Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

שני נסויים מוצלחים בתחום בשימוש במיים בג'ניבה וסיאול--ד"ר נידאל סלים

מערכת, 26/4/2009

أسـّس الدكتور الفلسطيني نضال سليم قبل عامين في جنيف معهدا يهدف إلى الاستفادة من التجارب الناجحة في مجال الإستخدام الرشيد والمستدام للمياه. وفي مناسبة الإحتفال باليوم العالمي للماء لهذا العام، اختار تكريم تجربتين الأولى من جنيف وتتعلق بحسن استثمار المياه العابرة للحدود بين سويسرا وفرنسا، والثانية من العاصمة الكورية سيول التي نجحت في تمرير فرع نهر وسط المدينة ما أدى إلى إحداث تغييرات إيجابية على البيئة والطقس والسياحة فيها.

التجربة التي اكتسبها الدكتور نضال سليم في مجال المياه سمحت له بتأسيس "معهد جنيف للمياه والبيئة والصحة"، كمحفل يوفر إمكانية القيام بدراسات حول وجه من أوجه الاستخدام الرشيد للمياه، سواء في البلدان المتقدمة أو النامية، ومن أجل لفت الأنظار بالدّرجة الأولى إلى التجارب الناجحة في كلا المجموعتين بهدف تعميم الفائدة.

يوم 26 مارس، نظم المعهد الذي أسسه الخبير الفلسطيني في عام 2007، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أول دورة دراسية تحت عنوان "الإستخدام والإدارة المستدامة للمياه – قيادة من أجل التغير نحو الإيجابي"، اشترك فيها خبراء من بريطانيا وسويسرا وكوريا الجنوبية للحديث عن تجربتين ناجحتين في كل من جنيف وسيول.

سوء الاستخدام هو المشكلة! ويرى الدكتور سليم نضال أنه - لكي يكون هناك استخدام جيد للمياه، سواء على مستوى الوطن الواحد أو بالنسبة لمياه متداولة بين عدة دول - هناك حاجة ماسة "لقيادة أو زعامة تسمح بالدفع نحو تغيير إيجابي"، وهو المفهوم الذي اختاره عنوانا للملتقى الذي حرص على تكريم تجربتين ناجحتين، الأولى تمت في جنيف وتتمثل في حسن استخدام المياه المشتركة بين سويسرا وفرنسا، والثانية في العاصمة الكورية الجنوبية التي استفاد مُواطنوها من إدخال فرع نهر كبير إلى قلب المدينة.

وإذا كان مؤتمر اسطنبول الدولي حول الماء الذي انعقد من 16 إلى 22 مارس 2009، قد تطرق إلى مواضيع مهمة تشمل "قلة المياه ومخاطر التلوث والتغيرات المناخية على المياه"، فإن الدكتور سليم نضال فضل الحديث في ندوة صحفية عقدها يوم 25 مارس في نادي الصحافة السويسري بجنيف عن "سوء الإستخدام للمياه بدل شح الموارد".

وأوضح في هذا الصدد أن "الكميات المتوفرة من المياه الصالحة للشرب على وجه الكرة الأرضية لكل شخص، رجل وامرأة أو طفل تقدر بـ 2 تريليون لتر، ولكن ما نحصل عليه يوميا هو أقل من 3 ليترات". وهو ما يعني أن "المشكلة ليست في قلة الموارد المائية بل في سوء استخدامها"، حسب استنتاجه.

اتفاقيات مائية قـديمة بين سويسرا وفرنسا وعن اختيار مدينة جنيف لتكون محط تكريم هذه السنة في مجال الاستخدام الرشيد للمياه، يقول الدكتور سليم نضال: "هذه المدينة هي المدينة التي نعيش فيها، ولا يمكن أن نتحدث عن أية حالة جيدة قبل أن نتحدث عن جنيف. وثانيا، تمحور الموضوع الذي كان محط نقاش في المؤتمر العالمي حول المياه الذي انعقد في اسطنبول حول المياه المشتركة أو العابرة للحدود. وفي هذا الإطار، لجنيف تعاون جيد مع فرنسا المجاورة. كما أنه يُوجد في جنيف أكبر بحيرة في أوروبا، وتشترك في مياهها مع فرنسا، ولا تعاني من أية مشاكل بفضل التعاون والإتفاقيات المبرمة بين الطرفين. وهذا مثال جيّد يمكن أن يُتبع في مناطق أخرى من العالم".

ويعود الأساس الذي قام عليه هذا التعاون السويسري الفرنسي في مجال استخدام المياه إلى الخمسينات من القرن الماضي عندما تم تأسيس لجنة إدارة مياه بحيرة "ليمان" (التي تُسمى أيضا بحيرة جنيف) التي "سمحت باستعادة جودة مياه بحيرة ليمان وإبقاءها كمخزن كبير للمياه الصالحة للشرب بالنسبة لسكان كامل المنطقة"، مثلما يوضح السيد شارل ستالدر، مدير قسم المياه بدويلة جنيف.

