Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

أمّا عن امتحان البجروت في اللغة العربيّة، فحدّثْ وأَسْمِعْ... فهل يقرأون؟**

29/5/2009

حنا نور الحاج

تحيّات إلى طلبتنا الأعزّاء المتقدّمين إلى امتحان "البجروت" في اللغة العربيّة، هنا في "مدرسة مار إلياس الثانويّة" في عبلّين، وفي كلّ مكان من بلادنا الظمأى. في ما يلي، أودّ أن ألفت انتباهكم إلى ما من شأنه أن يعود عليكم بالفائدة في امتحانكم الذي سيجري في الثاني من حزيران القادم (2/6/2009). أقول هذا متوقّعًا لا جازمًا (ولا "ناصبًا"...!). الكثير ممّا سأتناوله سيتركّز في باب التعبير الكتابيّ (الإنشاء)، لكن ممّا لا شكّ فيه أنّ الأخذ ببعض هذه التوجيهات التعبيريّة والعمل بها في قسم الأدب قد يَعود عليكم بالنفع.

عـن مـدّة الامتحـان وغـيرهـا - مدّة الامتحان ثلاث ساعات ونصف الساعة. وهي مدّة قد تكون –بالنسبة إلى بعضكم- أطول من الحاجة بكثير، وقد تكون لبعضكم الآخر مناسِبة تمامًا، ولبعضكم القليل قد تكون أقصر قليلاً ممّا يحتاجون. لكن ممّا لا شكّ فيه أنّها مدّة ليست بقصيرة، ومن الواجب استغلالها على أكمل وجه. ليس من المطَمْـئِن أن يغادر الغرفةَ الطالبُ المتقدّمُ إلى هذا الامتحان قبل انتهاء مدّته بساعة أو ساعة ونصف، لا سيّما الطالب الذي يحمل طموحًا إلى تحصيل علامة رفيعة. في مثل هذا النوع من الامتحانات، هنالك دائمًا حاجة أو ضرورة وإمكانيّة للمراجعة (على سبيل المثال، يمكن استغلال الكثير من هذا الوقت "الزائد" في مراجعة موضوع الإنشاء، وفي تبييض بعض الإجابات التي لا "تُبَيِّض" الوجه البشريّ!). - افصلْ بين كلّ إجابة والتي تليها بفراغ واسع! تلك ناحية ترتيبيّة على درجة عالية من الأهمّيّة (مسألة الترتيب بمجملها مسألة بالغة الأهمّيّة). قد تحتاج إلى هذا الفراغ إن تذكّرت أنّه قد فاتَكَ تناوُلُ نقطة معيّنة يطلبها السؤال. - في إجاباتك في قسم الأدب وقسم الإنشاء، من الضروريّ أن تستخدم علامات الترقيم. اهتمامك بهذا الأمر يجعل عباراتك أوضح، ويَحُول دون تداخُل العبارات –وهو ما يشوّش ما تكتب ويعرقل سير قراءة المصحِّح لإجاباتك.

