Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

حول المجلس الملّي "الدرزي" ومقدمة محمد نفاع

מערכת, 20/8/2013

وحدة عمل القوى الوطنيّة هي اللبنة الأولى في عدد جريدة الاتحاد الجمعة 1682013 طرح الكاتب محمد نفاع فكرة إقامة مجلس ملّي للطائفة الدرزيّة، كمقدّمة بخطوط عريضة كما جاء في فاتحة الطرح. وقد عللّ الكاتب طرحه واضعا له خلفيّةً، الأوضاع التي تعاني منها الطائفة انتمائيّا وحياتيّا، وطارحا تصورا عاما. اتفق مع الكاتب في الفكرة، ولكن في اعتقادي أنه فاتته بعض الخطوط العريضة، وحيث قللّ عرضها تركها عموميّة، ولم تكن حاجة لبعض التبريرات ك-" ليس ضدا بأحد بل من أجل مصلحة المجموع"، وك- "نحن أوعى وأسمى وأعلى من أن تكون هذه المبادرة لدوافع شخصيّة أو لمجرّد التسلية وإطلاق شعار إعلاميّ يذوب كالفقاعة وينفس أو يفقع كالبالونات، أقول ذلك بتواضع ولكن بموضوعيّة". العرب الدروز ومنذ ما يزيد عن العقد يمرّون بحالة مخاض صعب جدّا، ولعلّ فيما أشرنا إليه مرارا وتكرارا أكبر بيّنة، ألا وهي نتائج البحث الذي طرح أمام "مؤتمر هرتسليا" في ال-2008 وفي الدراسة التي أعدتها وطرحتها جامعة حيفا بعد ذلك بمدّة قصيرة. وللتذكير، فإن بحثا في مؤتمر هرتسليا الآنف تحت عنوان "مقياس الشعور بالوطنية الإسرائيليّة" توصل إلى أن هذا الشعور لدى الدروز تدنى منذ بداية العقد (الأول في الألفية الثالثة) من 4 درجات على سلّم تقييم من 6 درجات إلى 1.6 (واحد فاصلة ستة) درجة، وأن نسبة المتهربين (بلغة البحث) من الخدمة العسكريّة تعدّت لأول مرّة ال%50، والأهم الخلاصة التي جاء فيها: "نحن أمام خطر فقدان جماعة صديقة يجب علينا العمل على تلافيه". وجاءت دراسة جامعة حيفا لتقرر أن %63 من العرب الدروز ضد الخدمة العسكريّة الإجباريّة (%28 ضدها كليّا و%35 مع جعلها اختياريّة)، وجاء أيضا أن نسبة قريبة ترى في المركب العربيّ مركبا هاما في هويتها. قلنا حينها تعليقا وها نحن نعيد " إن تبني الموقف ليس بالضرورة ممارسة موقف"، وقلنا أن "مهمّة النخبة تحويل التبني إلى ممارسة". فهل النخبة وفي مقدمتها القوى الوطنيّة اليساريّة والقوميّة تصرفت على مستوى هذا التحدّي؟ الإجابة لا قطعيّة، لأنها فشلت حتّى الآن في توحيد عملها !
وفي السياق فإن النقمة عارمة بين العرب الدروز على الأطر القياديّة القائمة والتي يطرح محمد نفاع فكرته عمليّا بديلا لها ويجب أن يقال وبالفم المليان "ضدّا لها" وليس كما قال "ليس ضدّا بأحد"، هذه النقمة هي تبنّي موقف ولكن الفجوة بين ذلك والممارسة كبيرة وأول الخطى في طريق تحويل التبني إلى ممارسة هو على الأقل، وحدة عمل القوى الوطنيّة اليساريّة والقوميّة. إن كانت السلطة مسؤولة عن ضرب المحاولات السابقة لتنظيم شؤون الطائفة الدرزيّة ( وبالمناسبة وللحقيقة التاريخيّة أن محاولة الشيخ عبدالله خير كانت زمن الانتداب والشيخ عبدالله كان من جماعة السلطة الانتدابيّة حينها وليس هي من أفشلت مبادرته، وليس كما يفهم من كلام الكاتب). فإن كانت للسلطة اليد الطولى في ضرب المحاولات اللاحقة وهي المسؤولة عن الحالة المترديّة للعرب الدروز، فليست السلطة المسؤولة