Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

بروفيسور أمارة يجيب على سؤال: كيف يُمكن تغيير واقع فلسطينيي الداخل في ظل نتائج ا

מערכת, 30/10/2013

المطلوب حالاً وسريعًا: لغة حوارية في الناصرة لتجنب والتخفيف من الاستقطاب، ولغة الاستقطاب تشمل النزعة الطائفية الضيّقة والاستعلائية بين الطرفين، ما قد يؤدي إلى وضعٍ خطيرٍ لا تُحمد عقباه" خلال مقابلة أجريت مع البروفيسور محمد أمارة: تمّ طرح سؤال غاية في الأهمية، يتناول موضوع انتخابات السلطات المحلية العربية التي جرت يوم الثلاثاء الماضي، السؤال المطروح بإلحاح هو كيف يمكن تغيير هذا الواقع؟ ومعالجة الآفات التي ولّدتها هذه الانتخابات؟ وكيف لمجتمعنا أن يرى إلى المستوى المطلوب، حتى يتمكن من الحصول على إدارة وحكمٍ مستقل فعلاً، ويدير شؤونه بنفسه دون أن تتدخل به المؤسسة الإسرائيلية، بسبب فشل المجتمع العربي مِن بناء مؤسساته وحماية المجتمع؟ وكيف يُمكن لهذا المجتمع أن يبني واقعًا مختلفًا؟! ومَن سيقود هذا المشروع النضالي، التوجيهي للفلسطينيين في الداخل؟!! اسئلة كثيرة، تتداخل بعضها ببعض، ولا جوابًا قاطعًا يُمكن فرضه على الغالبية.

نقاشٌ وتحليلاتٌ في مركز البلدات العربية، وأخرى في صدارة المواقع الالكترونية، وعبر صفحاتِ الفيسبوك، اتهاماتٌ وادعاءاتٌ، وطنية صادقة، وأخرى مغيّبة أو زائفة، كلٌ يتهمُ الآخر، لكن الواقع هو نفسه: كلُ الذين اعتقدوا أنهم ربحوا المعركة، قد خسروها، لأنّ إفرازات المعركة الإنتخابية، جاءت وبالاً وبؤسًا على جميع المعوّلين عليها.

فيما يلي محاولةً لفهم الواقع الجديد، برؤية جادة وموضوعية، للباحث البرفيسور محمّد أمارة(محاضر وباحث وناشط مدني بارز )، الذي بدأ حديثه بالقول: "وضعٌ مأساوي"، لستُ أنا مَن يقول إنّها "ستاتوسات" وتعليقات لجبهويين، أذهلتهم نتائج الانتخابات. هو التعليق الأول الذي أطلقه على نتائج الانتخابات الأخيرة، وأضاف: "الحمائلية" عادت إلى الساحة المحلية بقوة، واندحرت، للأسف التيارات والحركات السياسية"، وأكبرُ مثالٍ ما جرى للجبهة وسائر الأحزاب السياسية، فالجبهة التي تجذرت في عدة بلدات عربية، أصابتها، وفق وصفٍ جبهوي: "نكسة" و"هزيمة" يجب بعدها مراجعة الذات وحساب النفس"، وعليه- يقول بروفيسور أمارة: "الحديث لا يقتصر على الناصرة وحدها، لكن علينا أن ننظر إلى ما وصلنا إليه، من وضعٍ هزيلٍ وحزين ومأساوي، فإما أن يقبلوا بالهزيمة أو لينتظروا أصوات الجنود، وهناك مَن يُفضل أن يعترف ويُقرّ برئيسٍ جديد، بدلاً مِن قبول هذا الخيار".

ما جرى في الناصرة مأساوي واستقطاب قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها

يضيف بروفيسور أمارة: "ما يجري في الناصرة، للأسف، استقطاب، فأيُ طرفٍ سيقود البلدية بشكلٍ عقلاني، ويستوعِب الجميع ويعترف بالفوز للطرف الآخر، المطلوب الآن وسريعًا: لغة حوارية للتجنب والتخفيف من الاستقطاب، ولغة الاستقطاب تشمل النزعة الطائفية الضيّقة والاستعلائية بين الطرفين، ما قد يؤدي إلى وضعٍ خطيرٍ لا تُحمد عقباه".

يتابع أمارة: "سنبقى قليلاً مع الجبهة، دون استثناء سائر الأحزاب والتيارات السياسية، في أم الفحم، على سبيل المثال، قادت الجبهة البلدة لسنواتٍ طويلة، مع ذلك لم يكن لديهم مرشح للرئاسة هذه الانتخابات، واختاروا مرشحًا مِن أبناء البلد، بالكاد حقّق 10% من الأصوات، فأينَ هي قوة الجبهة؟! لماذا اختفت؟! وفي سخنين وسائر مناطق البطوف، الحال ذاته، وهزيمة نكراء واندحار للجبهة، للأسف".

