Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

المزيد من التلاحم في وجه "الأبرتهايد"

מופיד סידאוי, 27/10/2012

أنشأت صحيفة "هآرتس" اليومية على صدر صفحتها الأولى امس الأول الثلاثاء الموافق 23-10-2012م، مقالا هاما امتد أيضا على الصفحة الثالثة من العدد حول نتائج استطلاع قامت به شركة "ديالوج"، قبيل رأس السنة العبرية فيه إحصائيات لآراء مقلقة جدا وخطيرة جدا خاصة ونحن نقترب من موعد الانتخابات للسلطة التشريعية "الكنيست". هي مقلقة وخطيرة لأن التباهي بالعنصرية أصبح خبزا يوميا وربما يعطي أصحابه مواقع في السياسة الإسرائيلية ومواقع التأثير، مقلقة لمجرد أن اليهود في إسرائيل "واحة الديمقراطية" في الشرق العربي "المتخلف" يعتقدون – حسب – الاستطلاع المهني أنه يجب أن يُفَضَّل اليهود كونهم يهود في أماكن العمل والمكاتب الحكومية أمام العرب طبعا (59%)، وكذلك 49% يعتقدون أن على الدولة الاهتمام بمواطنيها اليهود أكثر من العرب. (42%) لا يريدون العيش مع العرب في حي واحد أو بناية واحدة، ونسبة مماثلة لا ترغب في أن يتعلم أبناؤهم مع العرب في صف واحد، ثلث المستجوبين يؤيدون قانونا يمنع العرب في إسرائيل من الانتخاب للكنيست (في أوساط المتشددين اليهود "حريديم" تبلغ النسبة 70%حول نفس الموضوع). وحتى لو ضمت المناطق المحتلة منذ عام 1967م إلى إسرائيل فإن 69% يرفضون منح حق الانتخاب للفلسطينيين المضمومين قسرا لإمبراطورية "إسرائيل الكبرى" في الشرق الأوسط. وهناك 74% من اليهود في إسرائيل يؤيدون شوارع منفردة لليهود والعرب في الضفة الغربية المحتلة. والأنكى من ذلك أن 47% يؤيدون الطرد القسري"ترانسفير" للعرب في إسرائيل لأراضي السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، وهناك 36% يؤيدون إدخال بعض القرى والمدن العربية للسلطة الفلسطينية مقابل الابقاء على المستوطنات في مكانها وضمن السلطة الاسرائيلية السياسية والأمنية، ونذكر أن الأخبار تناولت تصريحات لسياسيين إسرائيليين حول ضم مناطق المثلث الشمالي بالأساس أم الفحم وضواحيها ووادي عارة وربما باقة الغربية، إلى السلطة الفلسطينية! هذه النتائج مقلقة جدا، خاصة وأنها تنشر قبيل الانتخابات التشريعية، وهذا يعني في المحصلة إذا بقي الحال على هذا المنوال أن الانتخابات في المجتمع اليهودي ستعطي قوائم انتخابية أمثال ليبرمان وغيره المزيد من القوة والدعم، وهذا يعني المزيد من الخطر الداهم على مستقبل الأقلية القومية العربية الفلسطينية في وطنها الذي لا وطن لها سواه، ولكن أيضا هذا يشكل خطرا على السلام العادل الذي تطمح له شعوب المنطقة، لتستريح ولو لفترة زمنية مقبولة من العنف المستشري والذي يترك آثاره شئنا أم أبينا على العنف الاجتماعي بين اليهود أنفسهم وبين العرب أنفسهم وبين اليهود والعرب أيضا، ويشكل خطرا بعيد المدى على اليهود أنفسهم الذين عانوا من سياسة التفرقة العنصرية والدينية في أوروبا، وهذه المواقف العنصرية تسمم الآخر البعيد عن العنصرية بسبب حضارته العريقة والتي عاش اليهود في كنفها آمنين مطمئنين. والسؤال الذي يسأل كيف يمكن أن تسلك قوى السلام والديمقراطية في مثل هذه الأجواء المكفهرة والمظلمة؟ لقد علمنا التاريخ أن التراجع نحو الخلف في مثل هذه الأجواء هو جريمة لا تغتفر، ونشر تقرير الصحافي التقدمي جدعون ليفي على الصفحة الأولى مع تعليق، هو بمثابة نداء لكل العقلاء اليهود والعرب أن يتداركوا الأمر قبل "خراب البصرة" كما يقول مثلنا الشعبي.

