Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

بغداد تنوي ان تتحول مجددا الى احد اكبر مصدري النفط في العالم

هيئة التحرير, 24/12/2009

نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" يوم 14 ديسمبر/كانون الاول مقالا تحت هذا العنوان.

حصلت شركةَ "لوك أويل" الروسية بالتعاون مع شركة "ستات اويل" النرويجية على حق استثمار حقل "القرنة الغربية - 2" الذي يعتبر أحدَ أكبر حقول النفط في العراق. فيما تعول السلطات العراقية التي اجرت جولة ثانية للمناقصة الخاصة بتوزيع عقود النفط تعول على ان ابعاد روسيا عن المرتبة الثانية في قائمة منتجي الذهب الاسود في العالم. وكانت المفاجأة في المناقصة أن غالبيةَ العقود رست على شركاتٍ أوروبيةٍ وآسيوية، وليس على محرري العراق الامريكيين.

وكان وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري قد اعلن مؤخرا ان العراق يعتبر بحق احد مراكز القوة في المنطقة. ويعد النفط الاداة الرئيسية لنهضة البلاد. وتعول بغداد على زيادة استخراجه بمقدار مرتين ونصف، اي حتى 12 مليون برميل يوميا، الامر الذي سيمكنها ليس فقط من ابعاد روسيا من المرتبة الثانية في قائمة منتجي النفط ، بل و زعزعة مواقف السعودين بصفتهم الجهة المهيمنة دائما في هذا المجال. وتنطلق مثل هذه التصريحات من نتائج الجولة الثانية للمناقصات الخاصة بتطوير واستثمار حقول النفط العراقية والتي اختتمت يوم 12 ديسمبر/كانون الاول في بغداد. وتفيد وكالة "رويترز" بان شركات النفط الاجنبية حصلت على العقود الخاصة باستخراج النفط في 10 حقول وتعهدت بزيادة استخراجه بمقدار 4.765 برميل كل يوم، علما أن جميع العقود التي وقعتها الحكومة العراقية مع الشركات الأجنبية تحمل طابعا خدماتيا صرفا. أي أن تلك الشركات سوف تستخرج النفط مقابل أجر معين، وتبقى للعراقيين حرية التصرف في ما يتم استخراجـه من النفط.

وقد فازت "لوك أويل"كبرى شركات النفط الروسية بعقد استثمار حقل "القرنة الغربية - 2" الذي تقدر احتياطياته ب 12.9 مليار برميل. والتزم خبراء النفط الروس بالتعاون مع شركائهم النرويجيين بان يبلغ استخراج النفط في هذا الحقل 1.8 مليون برميل يوميا. وسيحصلون مقابل استخراج برميل واحد على 1.15 دولار امريكي.

ويجدر بالذكر ان شركةَ "لوك أويل" كانت قد وقعت اتفاقية استثمار حقل "القرنة الغربية - 2" مع نظام صدام حسين الذي ألغى العقد قبيل الغزو الامريكي للعراق بفترة وجيزة عام 2003. ولم تستطع شركة "لوك أويل" التي وظفت في المشروع ما يقارب 4 مليارات دولار استعادة حقوقها. ولهذا اضطرت للمشاركة في المناقصة أسوة بالشركات الأخرى.

وسبق لدميتري دولغوف الناطق باسم شركةَ "لوك أويل" أن افاد لصحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" بان الشركة مستعدة لتنفيذ هذه الاتفاقية بنسبة 100% قائلا: " اننا مستعدون لان نشغل 15 الف شخص تشكل اساسهم القوة العاملة المحلية ونقوم بإحضار خبراء اكفاء ومسؤولين من روسيا. كما اننا نفهم ان الوضع الصعب سيجبرنا على المزيد من النفقات بغية ضمان الامن، لكن الامر يستحق الجهود".

وشاركت مؤسسة روسية أخرى، وهي "غازبروم نفط"، في الجولة الثانية للمناقصة، وذلك في إطار كونسورتيوم يضم ثلاثَ شركاتٍ هي"كو غاز" من كوريا الجنوبية و"بتروناس" من ماليزيا و"تراو" من تركيا.

وفاز هذا الكونسورتيوم بعقد لاستثمار حقل نفطي محدود نسبيا وهو حقل "بدر" الذي يقع في القسم الشرقي للبلاد بالقرب من الحدود الإيرانية.

وتبلغ احتياطيات هذا الحقل 109 ملايين برميل. اما المقدار المتوقع لاستخراج النفط فيه فيجب ان يبلغ 80 الف برميل يوميا. وستحصل الشركة الروسية وشركاؤها مقابل كل برميل مستخرج على 5.5% دولار مما يزيد بكثير عما هو عليه في "القرنة الغربية – 2"، علما أن ظروف العمل في شرق العراق تعد اصعب بكثير.

واشار صموئيل تشيجوك المحلل السياسي من شركة " HIS Global Insight " الى المستوي المتدني لاهتمام الشركات الاجنبية بحقول واقعة خارج منطقة جنوب البلاد الآمنة نسبيا والمتطورة من ناحية جاهزية البنية التحتية. ويقول المحلل ان :" ان حقول النفط كلها الواقعة خارج منطقة جنوب العراق يتم توزيعها دون تنافس عمليا، اذ ان مشاكل الامن والاخطار السياسية تثير مخاوف لدى المستثمرين".

وبحسب قول الخبير فان مناطق جنوب العراق تتوفر فيها انابيب النفط وشبكة الطرق المتطورة، ناهيك عن موانئ الكويت المجاورة التي يمكن ان تستخدمها الشركات. بالاضافة الى ان كلفة استخراج النفط في جنوب العراق تعد أقل كلفةً في العالم . ويشير الخبير الى ان حقل بغداد الشرقية الواقع جزئيا تحت مدينة الصدر في بغداد بصفتها جيبا للراديكاليين الشيعة والذي يعتبر من اضخم حقول النفط في العراق باحتياطياته المقدرة ب 8.1 مليار برميل لم يولد الاقبال الكبير المستثمرين، حيث ان تلك المنطقة لا تتصف بألامن لحد كبير.

ويلفت المراقبون الانتباه الى ان الشركات الامريكية التي تمثل الدولة المحررة لم تبد اهتماما كبيرا - كما كان متوقعا – بالجولة الثانية للمناقصة رغم انه كان من حقها ان تكسب حصة الاسد من الاتفاقيات . ويصعب على المراقبين لحد الآن تفسير مثل هذا التصرف للامريكيين. ربما اثارت مخاوفهم الربحية المتدنية نسبيا للعقود التي تقترن بالظروف الصعبة والاخطار الميدانية. ثمة فرضية اخرى مفادها ان الشركات الامريكية تنتظر عروضا اخرى، علما ان وزير النفط العراقي حسين الشهرستاني اعلن ان العراق يمتلك عددا كبيرا من حقول النفط التي سيعرضها مستقبلا على المستثمرين الاجانب.