تراجع للأحزاب السياسية على حساب الطائفية والعائلية والمحلية

أما على صعيد الحركة الإسلامية، فالوضع ليسَ بأفضل: في أم الفحم أيضًا تراجعت الحركة الإسلامية، رغم نجاح الرئيس، لكن قياسًا لأعوامٍ مضت، فإنّنا نلاحظ اختفاءً للحركة الإسلامية في الكثير من البلدات العربية، هذا التراجع من التيارات السياسية أعادت إلى الواجهة القوائم المستقلة والتي تغطّت تحت ستار العائلية والحمائلية والطائفية والمحلية، في عودة إلى سنوات ما قبل السبعينات.كانت قد أعلنت الحركة الإسلامية في هذه الانتخابات أنها ستخرج من المنافسة، مخليةً الساحة للآخرين.

وفي قراءة معمّقة يُمكن القول أنّ الحركة رفعت أيديها عن السياسة المحلية، وهو فشلٌ أيضًا، ما يعني أنّ التيارات السياسية غير معنية أو غير قادرة أو مستعدة، فأخلت الساحة، برغبتها أو بهزيمتها كالجبهة، وتراجع الأحزاب الأخرى بصورة ملموسة، لتترك الساحة للحمائلية والطائفية، والهيمنة على أرض المعركة الانتخابية في الحكم المحلي".

"والأسوأ مما ذُكر- يتابع بروفيسور أمارة- دخول العالم السفلي (עולם תחתון) ليحقق مصالحه بطرقٍ التوائية، وكأنه لا يكفينا انهزام التيارات السياسية والقيادات والدفع بالحمائلية، وإنما أدخلنا المحسوبيات والفساد بشكلٍ عميق من خلال هذا العالم السُفلي، تاركين له أن يتغلغل في الحكم المحلي، علمًا أنه موجود لدى اليهود، لكن الفارق بيننا وبينهم أنّ السلطات المركزية تقف لهم بالمرصاد وتُحسن التعامل معهم".

هزيمة للأحزاب وبروز العالم السفلي

يتابع ب. أمارة الوقوف على مشهد الانتخابات الأخيرة: "ما بين الطائفية والحمائلية وهزيمة الأحزاب والتيارات السياسية واتساع رقعة المحسوبيات، وتغلغل العالم السفلي بعناصره وأدواته، تتعمّق المأساة. مشهدٌ مُخجل أقل ما يُقال عنه، أن يتم اختيار مرشح رئاسة يجمع بين كل السلبيات التي ذكرناها وإضافة إليها الموالاة لليهودية والصهيونية، لكن بعضُ الاختيارات لشخصياتٍ نظيفة ومحترمة، هو أمرٌ طيبٌ ومقبولٌ، لكن المطلوب ليس فقط نظافة اليد والمكانة والأخلاقيات والإدارة، بل المطلوب هو القيادة، أن تجمع بين القيادة والإدارة، والثقافة.

فالشخص القيادي، وفق رؤية أمارة هو "أنيملك الرئيس قدرةً شخصية، وفقها يستطيع إدارة المجلس، من خلال عمله برؤية مدروسة وموضوعية، وإنّ لم يكن يملك "روح القيادة" فسلامٌ عليه، وحظًا أوفر، وبين الرؤساء السابقين كُثر، لم يمتلكوا القيادة. ومثالاً على ما أقول، الشيخ رائد صلاح، قائد أم الفحم لسنوات كرئيسٍ للبلدية، وحقق نجاحًا، يُشهد له، بفضل قدرته القيادية، أما الإدارة والتنفيذ فتمّ تحويلها إلى أشخاصٍ اختارهم هو، ليعملوا مِن أجل الصالح العام".

وعن الأسباب التي أدت إلى تصويت لم يتجاوز الـ 50% في الوسط اليهودي مقابل 90% من المصوتين في المجتمع العربي، يرى الباحث أمارة أنّ: "الوسط اليهودي يختار مرشحه بشكلٍ فردي، لا يتلقى ضغطًا، ولا يصوت باسم قائمة أو حزب ضمن مجموعات، ولا تستقطبه العائلة أو الطائفة والحمولة، بل يختار مرشحه، ويصوّت بهدوءٍ لِمن يراه مناسبًا، عكس ما يجري في المجتمع العربي، والضغوطات الجماعية، والمحسوبيات، والتصويت للحمولة أو للعائلة، للطائفة".

