Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

القدامى.... والشعر الفلسطيني

פרוף פארוק מואסי- סופר ומשורר, 13/2/2014

حنا أبو حنا والشعر الفلسطيني

أصدر الشاعر حنا أبو حنا الجزء الأول من "ديوان الشعر الفلسطيني"، وتضمن هذا الجزء أربعة من "أركان الشعر الفلسطيني على مر العصور": وهم : كشاجم الرملي (ت971م) وابن القيسراني (ت1153م) ، وأبو اسحق الغزي (ت1130م)، والقاضي الفاضل (ت1200). والشاعر حنا لا يجدد شيئًا في تقديم أي ترجمة، فالترجمات عنهم متناثرة في عشرات الكتب الأدبية.

ولكن الجديد والغريب معا اعتبار هؤلاء الشعراء فلسطينيين، وجدير بنا أن نبرز الترابط المستمر بين هؤلاء الأعلام ووطنهم فلسطين، كما يشير الكاتب إلى ذلك.

وأنا أعجب لهذا المنطق، وذلك لأن الإقليمية لم يكن لها أدنى اعتبار قبل "تشريف" الصهيونية إلى هذه البلاد، فبلادنا جزء من الشام، وفلسطين جزء منها، ونحن في دراستنا لشعراء بغداد أو شعراء أي صقع عربي لم نكن نعير المسالة شيئًا من الاهتمام كان منصبًا على المستوى الشكلي والمضموني لا الإقليمي المجرد.

ثم من قال إن كشاجم- وهو الفارسي الأصل- فلسطيني؟ إنه كما لا يخفى على أبى حنا يعرف بالسندي، ورحل إلى بلاد كثيرة، واستقر بحلب في بلاط سيف الدولة. وهل نعتبر كشاجم فلسطينيًا لأنه عاش فترة في الرملة البيضاء؟ هل حمل قضايانا أو وصف بلدًا من وطننا بصورة تحبب إلينا انتماءنا؟

أما الألقاب العسقلاني، القيسراني، الغزي.....الخ، فلا تكفي وحدها لتدل على انتماء صاحبها لفلسطين، فالعائلات العربية الفلسطينية اليوم فيها العراقي والحجازي والحوراني والمصري...وهذا بالطبع لا يغير من الحقيقة شيئًا.

كنت افهم منطلق المؤرخين القدماء أو منطقهم، وخاصة الخطيب البغدادي في كتابه "تاريخ بغداد" وابن عساكر في كتابه "تاريخ دمشق"، حيث أنهم ترجموا لكل أديب عاش أو حتى أقام في المدينة أو مر عنها، فهذه الترجمة للأديب لم تكن من خلال تعصب، بل من أجل حصر المعلومات واستيفائها. فما هو التكلف في الانتمائية، وأينا يعتبر المتنبي عراقيًا، أو ابن الفارض مصريًا، أو أبو تمام سوريًا؟

وهذا التكلف وقع فيه- مع الأسف- الشاعر سميح القاسم في كتابه الرائد في هذا المجال الخاطئ- في نظري- وهو "مطالع من أنتولوجيا الشعر الفلسطيني في ألف عام"(عر بسك-1990)،

يضيف سميح إلى الشعراء الذين أوردهم أبو حنا شعراء مثل أبي الفتح العسقلاني (ت1022م) وأسد الدين عز الدين (ت1269م) وشافع العسقلاني (ت1333م) وابن الديري (ت1445م) ومحمد الجلجولي (ت1504م) وأحمد العناياتي (ت1606م) وإسماعيل النابلسي (ت1652م) ومحمد السفاريني (ت1774م)... ولا أدري إن كان السيد عرفان أبو حمد في كتابه "أعلام من ارض السلام"(الشرق-1979) هو أول من ذهب إلى هذه التقسيمات التي لا تقف على أرضية علمية، وكنا نتقبل هذه التقسيمات،- والله- لو كان في شعرهم أو أدبهم بعض ما يغذينا فلسطينيًا- بمفهوم اليوم-.

من جهة أخرى لا اقبل بعض هذه التقسيمات التي ترجعنا إلى سيدنا كنعان خبطًا لصقًا، ولي إلى هذا الموضوع عودة مشفوعة بمعلومات تاريخية أو أوغاريتية.

والى الأستاذ العزيز حنا:

أرجو أن يكون الجزء الثاني مركزًا على الشعر الفلسطيني الفلسطيني- كما نفهم من هذا المصطلح في قضية الصراع على هذا الوطن..

وتحية حب رغم كل ذلك. ......................................

الاتحاد 17/1/1992 وأعيد نشر المقالة في كتاب أحمد منير (كتابي). "مداعبة / معاتبة. جمع وإعداد محمود مرعي. باقة الغربية: مطبعة البيان- 2001، ص 30- 33.