Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

ردا على مزاعم بشارة هل روسيا والصين إمبرياليتين؟ (مرفق) د.عادل سمارة

هيئة التحرير, 7/7/2013

ردا على مزاعم عزمي بشارة بان روسيا امبريالية ومزاعم غيره بان الصين امبريالية وحتى جميع كتلة البريكس.طبعا رغم عضويته في الكنيست ورغم إرساله إلى قطر التي هي قاعدة صهيونية في الجزيرة العربية، إلا أن من حقه قول ما يريد، ولكن ليس من حقه الفتاوى الكاذبة وخاصة في الاقتصاد السياسي. ربما لا يزال هذا الرجل يحلم بتطاولات كما فعل حمد بن جاسم مع الوزير الروسي لافروف، فكان رد لافروف كمن حمله كفأر بورقة تنظيف الأنف، ورقة مستعملة وألقى به في وجه أوباما. مرة أخرى أناشد شرفاء حزب التجمع الوطني الديمقراطي العودة إلى أبناء البلد. أود بداية أن نفرق بين :

• التشكيلة الاجتماعية الاقتصادية الراسمالية وهي الغالبة في هذه البلدان أي البريكس، ولكنها بلدان متطورة • وبين تشكيلة اجتماعية اقتصادية راسمالية لها تاريخ وحاضر استعماري إمبريالي وعولمي . • وبين معظم دول العالم التي تقودها السوق ولكنها غير متطورة وبالطبع غير استعمارية إن محاولة عقد مساواة بين البريكس والإمبريالية الغربية هي محاولات إخفاء تاريخ الاستعمار وعدوانيته ونهبه العنفي والمباشر لثروات الأمم وتواطؤ أنظمة بلدان المحيط وخاصة العربية مع الإمبريالية (التحالف الذي اسميه قطاع عام راسمالي معولم يسخر المحيط للمركز عبر طرفيه: برجوازية المركز الغربي وكمبرادور المحيط).

هذا ناهيك عن أن روسيا والصين بحكم منافستهما للغرب الإمبريالي تحمي أمما من الفناء كما هي حال سوريا وإيران وتتاجر مع هذه الأمم وغيرها بشكل اختياري وبعلاقات السوق وليس القوة.

الإمبريالية كما أوضحها ونقدها لينين هي في حينه كانت أعلى مراحل الراسمالية، وحتى الآن يرى كثيرون أنها تحتفظ بنفس التسمية. أنا افضل تسمية ما بعد سبعينات القرن الماضي ب حقبة العولمة لا سيما وأنها أتت في مرحلة ذات قطب واحد. على اية حال هذا ليس موضوعنا. (لتمييز العولمة عن الإمبريالية أنظر كتابي الصادر 2005 Developmeny by Popular>>>> http://kanaanonline.org/books/wp-admin/

الإمبرالية هي توجه الرأسمالية في دولة قومية معينة للتوسع العسكري والاقتصادي بالقوة للسيطرة على المواد الخام والأسواق ومن ثم احتجاز تطور بلدان المحيط. وكما تلاحظ فهي امتدادا للاستعمار ولكن بكثافة أعلى. أي هي والاستعمار التمظهر الخارجي للرأسمالية في هذا البلد المتقدم أو ذاك.

تتضمن الإمبريالية التبادل اللا متكافئ (مساهمة أرجيري إيمانويل) والذي يتعمق ب التطور اللامتكافىء (مساهمة سمير أمين).

الصين وروسيا وإلى حد ما الهند والبرازيل وحتى جنوب إفريقيا هي دول قومية ذات سياسات تنموية تشكل قطبا مناهضا للإمبريالية سواء من حيث اقتطاع تدريجي لأجزاء من السوق الدولي الذي تحتله الإمبريالية الغربية. ويمكن إدراج إيران في نفس الصفات.

