Translation

Exchange Rates

יוני 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

פירוז , או פירוז

מערכת, 15/4/2009

رنا محمد
مع صوت فيروز كبرنا وعشقنا، ومع ألحانها غازلنا وعشنا لحظاتنا… مع الروزانا والدلعونا والميجانا عاد لنا حنين القرية والطفولة الأول الذي رسمته فيروز في خيالاتنا عالماً لا حدود لجماله وعشقه. (منتورة) بائعة النور التي أحبت (هولو) ملك الظلام، علمتنا قيمة الحب والانتظار والضيعة.. و.. الخيبة. فيروز في: لولو، جبال الصوان، الإسوارة، يعيش يعيش، بياع الخواتم... الخ. وحين كانت تصدح (خدني على تلاتها الحلوين.. خدني على الأرض اللي ربتنا.. وإنساني على حفاف العنب والتين... شلحني على ترابات ضيعتنا..... واركع تحت أحلى سما وصلي).. فيوصي كل من يموت خارج وطنه أن يعيدوه ليدفنوه في الأرض التي خرج منها... كما تهتز لها الأعماق وتلمع حبيبات العرق على وجه كل فلاح في الريف يزرع أرضه، وكل غريب يحلم بالعودة إلى أرضه. وكم من المغتربين أثارت فيروز في ضمائرهم الحنين للوطن... فحين غنت: «وطني: يا جبل الغيم الأزرق... وطني: يا قمر الندي والزنبق... يا بيوت اللي بيحيونا... يا تراب اللي سبقونا... يا زغيّر ووسع الدني، وسع الدني يا وطني...» عاد صديقي للأرض التي خرج منها، ولأغاني فيروز الفضل في ذلك. فقد غنت للأرض.. للوطن.. للحب.. للخير.. للجيرة.. للطفل.. للأم... غنت للإنسان بكل ما تفاصيله وإنسانيته. حتى لو غنت لأشياء انقرضت مع الديناصورات... لا يهم... ربما أحببناها لأنها غنت ما ينقصنا، وهو الصدق. حسناً سأدخل بالموضوع بلا إطالة. لست بصدد كتابة مادة لامتداح فيروز، فهي ليست بحاجة لذلك... ولست بصدد تعداد أغانيها ومسرحياتها... كل ذلك وغيره ليس في حساباتي الآن... وليس مهماً أيضاً، المهم هو المزعج بالموضوع. ما يزعجني أنه بعد كل عشقي لفيروز، لم أتوقع يوماً أني سأهرب منها... نعم.. بسبب [بائع الـ (CD) والـ (كاسيت)] في أول شارع بيتنا، حيث يضع (البافلات) الكبيرة أمام المحل ويرفع الصوت للآخر ويُسمع المارة أغاني فيروز، وليُفهم الآخرين أنه مثقف شفاف. يمنعنا هذا البفل، أو هذا الجار، أو هذه الـ (فيروز!) من الخروج للشرفة، أو حتى من عمل أي شيء ضمن بيوتنا، لأنه يسمح لها باختراق جدران البيوت وجدران غشاء الطبل. بتُّ أنزعج من بافلاته، ومن فيروزه... هل حولوك يا فيروز إلى وسيلة للبيع والشراء والمتاجرة... هل قتلوا حلمك بمخططاتهم (البافلاتية)! هل جردوك من خصوصيتك بإقحامك إلى كل البيوت عنوة عنك وعنهم! هل على كل (فهمان) أن يرفع صوت آلات التسجيل عنده ليثبت دائماً أنه مثقف ودافئ ويسمع فيروز... هل هو بحاجة لكل ذلك الإثبات الذي يشهد له كل سكان الحي والأحياء المجاورة. هل باتت فيروز موضة معاكسة لموضة الأغاني الهابطة!!... كما مارسيل وزياد وغيفارا و... آه يا فيروز... فيروز يا فيروز...


خاص: نساء سورية