عن تشرذم القوى الوطنيّة اليساريّة والقوميّة بين العرب الدروز، فاللبنة الأولى والأهم لإطلاق فكرة الكاتب يجب أن تكون وحدة عمل القوى الوطنيّة. وحدة عملها وخصوصا انها تضم في صفوفها نخبة من الشخصيّات المرموقة ذات الوزن وليس فقط المحلّي وفي كل المجالات، تجعل لها هيبة أكبر في وجه السلطة وأزلامها العدو الأساس للفكرة وأمام الخصوم وحتى الحلفاء، فبغياب هذه الوحدة تغيب الهيبة وبالتالي "لا يحسب لفاقد الهيبة أحد حسابا".
ربّ سائل يسأل: لماذا أضع اللوم علينا ؟ والجواب: "القيادات الدرزيّة" اليوم على كلّ مستوياتها تفتقد إلى الحد الأدنى من الهيبة، لا بل أكثر من ذلك فهي بغالبيتها وعن سبق إصرار، تقوم بدور القابلة المدفوعة الأجر من السلطة لإجهاض حالة المخاض التي يعيشها العرب الدروز لتؤتي بمولود مشوه. ( وبالمناسبة مرة أخرى هنالك ومنذ سنوات منتدى يضم القيادة الدينيّة والقيادة المحليّة والقطرية، رؤساء المجالس وأعضاء الكنيست أضيف لها مؤخرا كذلك أعضاء الكنيست السابقين، وكل المحاولات على مدى السنوات لإقناع هذا المنتدى باستبدال التوجه الاستجدائي إلى توجه صداميّ باءت بالفشل). فكرة إقامة المجلس المليّ مطروحة تداولا على الساحة الداخلية منذ زمن، ولا أكشف سرّا إن قلت أن شرارة الفكرة الآن حتمّ إطلاقها فحوى النقاش والجو الذين سادا اجتماعا عقد مؤخرا لهذا "المنتدى القيادي" على خلفيّة الأحكام الجائرة ضدّ الشباب العرب الدروز على البناء غير المرخّص، والكاتب وأنا نعرف كيف تمّ ذلك! كان الأحرى أن تبقى هذه الشرارة في الظل الآن وتوقد موقدتها على مهل، ولكن وبما أن الكاتب رأى أن يطلقها، فالمجلس الملي وبدون تأتأة يجب أن يكون بديلا لهذا المنتدى وإن كنّا أعضاء فيه، ولن تكون قابلته إلا القوى التنوريّة في الطائفة من المستقلين من رجال دين والمثقفين، أكادميين كانوا أو عمالا أو موظفين، والقوى الوطنيّة اليساريّة والقوميّة وفقط إن وجدت الطريق إلى وحدة عمل خصوصا وكما قلت فعدديا هي اليوم تشكل قطاعا واسعا كيفيّا وما ينقصها هو آلية العمل وفي صلبها الوحدة. ذكر الكاتب في سياق طرحه اعتراضيّا "لجنة المبادرة الدرزيّة" ودورها وإن كان لا بدّ فكان لا بدّ أن يعرّج على "الحركة الوطنيّة للتواصل- التواصل والميثاق" ودورهما الذي لا يقل أهميّة عن دور لجنة المبادرة، ومثل هذه اللفتة ضروريّة وضرورة. خلاصة الكلام: في الطائفة الدرزيّة اليوم موجات مدّ عارم والقوى الوطنيّة تماما كما الرياضيّ راكب الأمواج إمّا أن يركب الموجة في اللحظة المناسبة والمزلاج المناسب فينطلق بها ومعها إلى الهدف، أو يركبها في اللحظة غير المناسبة بمزلاج غير ملائم فتطيح به إلى القاع. الموجة في عزّ عنفوانها والرياضيون الأكفاء موجودون وبوفرة وما ينقصهم هو المزلاج وتوفره لا خصّ للسلطة فيه !
الفكرة التي طرحها محمد نفاع "إقامة مجلس ملّي للطائفة المعروفيّة" والخطوط العريضة التي وضعها حريّة بالدراسة والمتابعة، والكل مدعو إلى تكملتها ليس فقط نظريّا وإنما عمليّا وأولى اللبنات هي وحدة القوى الوطنيّة ميدانيّا. أواسط آب 2013
سعيد نفاع – أمين عام الحركة الوطنيّة للتواصل