الأنظمة في هذه البلدان متنوعة، فبينما هي في الهند وجنوب أفريقيا راسمالية تماماً، هي في البرازيل كذلك راسمالية ولكن النظام هناك يتجه نحو رسملة أقل وبدايات ملامح اشتراكية تدريجيا بما يتسق مع المدرسة الجديدة للاشتراكية في أمريكا الجنوبية، وروسيا لا تزال تحمل بعض ملامح الاقتصاد (الأمري Command Economy أي الاشتراكي بدور الدولة أكثر مما هو بالتسيير الذاتي) وهذا يتجلى في دور الدولة في الاقتصاد، وأما الصين فهي لا تزال تخوض صراعا طبقيا هادئا بين التشكيلتين الاشتراكية والراسمالية حيث يقاوم أصحاب الطريق الاشتراكي سيطرة أصحاب الطريق الرأسمالي Capitalist Roaders -- طرائقيوا الرأسمالية) كما اسماهم ماوتسي تونغ. (انظر حول هذا دراسة عن تصفية الجُماعيات-الكميونات الزراعية في الصين في كنعان الدورة التي تتحول من ورقية إلى إلكترونية العدد 153 ترجمة ثابت عكاوي وبادية ربيع)

على صعيد العلاقات الداخلية فمعظم علاقات الإنتاج في هذه البلدان هي راسمالية-وإن بتفاوت- وهذا يعني استغلال الطبقة العاملة وبشكل مكثف وخاصة في الصين والهند وجنوب أفريقيا حيث هي في مرحلة التراكم الأولي. وهذا شأن الطبقات الشعبية هناك والأحزاب الشيوعية والعمالية كي تناضل طبقيا ضد راس المال والاستغلال. وكونها كذلك لا يعني أن نقاطعها ونُعيد الإمبريالية الغربية التي أهلكت الحرث والنسل وهي العنصرية بامتياز.

على الصعيد الخارجي، لا تمارس هذه البلدان أية علاقات استعمارية أو امبريالية . فهي لا تحتل أرض أحد، وهذا الاحتلال الاستعماري هو السمة الأساسية للإمبريالية.

وعليه فالتبادل بين هذه البلدان الخمس وبلدان المحيط هو نباتدل لا متكافئ ، هذا صحيح، ولكنه: • طوعي واختياري • شروطه أكثر مرونة من شروط الإمبريالية اي معدل الفائدة والقرض • قروضها ليست مشروطة بأن تكون ضد التنمية (مثلا نتذكر مشكلة السد العالي في مصر الناصرية) • هذه الدول مقبولة نفسيا لأنه ليس لها تاريخ استعماري بتراثه الثقافي العنصري المر. (قد يزعم بشارة بأن روسيا كانت قبل البلاشفة تستعمر بلدانا أخرى، نعم لكن التاريخ تغير وروسيا لم تستعمر أي بلد عربي وإفريقي فهي كانت تتمدد في محيطها، والأهم أن الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قبل البلاشفة هي التي نقلت الشيوعية إلى فلسطين، كما أن هذه الطائفة في الكثر عروبية لأنها مسيحية شرقية كالأقباط). • هذه الدول (روسيا والصين خاصة) تقوم بنقل التكنولوجيا إلى المحيط • هذه الدول أوقفت عودة الإمبريالية الغربية إلى احتلال دول بالقوة-حالة سوريا- بعد أن قامت الإمبريالية في حقبة العولمة بالعودة إلى مرحلة الاستعمار أي احتلال بلدان أخرى بالقوة العسكرية (أفغانستان العراق ليبيا)

