Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

رأي حول حلقة الاتجاه المعاكس: المرأة العربية بين الأصالة والمعاصرة

هيئة التحرير, 28/10/2009

الآن وبعد أن هدأت حدة النقاش وبردت حرارة الاتجاه المعاكس لا بد لي أن أدلي بدلوي حول موضوع الحلقة نفسها (المرأة في الإعلام )وأرجو أن نتوقف قليلا حول بعض الأساسيات دون أن نحتد كما في الاتجاه المعاكس والذي غالبا ما يضيع الحوار فيه ويأخذ منحى السب والهجوم الشخصي، السؤال المطروح هو هل هناك إعلام حر؟؟ إن الإعلام غالبا ليس حرا وليس إلا الوجه الآخر للسلطات القائمة وهو جزء من بناء فوقي لتركيبة سياسية اقتصادية اجتماعية قائمة والحقيقة لا يمكن أن يكون إلا أداة للتعبير عن هذه التركيبة من ناحية ولإحكام سيطرتها من ناحية أخرى ومن هنا الشكل الطبيعي للإعلام أن يقدم المرأة على أنها سلعة وعلى أنها جسد بلا قيمة سوى الاستعراض ومن الطبيعي أن يسعى لترسيخ هذه المفاهيم جاهدا عبر الإعلانات وعبر الفيديو كليب وحتى عبر البرامج التي تتعر بش على الثقافة محاولة أن تقدم مشاكل المرأة بصورة سطحية. طبعا هناك استثناءات هنا أو هناك ولكنها غالبا ما تكون جهدا شخصيا ولا يعمم ليعطي صبغة عامة للإعلام العربي عموما وطبعا هناك قنوات خاصة ولكن ليس من قناة تخرج عن رؤية إدارتها لمجمل الأحداث ومجمل التصورات وبالتالي جملة وتفصيلا الإعلام محكوم سلفا ببنية معينة وقائمين وخطوط حمراء.... ولا يمكننا تجاهل القنوات الأخرى! وهنا تصبح القضية المطروحة ذات محورين أولا:صورة المرأة في الإعلام. ثانيا: المرأة العاملة في الإعلام. أولا صورة المرأة في الإعلام لن تكون خارجة عن نهج معين هو نفسه النهج الذي يحكم الإعلام عموما وكل مانراه يصب في نمط تروجه المحطات كافة بشكل أو بآخر وهو صورة المرأة المستهلكة وحصرها بالجسد ولكن المرأة هنا ضحية وحين نحملها عبء هذه الصورة فإننا نبرئ الإعلام الذي يستخدمها بشكل مدروس معتمدا على نفسية الإنسان المقهور والمتخلف ليجذب جمهورا دون التفكير بأي حسابات ثقافية أو قيم معينة وخاصة الشباب طبعا هناك محطات أكثر احتراما من أخرى ولكن قليل الجيد لا ينفي السيئ والذي يستخدمه المتشددون للهجوم على المرأة على أنها سبب في فساد المجتمع وانحراف الشباب ووو.... متناسين أن كثير من الحالات سببها استغلال العوز والفقر الذي يزخر مجتمعنا العربي بأمثلة عنه؟ وسواء كنا مع أو ضد فإن الإعلان مهنة موجودة وضرورية أيضا وليست المرأة فيها سوى وسيلة (وهذا جزء من استغلالها ) قد تكون بسوية غير جيدة وهذا تابع للقائمين على الدعاية والإعلان والذين لا يتورعون عن استغلال أي شيء لتحقيق ربح أكبر وتسويق أوسع فهل نحمل المرأة تبعية ما يقدم عليه رأس المال في هذه الشركات أو المحطات أعتقد أن موقف المرأة هنا خاص جدا فهناك من ترفض شكلا معينا لكن هناك من تقبل لاعتبارات كثيرة وهكذا فهو لا بد أن يجد بديلا سريعا؟ فكيف نحمل المرأة هذه المسؤولية وهي أداة بينما المخطط والدارس واضح وهكذا فالإنسان هو ضحية ومستغل سواء باللعب على وتر المكبوت أو باستغلال المرأة كأداة لذلك. ثانيا: المرأة العاملة في الإعلام طبعا هناك أمثلة محترمة وكثيرة ولكن دعونا نتساءل هل يستطيع الإعلامي أو الإعلامية تقديم برنامج على سوية معينة بعيدا عن حصار ذوي القرار؟؟ كيف نطلب ممن يعمل في الإعلام أن يقدم سوية معينة دون هامش معين من الديمقراطية وبعيدا عن نهج معين لأي قناة؟ إذا الإعلام والقائمين عليه رهن بإدارة قناة وبسلطة ما ومهما كان هامش الحرية في قناة أفضل من أخرى إلا أنها رهنا بسياسة معينة لهذه القناة أو تلك وهذا يحاصر الإعلام عموما وليس المرأة فقط ونادرة تلك المحطات التي تترك الباب مفتوحا لإعلامييها فإذا أن نعرض القضية على هذه الشاكلة فيه بعض السطحية لأننا نجتزئ القضية من سياق عام ونحمل الضحية مسؤولية واقع سيء علينا جميعا انتشالها من عفونته!! ولن أعرج على رأي المتشددين الذي طرحه الرأي الآخر لأنه كان من الضعف أن انساق وراء هجوم شخصي لموقع نسائي وإدارته للخروج من إشكالية الحوار وضعفه فيه وحين نتحدث عن الإعلام لا نستطيع إغفال النت ومساحة الحرية التي تساعد على العمل الإعلامي وبعيدا عن الرقابة ولكن هل النت في متناول الجميع؟؟


وداد سلوم، (رأي حول حلقة الاتجاه المعاكس: المرأة العربية بين الأصالة والمعاصرة) خاص: نساء سورية