فـي الـقـواعـد -في ما يخصّ قطعة التشكيل (ولها عَشْر درجات -أي عُشْر العلامة الإجماليّة)، من المفضّل أن تكون مراحل الحلّ على النحو التالي: *قراءة القطعة مرّتين. نسخ القطعة دون تشكيل. من الضروريّ بذل جهدٍ جادٍّ وفعليٍّ في نسخ القطعة بتَأَنٍّ وترتيب ووضوح. ومن أهمّ ما يساهم في الترتيب والوضوح أن يكتب الطالب في سطر دون آخر، وأن يستخدم لغرض التشكيل قلم حبر ذي لون مختلف عن لون حبر قلم النسخ. القيام بتشكيل أواخر الكلمات. القيام بتشكيل سائر الحروف. إجراء مراجَعة أخيرة. وهنا، من الجدير بالتنبيه أنّ قطعة التشكيل تأتي مطبوعة على هيئة تكون فيها كلُّ همزة قطع مُثْبَتةً في موضعها. لذا، نتمنّى ألاّ يحوّل بعضُ الطلبة كلَّ همزات الوصل إلى همزات قطع (أرى من الضروريّ أن يراجع الطالب جيّدًا موضوع الوصل والقطع في كتاب "الجديد" المخصَّص لمرحلة الصفّ التاسع). وللتذكير نقول: ليس من المُلْزِم رسْم همزة الوصل. -في إعراب بيت الشعر (وله كذلك عُشْر العلامة الإجماليّة)، أرجو الانتباه إلى ما يلي: قراءة بيت الشعر بتمعُّن أكثر من مرّة، لضمان فهْم مضمونه. عدم نسيان التطرّق إلى الجمل بنوعيها: تلك التي لها محلّ في الإعراب، وتلك التي ليس لها محلّ. عندما تذكر الجملة الابتدائيّة (وهي كما تعرف -أو كما ينبغي لك أن تعرف- ليس لها محلّ في الإعراب)، حدّدْها بدقّة! لا تكتفِ بالقول: "الجملة الابتدائيّة ليس لها محلّ في الإعراب". لا تنسَ ذكر الفاعل، أو نائبه، أو اسم الفعل الناقص، إن كان ضميرًا مستترًا أو ضميرًا متّصلاً، فوزن ذلك أو نسبته من العلامة كوزن أيّ تفصيل إعرابيّ آخر في بيت الشعر. من الأخطاء المؤسفة لدى بعض الطلبة خلْطُهم بين المستتر والمتّصل من الضمائر. لنضرب مثالاً لذلك ببيت الشعر التالي: فإنْ متُّ فانْعَيْني بِما أنا أهلُهُ وشُقّي عليَّ الجَيْبَ يا ابنةَ مَعْبَدِ الفاعل في قوله "انْعَيْني" وفي "شُقّي" ليس ضميرًا مستترًا تقديره "أنتِ"، بل هو ياء المخاطَبة (ففي الأفعال الخمسة، الفاعل دومًا ضمير متّصل: ألف الاثنين، أو واو الجماعة، أو ياء المخاطَبة). من الأمور التي قد تثير اللبْس وتُصعّب الإعراب ما يتضمّنه الشعر من تقديمٍ لِمَا حقُّهُ التأخير، وتأخيرٍ لِمَا حقُّهُ التقديم، كما نجد في البيت التالي: إنّي من القوم الذين يزيدهُمْ جَلَدًا وصبرًا قسوةُ السلطانِ ففاعلُ الفعل "يزيد" جاء في نهاية البيت ("قسوةُ")، والمفعول به أتى مقدَّمًا (ضمير الهاء المتّصل بالفعل نفسه). لا حاجةَ إلى التطرّق إلى أشباه الجُمَل التي ليس لها محلّ في الإعراب. ليس لهذا أيّ وزن من علامة التقدير.

فـي الأدب -مجموع البنود التي يُطلب الإجابة عنها عشرة بنود. -تجنّب قدر مستطاعك استخدامَ كلمات النصّ المعطى. المصحّح ينتظر منك أن تجيب بكلماتك الخاصّة، والامتحان ليس في موضوع النسخ، ولا في موضوع الخطّ! استخدام كلام النصّ بحرْفيّته لا يكشف بالضرورة عن فهم الناسخ لفحواه. -ليس من المضمون أن تحظى الإجابات المقتضَبة بتقدير جيّد، وإن كانت على درجة من الصواب. حيثما يُطلب الشرح والتوضيح، ينبغي القيام بذلك، وإلاّ فالتقدير سيكون متدنّيًا -على الأغلب. -البند الأخير في كلّ سؤال في قسم الأدب يتناول جانبًا أسلوبيًّا. وفي الإجابة عنه، قد تكون مضطرًّا إلى معالجة الأسلوب الذي تُسأل عنه من خلال التطرّق إلى المضمون. والمضمون الذي نقصده هنا هو النصّ الأدبيّ المعطى (أو جزء منه)، ولذا فلتكن إجابتك محدَّدة ملتزمة بالمعطى،ولا تجعلها عامّة أو تعميميّة! -تجنّب المقدّمات في أيّ إجابة! كن مباشِرًا واضحًا! -في إجاباتك عن أسئلة القصّة القصيرة والرواية والمسرحيّة، تجنّب في شرحك أن تروي أحداث العمل بحذافيرها. تطرّق إلى هذه الأحداث أو إلى بعضها، إذا استدعى الأمر، أو أَشِرْ إليها، لكن لا تُعِدْ صياغة القصّة أو المسرحيّة! تذكَّرْ أنّ المصحِّح يعرف هذه الأحداث جيّدًا، وأنّ الامتحان لا يرمي إلى فحص مقدرة الطالب على حفظ التفاصيل! فـي الإنـشـاء: - من الضروريّ ذكْر رقم السؤال/الموضوع، كما هو الأمر في سائر الأسئلة. لا تسبّبوا الاغتياظ للأساتذة المصحِّحين الكرام! دعوا عنصر المفاجَأة جانبًا! من غير اللائق ولا المقبول ألاّ يعرف هُويّة الموضوع الذي اخترته إلاّ في النهاية أو قُبَيْلها!

