Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

لقاء لن يُنسى بقلم : أمين خيرالدين

מערכת, 23/12/2014

كان الانطلاق مع شروق الشمس، كما أنه لم تكن غيوم على طريق الشمس في السماء، لم تكن على طريق رحلتنا على الأرض عراقيل، الكل التزم بالمواعيد، السائق الهادئ، والأخوة في لجنة المبادرة الدرزية العربيةمن كل القرى:حرفيشويانوح ويركا وشفاعمرو والمغار والدالية وعسفيا، كلهم على قدر من المسؤولية والوعي، وقفوا معمواعيدهم على محطات الانتظار، رغم برودة الطقس في يوم من أيام الخريف الأخيرة وفصل الشتاء القارص على الأبواب. كانت رحلتنا أقوى من الطريق ومن اختناقات الطريق والتواءاتها ، ومن إشارات المرور الغاضبة ، لم نشعر ألا وجدران الاحتلال والعنصرية على جانبي الطريق، تلاحقنا حين نصعد أو حين ننزل، جدران سجن عوفر، وجدار الفصل العنصري، هذا جدار سجن صغير يغص "بالمظاليم" وذاك جدار سجن كبير يغص بالمظلومين، جدار يحكي عن احتلال طويل، بشع، مكروه، متغطرس، وعن استيطان وقح، وعن قهر وسلب وكبت، لكنه أيضا يحكي عن نضال مستمر، وعن مقاومة عنيدة، وعن شهداء سقطوا في سبيل اشرف قضيةوأقدسنضال. دخلنا حاجز قلنديا كمن يدخل متاهة، يعجّ بالسيارات التي تتسابق وتتدافع للخروج من المتاهة المقيتة التي يزيد من بشاعتها الاحتلال بكل مظاهره، استقبلنا جندي حاول أن يرسم على وجهه ابتسامة، لكنها كشفت، رغما عنه، عن أنياب حادة تعكس وحشية الاحتلال، وتضييقه وزيادة معاناة الناس هناك. دخلنا رام الله، بعد أن تركنا الحاجز بقرفه، واندمجنا بحركة السير في الشارع المتسامي إلى الأعلى، كان بانتظارنا زياد درويش ، أبو طارق، الذي استقبلنا بابتسامة طيبة وترحيب أطيب، نابع عن قلب نظيف، ابتسامة تحمل الكثير من المعاناة، تشرق على وجههرغم المداراة والفرح بلقاء الأخوة، الحزن يأبى لا أن يكتب تاريخه على الوجوه، سار بسيارته أمامنا، يصعد فنصعد خلفه، قادنا إلى المقر العام لحركة فتح، حيث التقينا بالسادة حسين ومحمد وماهر وسعيد ومحسن والياس وكلهم أصحاب مناصب رفيعة ومنازل أرفع، وقلوب واسعة وصدور أوسع، عند مصافحتهم أو عناقهم أحسست كم نحن سعداء في لحظة، تعساء في الحياة، سعداء بسادة يتشرف المرء بلقائهم، وتعساء لأن التاريخ والاحتلال وضع حواجز جغرافية وسياسية ونفسية بيننا، كسرنا أقفال قلوبنا، وتحدثنا بصراحة، ووجع وألم وتفاؤل لحد المبالغة، لكننا دائما كنا نعود إلى أرض الواقع المؤلم. من هناك انتقلنا لزيارة ضريح الزعيم الخالد أبو عمار، لنقرأ الفاتحة على روحه الطاهرة، ولنتعلم منه أروع دروس التحدي، حتى بعد مماته، وأروع دروس الوطنية والوفاء لشعبنا الفلسطيني الذي لم ولن يكل حتى يحقق حلم كل فلسطيني أينما كان، بإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وبكنس الاحتلال من كل شبر من الأراضي الفلسطينية لعام 67، واقتلاع جذور الاستيطان والمستوطنين الوقحين، وتنظيف الأرض من رائحتهم الكريهة. ثم انتقلنا إلى بيت الشهيد ألوزير زياد أبو عين، حيث التقينا بأخيه محمود وولديه وزوجته المصون وغيرهم، أطال الله في أعمارهم ، فقدمنا العزاء باستشهاد الوزير، مرددين جميعنا قوله تعالى" ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون" صدق الله العظيم، الغضب على الوجوه، لا تمحوه الكلمات، وفراق الأحبة صعب، لا يلغيه حُسْنُ المشاعر، خاصة إذا كان الفقيد لا بديل له، عضوا ناشطا في مقارعة الاحتلال، على مدار تاريخه، متفرغا لمقاومة جدار الأبرتهايد ، والاستيطان الوسخ، كانت هناك مكاشفة وتوضيح، خاصة بعدلعبة الإعلام الموجه وأكاذيبه، الإعلام الذي روج إلى أن القاتل كان درزيا، عكس الحقيقة التي ثبتت أن القاتل يهودي وليس درزيا، وتأكيد على حقيقة أخرى هي أن الجندي أيا كان يهوديا أو مسلما و درزيا او مسيحيا فهو يمثل الاحتلال ولا يمثل أي قطاع آخر من السكان، ونحن نتبرأ من مثل هذا القاتل ونرفضه كما نرفض التجنيد الإجباري المفروض علينا بقانون جائر، ونحذِّر غيرَنا من المسلمين والمسيحيين الذين يتطوعون للتجنيد من أن يعانوا ما نعانيه جراء هذا القانون البغيض. وقد افترقنا عن العائلة الكريمة على عهد الأخوة والمحبة والوحدة والتضامن والمشاركة في الحزن، حيث انتقلنا عبر أحياء رام الله الجميلة وبناياتها العامرة المبنية من الحجر الأبيض النظيف، إلى قرية البروة المصغرة حيث يرقد هناك الشاعر الكبير محمود درويش ، شاعر فلسطين، ومع أن زيارتنا ليس الأولى ولا الثانية إلا أنه في كل مرة نشعر بالرهبة والعظمة ونتذكر ذلك الطالب المتميز الذي عشنا معه المرحلة الثانوية، وامتيازه الذي كان يطل من بين عينيه، ومن خلال كلامه وأفكارهالتي لا يستبعد أنها بذرة التفكير الوطني الذي أنغرس في حياتنا وسيظل يرافقنالآخر العمر، من هناك انتقلنا إلى تلخيص لقائنا مع الأخوة في غداء عمل، أطيب ما فيه الكرم الفلسطيني والدفء الفلسطيني والعودة إلى الجذور. ونحن ننتقل بين أحياء رام الله الجميلة، ونستعرض وجوه الناس الطيبة، المسحوقين من الاحتلال، كنت أتمنى أن أصرخ ليسمعني أبناؤنا وأخوتنا من شعبنا في الداخل، أن هذا هو شعبنا، ها هم أهلنا، تعالوا لتروا الحق الممسوح على الوجوه، يغطيه غبار الاحتلال، تعالوا لتروا الفرق العابر بين البيوت التابعة لبلدية القدس والمسئول عنها الاحتلال، والتي يهملها عن قصد، وبين البيوت والأحياء التابعة للسلطة الفلسطينية المقيدة، تعالوا لتروا الاحتلال ببشاعته المتمثلة بجدار فصل عنصري، وجدار سجن عنصري، وغطرسة جنود الاحتلال على الحواجز. (