Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

وجوه ووجهاء: شفاعمرو... هل نحن شعب أم طيف شعب!!

هيئة التحرير, 24/6/2009

وجوه ووجهاء: شفاعمرو... هل نحن شعب أم طيف شعب!!
  • كم كان بودي ان اتطرق هذا الأسبوع وبتوسع الى خطاب "العائلة" الذي ألقاه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في جامعة بار-ايلان إرضاء لوالده ولزوجته ولشقيق زوجته ومن لفّ لفّهم من الأصحاب والمقربين، سواء كان ذلك من اليهود ام من الأغيار، غير اليهود.

  • لكني وبعدما شاهدت سِحنة الرئيس وهو يلقي خطبته، ومن ثم وهو يصافح ويعانق ويقبّل، اركنت عندها الى قول الامام علي بن ابي طالب رضي الله عنه وأرضاه:"ما أضمر أحد شيئاً الا وظهر في فَلتْات لسانه وصفحات وجهه". فكيف بمن لم يُضمر، بل أفصح شد فصاحة في كشف مستوره ومكنون ما في جوفه.

  • تطرقنا هنا الأسبوع الماضي الى ما وصفه لطفي مشعور بـ "تحركش أجهزة الأمن" في ذكرى المجزرة الرهيبة التي ارتكبها المجرم السافل نتان زادة بحق أهلنا في شفاعمرو. وكان ذلك على هامش رد الفعل الشفاعمري والعربي عامة على قرار السلطة توجيه لوائح اتهام بحق شبان شفاعمريين بتهمة محاولة قتل المجرم وكذلك بتهمة عرقلة الشرطة والتشويش عليها اثناء "أداء واجبها".

  • وقد وقفت شفاعمرو يوم السبت 31/6، وقفة تسر كل صديق، عَبّرت فيها عن رفضها القاطع للرواية الشاذة، او رواية "الشذوذ الانساني"، وقطعت الشك باليقين أنها لن تكون لقمة سائغة.

  • وما هي الا ساعات قليلة جداً، لتنقلب الأمور، ولتضع الانسان الشفاعمري أمام حيرة لم يكن فيها من قبل وكذلك نحن... اعتقدنا أن سُويت الأمور، وعادت العَجَلة الشفاعمرية الى دورانها الطبيعي، بعد تدخل اهل الخير فيها وهم كُثرُ. وسرعان ما تبدد حلمنا.

  • ليلة الثلاثاء- الاربعاء قريباً من منتصف الليل، تنقطع سكينة المدينة، وتعم الفوضى ويتسيّد الخراب. نار ورصاص وعويل ورُعبٌ، هي ما تبقى من نسيج، ظنت الشهامة والنخوة انها بنته في المدينة.

  • ونجد انفسنا امام السؤال الكبير الكبير: مَن نحن؟! هل نحن شعب، أم طيف شعب نحن؟ واذا كنا شعباً، فعلاً، أو نطمح لأن نكون كذلك فما هي مقومات كوننا كذلك، ونحن لا نزال نتصرف بعقلية العشيرة والقبلية والطائفية. واذا كنا من طائفة واحدة في بلد ما، نتصرف بروح التعصب الحاراتي "شرقية وغربية"، وبعد أكثر من 06 سنة على النكبة الكبرى لا نزال نعتنق عقلية"إبن البلد"و"اللاجىء الغريب" فأي شعب نحن إذن؟

  • واذا كنا نطمح لنكون شعباً، كيف نكون ونترك طوائفنا تُباعد بيننا بدل أن تكون أحجار وحدتنا. فأين منا صيحة الحجار مطران العرب، وسلطان العرب في وصيته:"انطلقت الثورة من الجبل الأشم جبل العرب، لتشمل وتعم، وكان شعارها الدين لله والوطن للجميع، واعتقد انها حققت لكم عزة وفخاراً وللاستعمار ذلاً وانكساراً"....

  • واذا كانت ركائز وأركان ومقومات وجودنا تلك "الوحدة الطائفية" التي نتغنى بها، ونردد بأعلى صوت قَسماً قاله الأولون:"بحياة النبي شعيب ان التوحيد دين العرب، وبحياة المسيح بن مريم ان المسيحية دين العرب، وبحياة النبي محمد ان الاسلام دين العرب" اين نحن من هذا كله.. واين رجال السياسة والعلم والدين من القيم السمحاء الدينية والدنيوية على حد سواء.. وكيف يضيع وينكسر كل البنيان لأول بَحْرَة من فتى لفتى، ولأول حركة تراكتورون؟!

  • واذا كان هناك من يدعي ان مساً أصابه بالصميم، وبقلب الانتماء الديني، كيف يكون مسلماً ولا يسير على قول الامام الشافعي:"ان الايمان تصديق وعمل". وكيف يكون مسيحياً ولا يسير على قول بولس الرسول:"ولكن لا تنسوا فعل الخير والتوزيع". وكيف يكون توحيدياً من لا يسير على قول الامير السيد التنوخي:"ان التوحيد بالمساهمة بأعمال الخير مع جميع الناس".