  • من المستحسَن أن يتراوح حجم الموضوع بين صفحة ونصف والصفحتين. صحيح أنّ العِبرة ليست بالكَمّ، بَيْدَ أنّه ثمّة افتراض ليس ببعيد عن الصواب مُفادُهُ أنّ الموضوع الإنشائيّ الشديد القِصَر، في امتحان البجروت، ليس بقادر على الكشف عن المقدرة الكتابيّة لدى الطالب.

  • حرصًا على أناقة الموضوع وترتيبه، ينبغي التأنّي في كتابته، وتقسيمه إلى فقرات تقسيمًا واضحًا. الوضوح في هذا التقسيم يتأتّى بإحدى طريقتين (أو بكلتيهما -وذاك هو الأفضل): ترك فراغ ضئيل في بداية كلّ فقرة (فراغ يتّسع لكتابة كلمة أو اثنتين)، أو ترك سطر كامل قبل مستَهلّ كلّ فقرة فارغًا.

  • من المستحسَن تخصيص ما لا يقلّ عن خمس وأربعين دقيقة لكتابة الموضوع الإنشائيّ (لاحظ أنّنا قلنا: "خمس وأربعين". لم نقل: "خمسة وأربعين"! وفي ما سبق قلنا: "عَشْر درجات" لا "عشرة درجات". لماذا؟ راجع مادّة العدد والمعدود في كتاب "الجديد في قواعد اللغة العربيّة" لمرحلة الصفّ الحادي عشر). لا أراني مُكْثِرًا ولا مبالِغًا ولا مُثْقِلاً حين أقترح تخصيص ثلاثة أرباع الساعة (لاحظ وراجع: ثلاثة أرباع، لا ثلاث أرباع!) لقسم خُصّصتْ له ثلاثون درجة! قـد يكون من السهل الحصول على علامة نجاح في قسم الإنشاء (وفي امتحان اللغة العربيّة بعامّة)، إلاّ أنّ تحصيل علامة تفوُّق أو تألُّق يتطلّب جهودًا فائقة واهتمامًا بالغًا. أقول هذا للتنبيه والتذكير، لا لإشاعة القنوط وبثّ التشاؤم!

  • أوصي بأن يتحاشى الطالب -قدر الإمكان- استخدامَ التعابير الجاهزة والمستهلَكة والممجوجة وكلّ ما هو في إطار البديهيّ، نحو: "في يوم من الأيّام"؛ "في أحد الأيّام" (بل إنّ بعض الطلبة يكتبون: "في إحدى الأيّام" –جاعلين المذكَّر مؤنَّثًا!)؛ "أشعّة الشمس الحارقة"؛ "أشعّة الشمس الذهبيّة"؛ "خيوط الشمس الذهبيّة"؛ "ضوء القمر الفضّي"؛ وغيرها من التعابير التي يتنافى استخدامها (أو الإكثار من استخدامها) مع الكتابة الإبداعيّة. هذه كتابةٌ بعضُها نقليّ، لا إبداعيّ!

