للعمل . وقال علي إن الفاصل الزمني كبير بين العمل المسرحي هالة والملك وبين سيلينا كفيلم ، هناك فاصل زمني بعيد بين الماضي وبين العصرنة اليوم لذلك الصعوبة تجلت في بعض الأحيان أن يتم الحفاظ على أمانة النص من جهة وان تواكب تفاصيل الفيلم التطور من جهة أخرى ، والفرق كبير بين الماضي واليوم نحو 40 سنة مضت على عرض المسرحية .

وكانت مسرحية هالة والملك قد قدمت لأول مرة في بيروت عام ،1967 على مسرح البيكاديللي، حيث قامت بدور هالة المغنية المعروفة فيروز، وقام بدور الملك الفنان الراحل نصري شمس الدين، وبدور هب الريح إيلي شويري، بينما قام بدور المستشار جوزيف ناصيف والشحاذ وليم الحسواني، بالاشتراك مع النجم ملحم بركات. وتحكي المسرحية حكاية مدينة سيلينا التي تحتفل بعيد سنوي ، هو عيد "الوجه الثاني" حيث يلبس الناس أقنعة، ويمثلون أدوارا في سهرة العيد ، لكن في هذه السنة، يطلب الملك أن يلغى الاحتفال، بسبب نبوءة أتته، تقول بأن أميرة ترتدي قناعا سوف تحضر هذه الليلة إلى العيد. وهذه الأميرة قدرها أن تصبح عروسا للملك ، فطلب من الجميع أن ينزع قناعه، حتى يتمكن من معرفة الأميرة.

وبالصدفة تصل هالة مع أبيها هب الريح إلى سيلينا، قادمين من ضيعة درج اللوز، لكي يبيعا الأقنعة في العيد، وعندما وجدا أن العيد قد ألغي، قرر الأب أن يذهب ليسكر في حانة، تاركا ابنته لوحدها في الساحة، علها تبيع الأقنعة في أية حال. ظن أهل المدينة أنها الأميرة المنتظرة عندما رأوها، وأخذوها إلى القصر في حالة من الاضطراب، وألبسوها ثيابا تليق بمقام الملك، وعبثا كانت تحاول أن تخبرهم قصتها الحقيقية، ثم دلتهم على الطريق الذي يؤدي إلى الحانة التي يشرب فيها أبوها، لكي يأتوا به، عله يثبت صحة أقوالها. ولكن أبها ينكر ابنته لكي يساعدها في الزواج من الملك.

ولكن هالة تصر على الرفض، فيتنكر الملك بثياب الشحاذ ليعرف منها سبب الرفض، وتخبره هالة عن الفقر في المدينة، وعن غش مساعديه ، كررت رفضها الزواج من الملك واستغلاله، ثم اكتشفت أنها تتحدث مع الملك ذاته، فكانت نصيحتها الأخيرة ألا يحاكم أو يسجن كل المخادعين الذين يحيطون به، لأنه عندها لن يبقى من يحكمه، تنتهي المسرحية بأن تغادر هالة المدينة كما دخلتها غير متزوجة، فقيرة، وشريفة. وقال حاتم علي "اعتقد انه يجب على الجمهور الا يأتي لحضور سيلينا وفي ذهنه مسرحية هالة والملك "، مضيفا أن الفنان والمبدع والمثقف اللبناني الراحل منصور الرحباني هو الذي كتب النص بخط يده وساعده غدي الرحباني .

وقال المخرج السينمائي السوري الشهير نبيل المالح لـ (د.ب. أ) إن فيلم سيلينا حدث وولادة جديدة للسينما السورية وهو يمثل ما يمثل من قيم يطرحها عودة نادر الاتاسي منتج الفيلم كبطل من أبطال إنتاج الأعمال السينمائية في القطاع الخاص الذين كرسوا أرضية للعمل السينمائي من جانبه الإنتاجي والتقني للسينما السورية منذ ستينيات القرن الماضي . وأضاف المالح الذي يوصف بأنه من جيل الرواد في السينما السورية أن فيلم سيلينا مغامرة عظيمة خاصة أن المنتج نادر الاتاسي أطلق الفيلم من مجمع صالاته السينمائية التي تعتبر حضارية بكل المقاييس والتي تعني أن من يقف خلف هذه الأعمال يحترم الجمهور ويريد عودته إلى الفن السابع .

وتراجع عدد الصالات السينمائية في سوريا من نحو 120 صالة في ستينات القرن الماضي إلى عدد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة إذا أخذنا بعين الاعتبار الصالات الصالحة للعرض. ويبتسم المالح بشكل حميمي وكأن الذكرى تعود به للوراء قائلا :"ما أجمل أن تعاد لنا السينما بعد عقود من الغياب لنا كسينمائيين وكجمهور يتوق لمشهد عودة الأسرة والأصدقاء في سوريا يصطحبون بعضهم البعض لحضور سينما ويعود بعد الفيلم للحديث عنه" .

من جهته اعتبر رئيس لجنة صناعة السينما في سوريا عماد الرفاعي أن الفيلم يشكل عودة قوية للقطاع الخاص السوري المبدع الذي يقدر قيمة الفن السابع والأعمال المحترمة وذات السوية الفنية العالية فضلا عن أهمية قصوى لعودة صالات سينمائية غاية في الأهمية والتي ترقى لمصاف دور السينما العالمية في العديد من جوانبها والتي تشجع الجمهور أن يعود لمتابعة فن السينما الهام والمؤثر بصريا وفكريا.

كما عبر الجمهور عن سعادته باستعادة عمل الرحابنة بشكل معاصر، وقال زياد طالب في كلية الآداب، إنه لا يعرف المسرحية الأصلية "ولكنني انبهرت بعمل حاتم علي ودريد لحام". وقالت سعاد وهي سيدة منزل وجدة لثلاثة أحفاد :"عندما شاهدت هالة والملك لأول مرة في بيروت قبل أكثر من 35 سنة، أحسست برهبة فيروز والرحابنة. اليوم مع سيلينا أحس بالسعادة لاستعادة تلك الذكرى".