وقد امتد هذا التعاون بين جنيف وفرنسا المجاورة إلى مجال إدارة مياه الصرف الصحي من الطرفين، ويضيف السيد شتالدر: "إن التعاون في مجال إدارة مياه الصرف يعود إلى أكثر من أربعين عاما، وهو ما سمح لحوالي 40 ألف ساكن فرنسي بمعالجة مياه صرفهم في سويسرا، وهو العدد الذي سيصل إلى 70 ألف عند إكمال الربط بين مقاطعة جيكس الفرنسية وجنيف. بينما لا تتم، بسبب التضاريس الجغرافية، معالجة إلا مياه الصرف الصحي لحوالي ألف من سكان سويسرا في محطات فرنسية".

ولم يقتصر هذا التعاون الفرنسي السويسري على مياه البحيرة ومعالجة مياه الصرف، بل اتسع ليشسمل أيضا الأودية والأنهار الممتدة بين البلدين، وفي التسعينات تم إبرام اتفاقية بين البلدين سمحت إلى حد اليوم بتغطية حوالي 95% من المياه المتدفقة في تلك الأنهار.

إضافة إلى ذلك، هناك مخطط لترشيد استخدام المياه، ليس فقط بين جنيف والمقاطعات الفرنسية المجاورة، بل وبانضمام كانتون فو إلى ما يُسمى بمنطقة "فرنسا، جنيف، فو" التي يتم التخطيط لبعثها خلال الثلاثين عاما القادمة، بهدف معالجة مشاكل النمو الديموغرافي بالمنطقة بشكل جماعي، ومن ضمنها زيادة الطلب على المياه الصالحة للشرب في المنطقة.

تجند القيادة قد يحقق الهدف المثال الثاني الذي رغب معهد جنيف للمياه والبيئة والصحة في لفت الأنظار إليه باعتبارها تجربة تستحق التنويه، يتجسد في الخطوة التي أقدم عليها رئيس بلدية سيول لإقناع المعترضين على مشروع غيـَّر وجه العاصمة الكورية الجنوبية تماما بعد إنجازه.

ويتمثل هذا المشروع في إصلاح الممر المائي "شونغ يي"، الذي تم طمره في خمسينات القرن الماضي تحت طريق سريع في قلب العاصمة سيول، وتحول إلى مجرى لصرف نفايات معامل الأسلحة في بداية الأمر، ثم نفايات المعامل الصناعية فيما بعد، مما ساهم في تدهور الأوضاع البيئية بالعاصمة الكورية.

ويقول الدكتور كريس ويليامس، من المركز الدولي للتربية والأبحاث في برمنغهام في بريطانيا: "إن رئيس بلدية سيول في عام 2003 والرئيس الكوري الجنوبي حاليا، ليي ميونغ باك، تبنى مشروعا لإزالة الطريق السريع وتحرير المجرى المائي وتطويره لكي يصبح منتزها وسط المدينة، وهو ما تم إكماله في عام 2005".

وفي هذا السياق، أشار الدكتور نضال سليم إلى أن "هذا المسؤول لم يكتف ببعث الرسائل أو إلقاء الخطب من أجل إقناع معارضي المشروع، بل كان يتجول في المدينة ويذهب إلى نقاط تجمع المعارضين لمحاورتهم وإقناعهم بنجاعة هذا المشروع"، الذي سمح، حسب الدكتور سليم نضال، "بتحسين الظروف المناخية في العاصمة سيول بعد تخفيض درجة الحرارة بحوالي 3 إلى 4 درجات، وبتلطيف الجو والسماح للمواطنين والسياح بالتمتع بمناطق خضراء داخل العاصمة". وهذا ما يعنيه الدكتور سليم لدى الحديث عن "القيادة أو الزعامة من أجل تحقيق تجارب إيجابية".

التوعية المائية ضرورية وإذا كانت اهتمامات العالم العربي في مجال المياه تشكل أولوية بالنسبة للدكتور نضال سليم وللمعهد الذي يشرف عليه، فإن حداثة نشاطات المعهد لا تسمح بالخوض في جميع الإتجاهات، كما أن الدكتور نضال من أولئك الذين يفضلون "الحديث عن إنجازات وليس فقط عن مشاريع ونوايا"، على حد قوله.

في سياق متصل، أثار الدكتور نضال في ندوته الصحفية بعض الأمثلة المتعلقة بأهمية التوعية في مجال المياه حتى في العالم العربي لتجنب بعض المشاكل المائية.

وتحدث في هذا السياق عن إقامة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمحطة لمعالجة مياه الصرف بالقرب من قرية في الأراضي الفلسطينية ولكن سكان القرية، ولأسباب ثقافية ومعتقدات دينية، لم يرغبوا في استعمال تلك المياه المعالجة. وعلى إثر تدخل من المعهد لتحسيس النساء بأهمية المشروع، انتشر الوعي بالمسألة بين كافة سكان القرية، وتمكنوا في نهاية المطاف من استخدام تلك المياه لحاجياتهم بدون تردد.

سويس إنفو – محمد شريف - جنيف