  • يُستحسَن التنويع في استخدام المفردات، فلا تبقى لغة الطالب ضمن دائرة محدودة الرصيد والإمكانيّات. لا أقصد بهذا أن يبحث الطالب عن الكلمات الغريبة أو المُمَاتة ويقوم باستخدامها. لِنَسُقْ بعض الأمثلة والاقتراحات: في وسع الطالب أن يتجاوز حدود "عندها" وَ "عند ذلك"، فيستخدم بعضًا ممّا يلي: "عندئذٍ"؛ "عندذاك"؛ "وقتذاك"؛ "وقتئذٍ"؛ "لَيْلتئذٍ"؛ "لَيْلتذاك"؛ "إذّاكَ"؛ "يومئذٍ"؛ "يومذاك"؛ "ساعتئذٍ"؛ "لحظتئذٍ"... في مستطاع الطالب أن يتخلّى أحيانًا عن التعبير "إضافة إلى ذلك"، فيستخدم أيًّا من التالية وسواها: "علاوة على ذلك"، أو "زِدْ على هذا"، أو "يُضاف إلى ذلك"... في مَواضِع الاستدراك، في استطاعة الطالب أن يستخدم أيًّا من التالية: "لكنْ"؛ "لكنّ"؛ "إلاّ أنّ"؛ "غيرَ أنَّ"؛ "بَيْدَ أنّ"... (والأخيرة -رغم عدم شيوع استعمالها- مفهومةٌ). للتعبير عن معنى التحوّل، ثمّة أكثر من مفردة واحدة تفيد هذا. أكثريّة الطلبة لا يستخدمون لأداء هذا المعنى سوى "صار" أو "أصبح". لِمَ يَنسَوْن الأفعال الأخرى التي تؤدّي هذا المعنى والتي تعلّموا عنها خلال حصص النحو في موضوع الأفعال الناقصة ("كان" وأخواتها)؟! ولنذكّر ببعضها: أضحى؛ أمسى؛ غَدَا؛ استحالَ... يحقّ لي أن أزعم أنّ تدريسنا الطلبة لهذا الأفعال لا يقتصر هدفه على معرفة كيفيّة إعرابها وعملها النحويّ. نَدْرسها لنعرف كيفيّة استخدامها في ما نكتب. لا أظنّني أطلب مستحيلاً.
    بديلاً لقولك "ممكن أن" أو "من الممكن أن"، يمكنك أن تقول (وَفق ما يقتضيه السياق): "في الإمكان"؛ "في المستطاع"؛ "في استطاعتك"؛ "في مقدورك"؛ "في وسعك"... وعوضًا عن قولك "من المحتمل" أو "ربّما"، يمكنك استخدام كلمة صغيرة مكوّنة من حرفين ينسى الكثيرون أن يستعملوها في كتاباتهم: "قَدْ". أنت تقول: "من أجل كذا"... صواب، لكن تذكَّر أنّ ثمّة بدائل، نحو: في سبيل كذا؛ بغيةَ كذا؛ ابتغاءَ كذا...