يتابع بروفيسور أمارة: "في أية مجموعة في العالم، يبحث المسيطرون فيه عن أدوات قوة حتى لو كانت وهمية، يتشبثون بها، حتى لو كانوا يعرفون تمامًا أنّها ليست في صالحهم، هؤلاء يشبهون رؤساء السلطات المحلية المنتخبون، حيثُ يعتقدون أنهم قادرون على إزاحة كل شيء في المجلس المحلي مِن مكانه واستبداله، وهم بذلك واهمون، فلن يُسمح لهؤلاء بالتحكم بالموظفين، بفصلهم مثلاً، بضمّ مَن يحلو لهم، هناك رقابة، وهناك حدود للقبول والرفض، ما يجعل الوهم هو سيد الموقف. بينما يبقى الوضع الآني خطيرٌ في ظل الفكر العصبي القبلي للحمولة والطائفة، والدور الفردي هزيلاً لا يستطيع تحدي المجموعة، وليس لنا قوة داعمة على مستوى السلطات في الحكومة، ما يعني أنّنا نقاتل بفعل القوة الوهمية التي نعتقد أنها بأيدينا، وهي تخدم شعورنا بالسيطرة، حتى لو كانت وهمية، فنشعر كأننا نعيد أمجاد الحمولة المهلهلة والمحطمة".

أين هي القيادات؟! وأين الشباب؟!

وفي ظل طرحه، يرى بروفيسور أمارة حاجة ماسة للتغيير إذ يقول: "مجتمعنا المأزوم بفعل قيادته المحلية والقطرية، ينبغي عليه التساؤل عن دور هذه القيادة (القطرية والمحلية) في تحمل الأزمة السياسية القيادية التربوية والبنيوية التي أفرزت نتائج أسوأ مِن سنواتٍ مضت، يتساءل الباحث أمارة: "أين القيادات؟! وأين الشباب؟! المنتشرون في الجامعات، الجالسون في المقاهي، أين هم شباب الأحزاب: الجبهة؟! التجمع؟! الإسلامية؟! هؤلاء الذين ينادون بالتغيير. فأين هم مِن التغيير؟! ولإحداث التغيير والإصلاح، هناك حاجة إلى وكلاء مهمتهم الدفع باتجاه التغيير. لكنني حتى الآن لا أرى محاولات جدية أي طرف للخروج من الأزمة، بل هناك تلاشي حزبي، يرافقه مشاهِد عدائية، ومنظرٌ عام للانتخابات المحلية، مِن سيءٍ إلى أسوأ".

نحنُ الفلسطينيون في الداخل رفضنا الأحزاب المبنية على أساس مشبوه ومرفوض (حمائلي/عائلي/طائفي)

وردًا على سؤال عن دور المؤســسة الإسرائيلية في ظل هذا الواقع عربيًا، يعلّق بروفيسور أمارة:"استطاعت الأحزاب السياسية وعلى رأسها الجبهة في سنوات السبعينات مِن أقامة حزبٍ قويٍ يُقارب المؤسسة، وبذلك تمّ الخلاص مِن المؤسسة الإسرائيلية وتحريضها وعملها المبطن ضد العرب، ودعمها للأحزاب الحمائلية والطائفية لينتهي منتصف السبعينات، ما يعني أنّنا نحنُ الفلسطينيون في الداخل رفضنا الأحزاب المبنية على أساس مشبوه ومرفوض (حمائلي/عائلي/طائفي)، وتعزّز وجود الأحزاب العربية الجبهة، الحركات الإسلامية، الديمقراطي العربي، التجمع، في الثمانينات والتسعينيات، مُقابل ذلك ظلت الدولة توالي رئيس سلطة معينة وتدعمه، لكن في أيامنا، لم تعد المؤسسة الإسرائيلية تستطيع أن تتلاعب وتميل وتتعامل بالمحسوبيات، خاصةً أن أي شكوى في المحكمة، ستفضح نهجًا غير سليم، وتكشف سياسات مبطنة، من هنا تغيّر الوضع على المستوى المؤسسات، وغاب دورها البارز في دعم واستمالة مَن يتعاون معهم".

علينا الكف عن التباكي والتستر بدور المؤسسة

ويختم برفيسور أمارة: "ما أريد قوله بخصوص المؤسسة الإسرائيلية، أنّ علينا الكف عن التباكي والتستر بدور المؤسسة، والتعلّق بنظرية المؤامرة، فلو لم يكن (رئيس السلطة المحلية) أو السلطة المحلية بكاملها ضعيفة وواهنة، لما سمحت للمؤسسة بالتحكم في مصير المواطنين، وهو وجهٌ مشابه لضعف الدول العربية، واتهام أطرافٍ خارجية بالتدخُل في الشأن العربي، ولو أنّ السلطة أو الدولة قوية ومُسيطِرة، لما تكالب الآخرون للاستفادة بطريقةٍ أو بأخرى".

وختم برفيسور أمارة بمجموعة تساؤلات على كل مسؤولٍ وقيادي، ورئيس سلطة محلية، وإنسان عربي فلسطيني يقيم في الداخل: ما هي مصلحتي ومصلحة أبناء شعبي؟! هل استطيع أن أبني مؤسسة تحميني، وتقدم لي الاحتياجات بأمانة ونزاهة؟! وأين دور المثقفين والأكاديميين، ليسهموا بالتأثير الجدي على مجتمعنا الفلسطيني، وإلا فلا حاجة لتعليق التهمة ولوم الدولة دائمًا، طالما أنّ قيادتنا عاجزة عن الفعل".