إذن ما العمل؟ وكيفية الرد؟ هناك مجموعات يهودية عربية سلامية ولديها التوجه الانساني تعمل بتواضع من خلال لقاءات هنا أو هناك وعملها مهم وإن كان بعضها أو بعض أفرادها غير بريء مئة بالمئة أي أنه يعمل حسب أجندة معينة، لا تقبل المساوة نهائيا ولا تقبل الحقوق القومية للعرب، ومع ذلك فمجرد اللقاءات مهمة وضرورية، وهي تجلي المواقف وتوضحها وتعمل على بلورتها من جميع النواحي، ولكن استمرار هذه اللقاءآت هو أمر هام للعرب واليهود معا. وهناك المطلب العادل بزيادة تعليم اللغة العربية في المدارس العبرية وجعله إلزاميا فبدون معرفة الحضارة العربية واللغة العربية العريقة التي قبلت وتقبل الآخر يبقى التحريض على العرب سهلا لليهودي الآتي من أثيوبيا أو روسيا أو غيرها، وهذه أيضا مهمة للعرب أنفسهم ومهمة للمعاهد اللغوية القليلة في المجتمع العربي أن تتوجه للمواطنين اليهود لتعليمهم اللغة والحضارة العربية. وهناك النضال الكفاحي اليومي الذي تقوده قوى يهودية عربية عريقة في الكفاح، يقف على رأسها الحزب الشيوعي ومؤسساته والتي يجب أن تعمل بقوة أكثر وأن تعمل لتتجاوز الحصار في المجتمعين العربي واليهودي. وهناك الجامعات، فهي ساحة نضالية فيها إمكانية لنموذج تعاون يهودي عربي صادق ومطلبي، وهي مدرسة للمحاضرين والطلاب للكفاح اليهودي العربي المشترك ضد كل هذه المواقف العنصرية المتطرفة. ونحن مقبلون على الانتخابات البرلمانية، لدى الجماهير العربية تجربة نضالية متراكمة، ترغب السلطة العنصرية اليمينية المتطرفة في إجهاضها بإعادة شرذمة هذه الجماهير في قوائم تحمل أسماء براقة وتطالب مطالب ظاهرها عمالي وباطنها عميل ومأجور ومغفل لما تحيكه دوائر الظلام ضد شعبنا في ظروف قاتلة وقاسية. هناك إخوة يعتقدون أن التقوقع القومي والديني لدى الآخر يجب أن يقابله تقوقع قومي أو ديني لدى الأقلية المضطهدة، وهذا لعب في ساحة الخصم السياسي شئنا أم أبينا، ولذلك على جميع القوى اليهودية والعربية العاقلة في البلاد عدم اليأس والعمل بجد ونشاط من أجل بث روح الأخوة اليهودية العربية الحقيقية، وكل تراجع من أي فريق في هذا الاتجاه يعني عمليا الوقوع فريسة سهلة في شبكة العنصريين وأصحاب الأبارتهايد السياسي والقومي والديني. كل تقدم صادق ومخلص في سبيل السلام العادل، والمساواة التامة والوحدة النضالية المبنية على تجربة العمل - هو الطريق نحو دحر العنصرية والعنصريين. ولذلك نريد أن تكون هذه البلاد خالية من الأفكار العنصرية، عملنا ونعمل لذلك جاهدين، ونريد أن يخجل العنصري من موقفه في الشارع اليهودي والعربي، ونريد تغيير هذه السياسة الرسمية اليمينية، ولذلك نعرف لمن نصوت. لي وللكثيرين من أبناء شعبي والشعب اليهودي يوجد لمن نصوت مهما اختلفنا في التفاصيل، صوتنا وسنصوت وندعو الأجيال الجديدة على عملية التصويت والانتخاب لانتخاب الجبهة أيا كان مرشحوها فهم في نهاية المطاف رسل لبرنامج سياسي واجتماعي يليق بهذه البلاد، ونريد لهذا الصوت أن يقوى كصوت مجرب ومضمون مئة بالمئة ضد سياسة الأبارتهايد.