  • فالدين يهذب الضمير ويطهر الوجدان وليس هو إقامة الشعائر فقط. بل هو كل خدمة اجتماعية، وكل عمل من أعمال الخير فيه عبادة. والدين الحقيقي الذي يُثيب الله عليه هو نَفْع المجتمع:" ليس البر ان تُوّلوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب". واذا كان ما حصل في شفاعمرو هو إعادة للفيلم نفسه والسيناريو نفسه الذي شهدناه من قبل في المغار وكدنا نشاهده في غيرها، علينا ان نسأل أنفسنا أولاً: أين أخطأنا؟ هل في التربية البيتية أم في المدارس، أم في السلوكيات؟!

  • فاذا كان نفر او شخص ما استفز، أو استطاع أن يستفز طائفة، فهل على الطائفة (وليس الأمر كذلك أبداً) ان تحرق المدينة... واذا كانت كل عائلة أو طائفة او مجموعة، يتم استفزازها من قبل نفر غير مسؤول، ستقوم هذه الجهة المستفَزَة بحرق المدينة فأننا ذاهبون نحو حريق شامل.. لن تقوى أي قوة إطفاء على إخماده.

  • واذا كان ما يدعيه او يقوله البعض إن نفراً من خارج المدينة، أو كما سمعنا من عدد من الشفاعمريين ومن كل الطوائف أن هناك "أيد غريبة" عبثت، وخربت، وفعلت ما فعلت ثم انسحبت. فالسؤال: لماذا يتكرر سيناريو الأيدي الغريبة هذا.. وكيف تفعل الأيدي الغريبة فعلها دون "إرشاد" او "معونة" من أيد محلية عارفة أين يسكن رمز وحدة الشفاعمريين المربي الياس جبور "ابو جبور" مثلاً، والذي يعتقد جازماً ان هذه الأيدي ليست من بني معروف. لأن ما قامت به ليس من شيم وعادات بني معروف الأصيلة، ولأنه يرى أن ما قامت به مس بالصميم بالبلد بأسرها وليس بطائفة واحدة وانه يحمِّل المسؤولية للذين تغاضوا عن هذا النفر وتركوه يعيث فساداً من سلطة وشرطة.

  • تربينا على أن المياه الغريبة، الايدي الغريبة، لا تدير الطواحين فكيف سمحوا للأيدي الغريبة أن "تطحن" في شفاعمرو وتخرج منها .. سالمة؟؟

  • الم يكن من شفاعمرو، اي معروفي ليقف ويقول لهم ان من مبادئنا المعروفية حفظ الاخوان".. وان من وصايا الامام كما جاء في كتاب سعيد الصغير "بنو معروف في التاريخ"، ص 69 "أعلموا معاشر الاخوان ان مولانا فرض عليكم صدق اللسان وحفظ الاخوان وان (ص36) "الانسان اخو الانسان وواجب المرء المحافظة على افراد المجتمع والبيئة التي يعيش فيها ويتجانس معها بالمعتقد والآراء والعادات، فيحفظ عهودهم ويصون ذمامهم ويرعى حقوقهم ويقضي حاجاتهم، ويذب عنهم بالمال واليد واللسان". فكيف لم يخرج الشفاعمريون في وجه الأيدي الغريبة ويذوذوا عن اخوانهم ولم يلتفتوا الى حَسَبهم: وخير الناس ذو حسب قديم اقام لنفسه حَسَباً جديداً وكيف لم يحرك فيهم قول أبي العلاء ساكناً: سأتبع من يدعو الى الخير جاهداً وارحل عنها ما إمامي سوى عقلي

  • واذا ما عدنا الى ما نحن فيه وما نحن اليه ذاهبون نسأل، هل من ترابط، او صلة بين ما حصل السبت الماضي في شفاعمرو وهَبّة أهلها ووقفتهم الى جانب ابنائهم الاثني عشر المتهمين زوراً وبهتاناً، وبين ما صار فيها. وما أصابها..!! وهل من صِلة بين الازمة الخانقة التي تعانيها السلطات المحلية الدرزية وصيحة الرؤساء الدروز في خيمة الاعتصام في القدس المطالبة بالمساواة، وبين ما حصل في شفاعمرو.

  • هل تخشى السلطة وهي كذلك، اي تقارب بين ابناء الطائفة المعروفية وبين بقية ابناء شعبهم.. فكلما حصل مثل هذا التقارب والتلاحم مدت اذرعها الخفية والمرئية، القريبة والغريبة لتفعل فِعلها. تارة باسم الدين، والدين من كل ما حصل براء، وتارة باسم العِرض، وعِرضنا أسمى من أن تمسه لُسُن هؤلاء، وتارة باسم المس برموز دينية، وهذه الرموز الدينية هي رموز انسانية، ورموز وطنية، نعتز ويعتز بها كل شعبنا. وهنا نطرح على أنفسنا وعلى قياداتنا السؤال الأساسي الذي طرحناه، من نحن.. ومن نريد ان نكون.. واذا كان من دور لسياسيينا فهو بقيادة المعركة السياسية والاجتماعية واذا كان من دور لمثقفينا فهو بأن يهبوا الآن، الآن وقبل فوات الأوان لصون ما تبقى لنا من بنيان، واذا كان من دور لرجال الدين فهو لبيس بالصلاة على موتانا فقط بل أن يؤموا بأحيائنا أولاً. واذا كان من دور لشفاعمرو فهو ان تعود.. شفاعمرو منبع ومنبت الصلح والاصلاح وكأني بها اليوم.. اذا احتربت يوما فسالت دماؤها تذكرت القربى فسالت دموعها.