Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

نظرة على كتاب: عرب جيّدون لهليل كوهين

بروفسور حسيب شحاده- هلسنكي, 23/12/2014

הלל כהן, ערבים טובים. המודיעין הישראלי והערבים בישראל: סוכנים ומפעילים, משת’’פים ומורדים, מטרות ושיטות. ירושלים: כתר, תשס’’ה, 307 עמ’. هليل كوهين، عرب جيّدون/صالحون. أجهزة الأمن/المخابرات الإسرائيلية والعرب في إسرائيل: عملاء ومُشغّلون، متعاونون ومتمرّدون، أهداف وأساليب. القدس: كيتر، ٢٠٠٦، ٣٠٧ ص.

د. هليل كوهين باحث ومحاضر إسرائيلي جامعي متخصّص في شؤون الشعب العربي الفلسطيني وعلاقته بالصهيونية. ولد عام ١٩٦١ وتعلّم العربية بمخالطته العرب في قرى منطقة القدس وفي مخيم الجلزون. تناولت رسالته لشهادة الماجستير موضوع “ لاجئو الداخل” وصدرت في كتاب عام ٢٠٠٠، أما أطروحة دكتوراته فكانت عن المتعاونين الفلسطينيين مع اليهود في فترة الانتداب البريطاني ١٩١٧-١٩٤٨، وصدرت في كتاب سنة ٢٠٠٤ تحت عنوان “جيش الظلال”. الكتاب قيد العرض متوفّر أيضاً بالعربية، ترجمة السيد عصام عراف، ويجدُر بكل مثقّف عربي الاطّلاع عليه. مهنة التجسّس والجاسوسية قديمة قدم الوجود البشري على وجه هذه البسيطة، مثلها مثل العهارة مثلا. يتألّف كتاب كوهين من سبعة فصول: بداية صداقة رائعة: نشوء طبقة المتعاونين/المخبرين؛ الشيوعيون ضد السلطة والمتعاونون ضد الشيوعيين؛ مقتحِمو الحدود، متسلّلون، مهرّبون، جواسيس؛ أرض محروقة، المعركة على الأرض؛ يكوون الوعي، رموز، تفوّهات، تربية؛ عهد/تحالف الدم، الجنود العرب في الدولة اليهودية؛ الأخ الكبير، اللجان القطرية -، هيمنة حميمية. هناك خلاصة، تسع صفحات، في نهاية الكتاب، تتلوها ملاحظات مقسّمة وفق الفصول فلائحة مصادر ففهرست أبجدي. اتكأ المؤلف في إعداد هذا البحث، في المقام الأول، على أرشيفات أجهزة الأمن الإسرائيلية المختلفة: أرشيف دولة إسرائيل؛ أرشيف جيش الدفاع الإسرائيلي والمنظومة الأمنية؛ أرشيف تاريخ الهاغاناه؛ الأرشيف الصهيوني المركزي. لا يحيد المرء عن جادّة الصواب إن قال إن حالة العرب في البلاد ذات طابع فريد من نوعه، لا مثيل لها في أية دولة أخرى. أهل البلاد الأصليون الذين يُطلق عليهم أسماء كثيرة مثل عرب الـ ٤٨؛ عرب الداخل؛ عرب إسرائيل؛ الأقلية القومية العربية في إسرائيل، القطاع العربي، غير اليهود في البلاد إلخ، أشير إليهم حتى مدّة قصيرة بالاسم “عربي/عربية” في بطاقات هويّاتهم، وهذه الصفة لم ترد في أية بطاقات هوية أو جوازات سفر في كافة الأقطار العربية. هؤلاء العرب، الأكثرية في البلاد منذ القرن السابع، أصبحوا بين ليلة وضحاها، أقلية بُعيد العام ١٩٤٨، إذ هُجّر قرابة السبعمائة ألف فلسطيني وأصبحوا لاجئين. أجهزة الأمن اليهودية المختلفة كانت قد اخترقت عرب البلاد حتى النخاع قبل قيام إسرائيل وحتى يوم الناس هذا. من أهدافها الأساسية تفتيت النسيج القومي والاجتماعي للعرب، انتهاج وتنفيذ سياسة ”فرِّق تَسُد” التي استخدمها الانتداب البريطاني من قبل (divide and rule, divide et impera)؛ زرع جوّ متوتّر من الشكوك والحزازات بين الناس؛ مصادرة الأراضي؛ العمل من أجل تحقيق مقولة: عرب أقلّ على أرض أقلّ؛ ضرب الحزب الشيوعي؛ تهويد الجليل كما حدث مثلا في صفد وطبريا؛ التشديد الدائم على المنافع الشخصية ووأد التوجّهات القومية الجماعية؛ تجهيل العرب وإبعادهم عن قوميتهم، أي محاولة الأسرلة والتأسرل بعد العبرنة والتعبرن. ليس سرّا أن تعيين المعلّمين والمدراء والمفتّشين في الوسط العربي، كان وما زال لحدّ بعيد، يعتمد أساسًا على توجهاتهم السياسية ورضا أسيادهم عنهم، وهذه السياسة أدّت إلى تدهور مستوى التربية والتعليم. أولئك المتعاونون مع