  • البداية التقليديّة في موضوع الإنشاء تخلق -سلفًا- لدى المصحّح انطباعًا سيّئًا بالغَ السوء. من أمثلة البدايات التقليديّة: "في أحد الأيّام"؛ "في يوم من الأيّام"؛ "الأمّ كلمة صغيرة بحروفها كبيرة في مضمونها"؛ "الحبّ كلمة صغيرة"... وللتذكير، لا بأس من أن أشير أنّ "أب" كذلك هي كلمة ضئيلة الحجم (والأخ والأخت والجدّ والجدّة)، وأنّ "كُرْه" مفردة قليلة الأحرف! وللتذكير أيضًا، حين تقول "في أحد الأيّام"، أنت -من حيث لا تدري- تقوم بعمل ينطوي على مفارَقة؛ وذلك أنّك بهذا القول ابتغيتَ أن تحدّد زمن الحدث، فإذا بك تنأى عن التحديد كلَّ النأي! ما معنى أنّ ما ترويه قد حدث "في يوم من الأيّام"؟! كلّ حدثٍ يحصل "في يوم من الأيّام"! كلّ حدثٍ يحصل ضمن إطار الزمن، لا خارجه! أردتَ التحديد، لكنّك ما فعلت! تجنّبوا أمثال هذه البدايات، وحاوِلوا تجنُّبَ كلّ ما هو متوقَّع ومفهوم ضمنًا. من المهمّ والمثير والمُجْدِي أن تُخالِف في ما تكتبه توقّعاتِ القارئ (ليس المقصودُ بهذا الخروجَ عن الموضوع المطلوب في امتحانك؛ ففي هذا خطورة جسيمة قد تطيح بالعلامة!). ليس من المستحسَن، ولا من السليم، أن تكتب أنت وسِواك بالطريقة نفسها. الكتابة هي أنت! هي أنت لا الآخرون! تأثُّرُك بالآخرين أمرٌ متوقَّع لا يمكنك تجنُّبه تجنُّبًا كلّيًّا، لكنْ ثمّة بَوْنٌ شاسع بين التأثّر في شيء والتأثّر في كلّ شيء!

  • من الكلمات التي يساهم استخدامها (أو الإفراط في استخدامها) في تشويه لغة الكتابة والمسّ بمتانتها: "يوجد"؛ "توجد"؛ "موجود"؛ "شيء"؛ "أشياء"... تلك مفردات يمكن (بل يُستحسَن) الاستغناء عنها كلّيًّا في بعض السياقات، وفي سياقات أخرى يُستحسَن استبدالها بغيرها. لِنَسُقْ أمثلة: في قولك "الرجل موجود في مكتبه"، لست بحاجة إلى استخدام "موجود"، وذلك أنّها مفهومة ضمنًا، ولا مجال للالتباس. بحذف هذه الكلمة، تغدو الجملة أقصرَ وأشدَّ وقعًا: "الرجل في مكتبه". في قولك "توجد في هذا الكلام مبالغة"، يمكنك الاستغناء كلّيًّا (ولا أسف، ولا خسارة!) عن الكلمة الأولى. بِذا تصبح الجملة: "في هذا الكلام مبالغة". ولا ريب في أنّها على هذا النحو قد أتتْ أوْجَزَ وأمْتَنَ وأكثر توفُّقًا. وهنالك بدائل أخرى يمكن اعتمادها: "هنالـك مبالغة في هذا الكلام"؛ "هناك مبالغة في هذا الكلام"؛ "ثمّة مبالغة في هذا الكلام"؛ "يتضمّن هذا الكلام مبالغة"؛ "ينطوي هذا الكلام على مبالغة"... في قولك "كنّا موجودين في تخبُّط"، يمكن للجملة بحذف "موجودين" أن تبقى على قيد الحياة، فتغدو: "كنّا في تخبُّط". ويمكنك -عِوَض الحذف- استخدام "واقِعِين" فتقول: "كنّا واقعين في تخبُّط". يَكتب مَن يَكتب: "الصورة الموجودة في العبارة هي تشبيه بليغ". لِمَ ننسى أنّ هنالك أسماء موصولة لا ينبغي إهمال استخدامها؟! لِمَ لا نقول: "الصورة التي في العبارة هي تشبيه بليغ"؟! وهاكم إمكانيّات تعبيريّة أخرى: "الصورة المستخدَمة في العبارة هي تشبيه بليغ"؛ "الصورة التي تتضمّنها العبارة هي تشبيه بليغ"؛ "الصورة الكائنة في العبارة هي تشبيه بليغ"... ولا بأس من الإشارة إلى أنّه يمكن كذلك حذف الضمير "هي" دون الإخلال بمبنى الجملة ولا بمعناها ودون حدوث التباس. في ما يتعلّق باستخدام الأسماء الموصولة، يغيب عن بال بعضنا استخدام أصغر وأسلس اثنين من بين هذه الأسماء: "ما" وَ "مَن". تقول: "أنت الذي اعترَضَ"؛ ويمكنك أن تقول: "أنت مَن اعترض". تقول: "المنافق هو الإنسان الذي يُظْهِر خلاف ما يُضْمِر"، ويمكنك القول: "المنافق هو مَن يُظْهِر خلاف ما يُضْمِر" (وبِذا، باستخدامك "مَن"، تكون قد استغنيت عن كلمتين اثنتين –"الإنسان الذي"). تقول: "هذا الذي كنت أتوقّعه"، وتستطيع القول: "هذا ما كنت أتوقّعه". تقول: "أعرف الذي تقصده"، وفي إمكانك أن تقول: "أعرف ما تقصده". وهنا يجوز لك حذف الضمير العائد إلى "ما" المتّصل بالفعل الأخير، لتصبح الجملة: "أعرف ما تقصد". بالله عليك، أليست الجملة الآن أوجز؟! يكتب أحد الطلبة قائلاً: "السلام شيء جميل". باستخدامه "شيء" يكشف عن عجز في التحديد وجفاف في التعبير. "شيء" هذه مفردة عامّة بالغة العموم يمكن إطلاقها على كلّ ما في الكون؛ ولذا فاستخدامها في كثير من الأحيان عجزٌ وقصورٌ وحَشْوٌ هو. أمّا في ما يتعلّق بالبدائل، فأفترض أنّ التالية قد تفي بالمُراد: أمنية؛ حُلْم؛ وضْع؛ حالة...

