Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

הסטודנטים והמאבק החברתי-ايت عطا ايت سكري

מערכת, 5/12/2009

غالبا ما نسمع أن تسيس الوسط الطلابي في تراجع نحو الانتفاء التام ، وأن النقاشات الأيديولوجية الكبرى لم تعد تجري كما في العقود السابقة داخل الجامعات. وتقوم الدراسات«السوسيولوجية» بتعزيز هذا النوع من الملاحظات بتأكيدها على ضعف نسبة الطلاب المشاركين في حركات سياسية أو نقابية. وهكذا لا يتمكن جيل الطلاب الجديد من تجديد الطاقم المناضل ، والدليل أن كل أحزاب اليسار تشتكي من كونها لا تجد أعضاء شباب في صفوفها لإضفاء الطابع الشاب على متوسط العمر فيها الذي يميل إلى الاقتراب من الخمسين .

هذه التحاليل صحيحة جزئيا. لكن عيبها الكبير هو نظرها إلى الأمور بكيفية جامدة وتجميدها للواقع. لأنه إذا نظرنا عن كثب إلى مستجدات السنوات الاخيرة ، نتبين بسرعة أن أغلب الحركات الاجتماعية التي جرت في المرحلة كان مفجرها تعبئات طلابية. وهذا صحيح في فرنسا وفي بقية العالم على حد سواء.

ففي فرنسا يكون كل دخول جديد مطبوعا بتهيج في الجامعات. وغالبا ما تتعلق المطالب المقدمة بمشكل انعدام الامكانيات وبـ«الصرامة» في الميزانية . ففي دخول 1995 كان إضراب طلابي منطلق من جامعة رووين Rouen أحد العوامل المفجرة لحركة اوسع في قطاع التعليم وخلق لاحقا مناخ احتجاج جرت فيه الإضرابات العمالية في نوفمبر –ديسمبر 1995.

ولاتنقص الأمثلة عبر العالم حيث كان الطلاب مفجر ورأس رمح تعبئة شعبية ضد السلطة القائمة. وهكذا كانت حركة طلابية في يوليوز 1999 في إيران هي من كافح طيلة أسابيع بلا كلل ضد جهاز الدولة. وتنظم الطلاب في الجامعات بوجه السلطة المحافظة وشنوا إضرابات ودعوا السكان إلى الانتفاض ضد الرقابة وانعدام الحرية. وواجهوا قوات القمع التي أرسلها وزير الداخلية بشعار «الحرية أو الموت». وقبل بضعة أشهر انتشرت حركات احتجاج من جديد في الجامعات الايرانية بعد إعلان الرقابة على أربعة عشر من صحف التيار «المصلح» .

وفي السنة الماضية قضت حركة اجتماعية كبيرة ، فجرتها في الاصل حركة طلابية ، على الديكتاتور سوهارتو. ولم يتعرض نظامه الديكتاتوري للانهيار التام لكنه تغير .

كما تمكن الإحالة أيضا إلى التعبئات التي شهدتها ساحة تيان آن مين في الصين سنة 1989 لنعاين مرة أخرى كيف كان الطلاب رأس رمح تمرد اجتماعي نفخ على جمهورية الصين الشعبية ريح حرية كبيرة.

قوة الطلاب

يمكن أن تندلع الحركات الطلابية بسرعة فائقة. وغالبا ما نرى في هذه الحركات شبابا لم يسبق أن قاموا بنشاط سياسي يقترحون احتلال المقرات والمكاتب أو استراتيجيات نضال أخرى جذرية. يمكن أن يتعبأ الطلاب بسرعة تفوق ما لغيرهم من فئات السكان.فما سيخسرون في إضراب أقل مما سيخسر العمال لانهم لا يعتمدون على عملهم لاعالة اسرة. وكشان أي حركة شبابية ، لم تراكم هذه الحركات تجارب هزائم سابقة . وهي مطبوعة بخيبات الامل والاحباط بشكل اقل من حركات العمال. هذا سبب قابلية التبخر الكبيرة المميزة للحركات الطلابية. لكن نفس هذه الأسباب هي التي تجعل حركة طلابية قصيرة النفس وسريعة التشتت.

إن شرط استمرار حركة طلاب مع المدة هو انضمام حركة عمال إلى نضالها. وهذا ما يعطي حجما أكبر بكثير للاحتجاج. فالعمال ، بخلاف الطلاب ، لديهم القدرة على شل النظام إذا شنوا إضرابا. إن لديهم القدرة على إجبار الطبقة السائدة على التنازل لهم عن المطالب. ففي مجتمع الربح توجد أكبر قدرة عند الذين ينتجون الربح.

إن كانت حركة طلابية تخيف الحاكمين فليس بسبب الحركة في حد ذاتها بل بسبب مجمل القوى التي قد توقظها وتستنهضها في المجتمع وتجرها خلفها. عندما يوجد بالمجتمع استياء عام يمكن أن يكون الطلاب أول من يتحرك ويقوموا بدور مفجر حركة أوسع.

المثال الكلاسيكي في هذا الصدد هو ماي 1968 لما أدى تمرد طلابي إلى اضراب عام شارك فيه 10 مليون عامل . كان الطلاب في ماي 1968 يجمعون المال لدعم العمال المضربين ، والعمال المضربون يتظاهرون ضد قمع البوليس للطلاب. تكمن الاهمية الرئيسية للتمردات الطلابية في كونها تتيح تضع الافكارل السائدة في مجتمع موضع سؤال. هكذا تتيح تلك الحركات النضال ضد ميل ذلك النظام إلى التحكم بذكاء الطلاب لاعادة انتاج الربح. ان الطلاب ، إذ يتمردون على النظام الاجتماعي ، يشاركون في تحرر المجتمع والثقافة ويناضلون ضد اشكال الاظطهاد التي تنيخ بثقلها على مجموعات اجتماعية خاصة. على هذا النحو اتاحت حركة ماي 1968 تقدم الحركات النسائية وحركات المثلية الجنسية .