السؤال الذي يطرحه مثقفو النفط والناتو مثل عزمي بشارة بأن هذه الدول إمبريالية هو سؤال خبيث. لأنه يخلط بين الاحتلال العسكري الذي يمارسه الإمبرياليون الغربيين وبين علاقات السوق. فعلاقات السوق موجودة منذ وجود الملكية الخاصة والعملة حيث وجد السوق. وفي التبادل عبر التاريخ لم يحصل أن يكون ذلك التبادل مفيدا للطرفين المتبادلين بنفس النسبة (وهذا التساوي في الفائدة ما تورط فيه الاقتصادي الكلاسيكي ديفيد ريكاردو في نهايات القرن الثامن عشر، ونفاه التحليل الماركسي منذ ماركس وحتى اليوم) ، لأنه ببساطة علاقات سوق. ولكن هذا التبادل هو على صعيد الدول قيام كل دولة مستقلة باختيار الطرف الآخر الأقل عدوانية واستغلالاً للتبادل معه وتحقيق أعلى فائدة ممكنة لاقتصادها، ولذا يتجه كثير من الدول القومية المستقلة وذات التوجه التنموي إلى روسيا والصين والبرازيل...الخ. إذن نحن نتحدث عن اختيار الأمم للتبادل الأقل لا تكافؤا فأين العلاقات الإمبريالية هنا؟

إن التهمة للصين وروسيا بالإمبريالية هي في جوهرها حقدا عليها وتعاطفا مع الإمبريالية لكن لأنه تعاطف تابع يتم تغليفه باتهام روسيا والصين. هؤلاء يحنون إلى النير الغربي باسم اللبرالية وحتى إلى النير العثماني. باسم الإسلام وأقصد هنا انظمة وقوى الدين السياسي.

لماذا لا نراقب طبيعة التعاون الاقتصادي بين البريكس وأفريقيا؟ ولماذا تقوم إفريقيا بالاتجاه الطوعي نحو الصين وروسيا رغم أن الصين وروسيا تعرضان تبادلاً اقتصادياً سلمياً بينما الإمبريالية تفرض تبعية اقتصادية بالقوة ؟ ألم يسمع بشارة واضرابه بالقيادة الأمريكية لإفريقيا (افريكوم AFRICOM ) ألم يسمعوا باحتلال فرنسا مؤخرا ل مالي؟ الم يروا كيف قامت قطر بالمشاركة في تدمير ليبيا وها هي مستعمرة من نمط مناطق النفوذ، وها هي تزود قوى الدين السياسي في مصر بالسلاح؟ نعم يسمع ولكنه يعتبر الوجود الإمبريالي مثابة سمفونية ممتعة يعشقها مع قهوة الصباح المخلوطة بالنفط ودماء السوريين وبكارات الماجدات السوريات!!!!

ثم لماذا نتوقع من أية دولة حتى لو اشتراكية أن تتبرع بإنتاج عمالها لدول أخرى؟ ألم يخطئ الاتحاد السوفييتي بمساعدة بلدان من المحيط كانت تتجه إلى الراسمالية؟ ويبقى القول الفصل في النهاية لدول المحيط بمعنى: هل تقبل بعلاقات اقتصادية على حساب استقلالها وتحكمها بفائضها الاقتصادي؟ هل تستثمر الفائض المحلي و/أو الرقوض في إقامة قاعدة إنتاجية لكفاية الحاجات الأساسية وإحلال الواردات، والتصدير بما لا يناقض التوجه الاقتصادي الجواني! ما أقصده هو أن الأنظمة والطبقات التابعة هي نصف الاستعمار على الأقل. إن أمثال بشارة والذي يعتبره أكاديميون في جامعات الأرض المحتلة "مفكراً" في تبرير منهم للذهاب إلى قطر للارتشاء على حساب الثقافة والدم العربيين في كامل الوطن العربي، يحاول أن يفكر في كل شيء! من الجميل أن يكون الإنسان مفكراً ولكن لا قسمة لفكره إن لم يكن وطنيا وقوميا فما بالك ب طبقياً. أما حين يوظف مفكر فكره في قعر إمارة مشبوهة بكل المعاني، فلا لوم عليه، بل على الأكاديميين المرتزقة حوله وعلى الطلبة الذين لا يرجمون هؤلاء الأكاديميين بالوعي المادي التاريخي، بزناد الوعي، أما تسميتها إمارة، فنعتذر من سيف الدولة الحمداني وإمارة حلب وسيف الدولة الحمداني.