  • قبل موعد الامتحان بأيّام، اكتب في موضوعٍ ما (حاول أن تتوقّع موضوعًا ما، أيًّا كان)، واعرضْ ما تكتبه على مَن ترى أنّ ذائقته وملاحظاته وتوجيهاته قادرة على إفادتك. ليس لديّ من اقتراح لـِ "دراسة" الإنشاء سوى هذا الاقتراح.

آمُـلُ... آمل أن يكون من الواضح، لكلّ مَن يقرأ ما أكتب هنا، أنّي لا أتناول الموضوع من باب التخطئة والتصويب، بل من قبيل الافتراض والرغبة في تقديم جملة من الاقتراحات التعبيريّة أظنّ (وبعض الظنّ صواب!) أنّ الانتباه إليها والعمل على هديها من شأنهما تحسين الكتابة الإنشائيّة. ولا يخفى عمّن قرأ ما سبق أنّي لم أستوفِ كلَّ ما يجب تناوُلُه، وأنّ بعض ما سُـقْـتُه يتضمّن مقترحات عينيّة عمليّة. من جهة أخرى، ينبغي عليَّ أن أذكّر الجميع أنّ الحصول على نتيجة ممتازة في قسم الإنشاء يستدعي -أهمّ ما يستدعي- أن يكون الطالب قارئًا جيّدًا. الكاتب الجيّد قارئ جيّد. والقارئ الجيّد قد يصبح كاتبًا جيّدًا. وعليَّ أن أذكّر كذلك أنّ الكتابة الخالية من الأفكار الجيّدة والمفاجِئة والظريفة وغير التقليديّة كتابة منقوصة ولا تحظى بتقدير جيّد. لذا، من الضروريّ أن تسبق الكتابةَ دقائقُ من التفكير والتعمّق وتنظيم الأفكار وتدوينها في المسَوَّدَة قبل أن تهجر الذاكرةَ! الذاكرة خوّانة، وبخاصّة في ساعات الضغط والتوتّر. بالقراءة والتفكُّر والتجريب والتنظُّم تكون الكتابة جيّدة ومُجيدة ومُرْضِية. أمنياتي بالنجاح لكم جميعًا، في امتحان لغة الضاد، وفي سائر الامتحانات المدرسيّة، وفي امتحانات الحياة التي تنتظركم. لتباركْكُم الحياة! لتتباركِ الحياة بكم!

المادّة منقولة -بالتنسيق مع كاتبها- عن موقع مدرسة مار إلياس الثانويّة في عبلّين: www.mechs.org