بالنظر إلى طاقة التمرد الكامنة في الحركات الطلابية ، ندرك لماذا يسعى قادة اليسار الاصلاحي بكل قواهم إلى ابعاد هذه الحركات وعزلها. وهذا ما يفسر موقف قيادة الاتحاد العام للعمل CGT سنة 1968 التي كانت تصف الطلاب باليساروية وتمنعهم من الاقتراب من المعامل التي احتلها العمال.

لكن احتقار الطلاب هذا كان يعكس قبل كل شيء سعي المفاوضين المحترفين في القيادة النقابية إلى الحفاظ على تحكمهم بالحركة وابعاد افكار الطلاب«المسعورة» .

ومن السخيف اليوم اعتبار الطلاب مجموعة برجوازية صغيرة. فالرأسمالية الحديثة بحاجة إلى يد عاملة بالغة التأهيل مما يتيح لملايين الاسر العمالية ان ترسل ابناءها إلى الجامعة.

كما لا يتعلق الامر باصطناع تعارض بين شباب المدارس والقسم الاخر من الشباب غير المتمدرس او ضعيف التمدرس.فإذا كنا نسمع عن حركات الطلاب اكثر من حركات شباب الأحياء الشعبية ، فليس لان مستوى الطلاب الثقافي يعطيهم امكانية أكبر للتمرد. فشباب الاحياء الشعبية واعون بنفس القدر بكيفية سير المجتمع الراهن. ويدركون بكيفية افضل كيف يقوم هذا المجتمع الطبقي بالسيطرة على الافراد.

يكمن الفرق في ان الجامعة تتيح تركزا أكبر للافراد مما يسهل التعبئة الجماعية . ومن جهة اخرى لا تتعامل وسائل الاعلام بنفس الطريقة مع كلتا الحركتين. فغالبا ما تقدم لنا حركات الشباب في الاحياء كحركات فلسطينيين في حرب عصابات حضرية. وتعامل حركات الطلاب بتعاطف أكبر من طرف وسائل الاعلام ، كلحظات احتفالية، مع خلفية تحيل إلى ماي 68.

الطلاب طبقة اجتماعية ؟

لا تتيح الحركات الطلابية حركات قوية على المدى المتوسط. فالطلاب يشكلون مجموعة في طور انتقالي. انهم مجموعة اجتماعية منحدرة من اوساط اجتماعية غير متجانسة إلى حد بعيد. وليست لهم جميعا نفس المصالح. وسيحتلون ، بعد انتهاء الدراسات ، مواقع اجتماعية مختلفة داخل المجتمع الطبقي.فاغلب الطلاب الذي درسوا في معاهد التكنولوجيا والتكوين المهني وقسم من الجامعات سيصبحون اجراء مستغلين. واقلية فقط من الطلاب ستنضم إلى الشرائح الاجتماعية الحاكمة . وسيكونون نتاج نظام اعادة الانتاج.

الحاجة إلى افكار

النضال في الوسط الطلابي أساسي. فثمة في الجامعات حاجة حقيقية إلى افكار لفهم العالم الذي نعيش فيه. وخلافا للمقاولات ، من الممكن اكثر تنشيط نقاشات فكرية واتاحة التعبير عن افكار سياسية داخل الجامعة . فالطلاب غالبا ما يكونون في موقع المتفرج اثناء الدروس . وثمة نقاشات قليلة جدا مع الاساتذة. هذا سبب وجود حاجة حقيقية للتبادل الفكري وارداة ان يكون الطالب فاعلا قائما بذاته.

في هذا الاطار من المهم المساهمة في الحركة النقابية الطلابية . فللنقابات الطلابية ميزة الدفاع الجماعي عن مصالح الشباب . انها من يتيح اكثر الاستفادة من التجربة المتراكمة في النضالات السابقة.

الاسبقية اليوم للنضال ضد الفقر في الوسط الطلابي . فاكثر من 40% من الطلاب مضطرون للعمل باجرة لاداء ثمن دراستهم. ويبين تقرير برلماني ان اكثر من 100 الف طالب يعيشون تحت عتبة الفقر.

وظروف الدراسة تتدهور ورسوم التسجيل ترتفع سنة بعد سنة . وينخفض عدد المقاعد في المبارات إلى المعاهد والمؤسسات ذات القيمة بينما تعاني المدارس من نقص في الطاقم المدرس.

ومن جهة اخرى اصبحت مشاركة المقاولات في مضمون التعليم خطرا فعليا اكثر فاكثر مع مشاركة مسؤولين من القطاع الخاص في مجالس ادارة الجامعات. ويؤدي هذا إلى تكاثر التداريب stages غير المؤدى عنها والغاء الشعب «الاقل مردودية» مع تشكيل «اقطاب امتياز»

تبدو النضالات المقبلة بالجامعات هامة بقدر ما هي ضرورية. لكن يجب ربط التعبئات الطلابية مع نضالات العمال . ان المطلوب اعداد حركة اجتماعية اجمالية شاملة في المجتمع . الكسندر – الاتحاد الوطني لطلبة فرنسا- المستقل والديمقراطي( جامعة السربون )