Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

الحاجة للعمل الخيري في المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية

هيئة التحرير, 9/6/2009

انس سليمان احمد
تحرص المجتمعات البشرية على وجود المنظمات والمؤسسات الخيرية، لما لها من أهمية كبرى وحاجة ماسّة للفرد والأسرة والمجتمع، سواء من الناحية الاقتصادية أو الاجتماعية، أو الدينية، أو الثقافية وغيرها، وخاصة أن هذه المنظمات لا تهدف إلى الربح.

وتتراوح مجالات عمل هذه المؤسسات والمنظمات بين حقوق الإنسان وحقوق المرأة، والعدالة والتنمية ،والأعمال والأنشطة الخيرية، والإغاثة، وتقديم العون للمتعطلين عن العمل عن طريق تأهليهم وتدريبهم ومن ثم خلق فرص عمل لهم وغيرها.

والدليل على حاجة المجتمعات الإسلامية وغير الإسلامية للمنظمات والجمعيات الخيرية، هو طرح هذا العمل على المستوى الدولي تحت عنوان برنامج الأمم المتحدة التطوعي في عام 1967م، وتطورت العملية التطوعية وتجذّرت، حتى أصبحت معياراً ومؤشراً قوياً للتنمية والتقدم. والدليل الآخر على حاجة المجتمعات لهذه المنظمات والمؤسسات الخيرية، هو محاولة مختلف دول العالم عمل تشريعات وقوانين تضمن وجود منظمات ومؤسسات خيرية نشطة وقوية لحاجة المجتمعات لها ، وتكمن حاجة المجتمعات للمنظمات والمؤسسات الخيرية في ثلاثة جوانب رئيسة هي : الجانب الاجتماعي، والجانب الاقتصادي، والجانب الثقافي والصحي.

أولاً : حاجة المجتمع للجانب الاجتماعي

ومن أهم هذه الحاجات: أ) تقديم الدعم المالي والتبرعات المادية لفقراء المجتمع من قِبل الأغنياء، وهذا يعني زيادة التواصل والتكاتف بين مختلف طبقات المجتمع، وهذا بدوره يعمل على توحيد صفوف المجتمع وينشر التلاحم والتآزر بين أفراده.

ب) تقديم برامج متكاملة في كافة مجالات الرعاية والتنمية الاجتماعية مثل: برامج التعليم والتدريب والتأهيل ومحو الأمية وتقديم قروض ومنح للراغبين بالزواج.

ثانياً : حاجة المجتمع للجانب الاقتصادي

أهم هذه الحاجات: أ‌- معالجة ظاهرة الفقر سواء من خلال تقديم المساعدات المالية، أو عن طريق تقديم الخدمات للفقراء بشكل مباشر أو غير مباشر.

ب‌- تقديم خدمات بمستوى جودة أعلى وبتكلفة أقل من الناحية الاقتصادية، مما لو قامت به الحكومة.

الإسهام في زيادة فرص العمل في الاقتصاد، حيث تشير الإحصائيات بأن نسبة إسهام القوى العاملة في المنظمات والمؤسسات الخيرية، إلى إجمالي السكان الفاعلين اقتصادياً، تشكل حوالي (4و4%) على مستوى العالم ، منها (7و2%) مدفوعة الأجر، و (6و1%) تطوع . وترتفع هذه النسب في الدول المتقدمة كثيراً عنها في الدول النامية والانتقالية،

ثالثاً : حاجة المجتمع للجانب الثقافي والصحي

ومن أهم هذه الحاجات: أ‌- تشكيل المنظمات والمؤسسات الخيرية لتثقيف أفراد المجتمع من خلال تنظيم ورش عمل وعقد ندوات ومؤتمرات في مواضيع مدنية وثقافية.

ب‌- تشكيل المنظمات والمؤسسات الخيرية لتدعيم الخدمات الصحية من خلال البرامج الصحية الخيرية وخاصة في المناطق الريفية.

ج‌- تشكيل المنظمات والمؤسسات الخيرية للدفاع عن الحريات وحقوق الإنسان ومتابعة قضايا المعتقلين والسجناء.

وفي هذا السياق، لا بد لنا من إلقاء الضوء على بعض الأرقام التي تدل على أن معظم شعوب العالم وحكوماته تهتم بالعمل الخيري وتُعنى به وتحتاج إليه، بغض النظر عن النوايا والمقاصد من ورائه، ولكنها الأرقام فقط، التي تحثنا نحن المسلمين على التقدم لعمل الخير وفعله.