السلطات الإسرائيلية أطلق عليهم الحزب الشيوعي، العربي اليهودي، اسم “الأذناب” وثمة أسماء ونعوت أخرى دارجة مثل: عميل، جاسوس، خاين، مبيوع، فسّاد. ويذكر أن السياسة الرسمية الإسرائيلية استغلّت وما زالت تستغلّ وجود نوّاب عرب في الكنيست لتلميع وجهها وسمعتها في الساحة الدولية، لا سيّما عندما ارتدى النوّاب العرب التابعون لحزب مباي (حزب عمّال أرض إسرائيل, מפא’’י ) الكوفيةَ وألقوا كلماتِهم بالعربية وأثنوا على إنجازات الحركة الصهيونية المتمثّلة بخاصّة بمكانة الدولة العبرية عسكريا. لا ريب في أن الانفصال عن القومية العربية يتجلّى بصورة قاطعة في الانخراط في الجيش الإسرائيلي. طرْح فكرة تجنيد العرب المسيحيين في صفوف جيش الدفاع الإسرائيلي ليس جديدا ولم يبدأ بالكاهن جبرائيل نداف وزمرته. نادى بذلك، على سبيل المثال، جريس خوري، ابن قرية الطيبة بالقرب من رام الله، الذي كان سكرتير بلدية حيفا الانتدابية. أرسل خوري رسالة إلى وزير الخارجية الإسرائيلي موشيه شاريت (ت. ١٩٦٥) عام ١٩٤٨ بهذا الصدد وضمّنها خطّة لإنشاء منظّمة مسيحية إسرائيلية هدفها نشر الدعاية الصهيونية بين مسيحيي الشرق الأوسط وفي الدول الغربية. أمل، والأصح في تقديري توهّم، المسيحيون أن التجنيد سيوفّر لهم حقوقا كاملة ومتساوية في دولة إسرائيل. ونذكر هنا أيضا محاولة إلياس مطر العيلبوني في خمسينات وستينات القرن الماضي، القاضية بتجنيد أهل بيته وبعض المقرّبين للجيش الإسرائيلي، وكان المطران الأسبق مكسيموس الخامس حكيم (ت. ٢٠٠١) قد أيّدها. رأى الجمهور العربي المسيحي بمثل هذه المحاولات ’’الجنون بعينه‘‘. انتهجت حكومات إسرائيل وما زالت تصعّد سياسة التمييز العنصري ضد عرب البلاد في أشكال وتحت مسمّيات وقوانين عديدة؛ الولاء للدولة يعني نيل حقوق أكثر؛ محاولة بلورة هوية جديدة ”عربي إسرائيلي“ إلخ. لا نضيف أيّ جديد في قولنا إنّ سنّ القوانين التمييزية المتنوعة مثل منع إحياء ذكرى النكبة ومعاقبة المخالفين لا يلغي المشكلة. النكبة مثلا ليست ذكرى تاريخية فحسب بل واقع معاش يومي ومستمر. من الواضح أن عملية الأسرلة والتأسرل منذ سبعة عقود وحتى الآن قد باءت بفشل ملحوظ. من أسباب هذا الفشل الأساسية كون الدولة اليهودية والحركة الصهيونية لم توفّرا لعرب البلاد أيّة وسيلة أو إمكانية حقيقية للانخراط الحقيقي والتأثير في الدولة. بين دفّتي كتاب كوهين مادة غنية جدا وموثّقة حول دور المتعاونين العرب منذ ما قبل قيام الدولة وحتى بداية القرن الحادي والعشرين في تزويد المعلومات وفي الوشاية لأذرعة الأمن الإسرائيلية المختلفة وعلاقاتهم مع مشغليهم، أسيادهم. لا ريب أن حالات مثل أولائك العملاء النفسية قبل الانزلاق وبعد التورّط جديرة بالبحث النفسي والموضوع لم يُبحث بما فيه الكفاية وفق معرفتي المتواضعة في هذا المجال. من علامات هذه العمالة الخارجية التحدّث بالعبرية أو بعربية مطعّمة حتى التخمة بألفاظ وعبارات عبرية. ويبدو أن التصريح الآتي الذي نُسب للجاسوس، أمين الحاج اللبناني، المعروف باسمه الحركي رومنغي، كان قد خدم إسرائيل في خلال ثلاثة عقود ناقلا لوحدة الاستخبارات ٥٠٤ معلومات هامـّة جدا عن فلسطينيي ليماسول ووصولهم للبنان بحرا. يقول ذو الشاربين المفتولين ’’ألقت بي المخابرات الإسرائيلية ككلب ضال، أعيش في إسرائيل بوثيقة سفر مؤقتة، بدون أية حقوق، وبدون تأمين صحي‘‘. إزاء هذا الوضع التعيس يتساءل المرء بكل موضوعية: كيف من الممكن للدولة الإسرائيلية أن تحرز سلاما مقبولا عادلا مع الدول العربية، مع قرابة الأربعمائة مليون عربي، في حين أنها لم تفلح بإنجاز هذا المبتغى مع المواطنين العرب في مسقط رأسهم، زهاء المليون ونصف المليون من البشر؟