فعلى سبيل المثال : 1- يوجد في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها أكثر من مليون ونصف مليون جمعية ومنظمة غير ربحية، وكلها معفاة من الضرائب، ولها حق الحصول على نسبة كبيرة من الضرائب المستحقة على الشركات والأفراد والمنشآت، وتشير الإحصائيات أن 47% من المنظمات الامريكية تقوم على أساس ديني. وتقدم الحكومة الأمريكية مكافآت خاصة للمتميز من هذه المؤسسات الدينية الخيرية وأفرادها وزعمائها، والمذهل أن الموظفين في هذه الجمعيات والمؤسسات الخيرية أكثر من (11) مليون موظف، ويتم الترخيص يومياً لمئتي جمعية ومؤسسة تعمل في المجال الخيري. ويعتبر الشعب الأمريكي من أكثر الشعوب تبرعاً للقطاع الخيري، وكمثال على ذلك وقفية (بيل وميلندا غيتس) التي يبلغ رأسمالها (24,4) مليار دولار، ووقفية (ليلى إنداوفت) ورأسمالها (12,5) مليار دولار.

2- خلال عشرين السنة الماضية تطور القطاع الثالث (الخيري) في إسرائيل وكبُر، مَثَلَهُ مَثَلُ كثير من دول العالم المتقدمة، حيث وصل في أواخر عام 2005م حوالي (41,000) جمعية مسجلة رسمياً ، وبحسب إحصائيات أواخر عام 2007م وصل عدد الجمعيات إلى (43,000) جمعية غير ربحية مسجلة رسمياً. وتشير الإحصائيات الأخيرة أن (26%) من مؤسسات هذا القطاع في إسرائيل قائمة على أساس ديني.

3- يوجد في بريطانيا وحدها(350,000) جمعية أهلية حتى عام 2006م، ويفوق إجمالي دخلها (17 مليار جنيه إسترليني)، وتسهم بما نسبته(4%) من نشاط الناتج الإجمالي، وتستوعب هذه الجمعيات عمالة بنسبة(3,9%) من السكان، وتنمو الروح التطوعية بسرعة في بريطانيا ،أما فرنسا فيوجد فيها أكثر من(600,000) جمعية ومؤسسة خيرية.

4- عدد جمعيات المجتمع المدني (القطاع الخيري) ارتفع في العالم العربي حتى عام 2007م إلى (350,000) جمعية مقابل (120,000) جمعية في عام 1994م، بحسب ما جاء في دراسة بعنوان "مشاركة المجتمع المدني العربي في مواجهة تحديات التنمية البشرية "، كما بيّنت الدراسة أن كلاً من المغرب والجزائر ومصر، حققت أعلى معدلات تصاعد في عدد الجمعيات الخيرية، بينما شهدت دول مجلس التعاون الخليجي نمواً محدوداً، كما تتراوح نسبة عدد المواطنين لكل مؤسسة من مؤسسات المجتمع المدني في البلدان العربية ما بين (100) و(200) مؤسسة لكل (100000) مواطن، وهذه النسب تعتبر منخفضة مقارنة مع النسب في الدول المتقدمة، ومن المفارقة أن تكون المنظمات الخيرية في العالم العربي،لا تتجاوز مجموع المنظمات الخيرية في ولايتين أمريكيتين.! والجدول الآتي يوضح بعض المقارنات بين الدول العربية والدول الغربية وأمريكا وإسرائيل:

السنة الدولة عدد الجمعيات 2004م أمريكا 1,500,000 2006 بريطانيا وفرنسا 950,000 2007م إسرائيل 43,000 2007م الدول العربية 350,000

المصدر: السلومي، القطاع الخيري ودعاوى الإرهاب. مركز دراسات القطاع الثالث الإسرائيلي ، إحصائية 2007م للقطاع الثالث. وكذلك خالد، مستقبل العمل التطوعي، مقال منشور في مجلة الاقتصادي.وكذلك صحيفة الجزيرة السعودية الالكترونية، الجدول من إعداد الباحث .

فمن خلال ما ذكر آنفا تظهر لنا اهمية العمل الخيري في سائر المجتمعات الإسلامية وغيرها ، ولذلك ينبغي على المجتمعات المسلمة ان تعمل على تفعيل وتعزيز العمل الخيري وتنشيطه في المجتمع، حتى يكون هذا العمل نبراساً ونورا لاهل الإسلام .

في الحلقة المقبلة من سلسلة مقالاتنا سنكون مع تطوير العمل الخيري بما يتناسب والشرعية الإسلامية ، حيث سنتطرق إلى مدى مشروعية استثمار أموال العمل الخيري، وسنكون كذلك مع بعض صور ومجالات الإستثمار المباحة شرعاً ، بإذن الله تعالى .

  • طالب دكتوراة – اقتصاد ومصارف اسلامية