"قدمنا على طبق من ذهب.....هذه هي الثورات العربية التي حملتنا وجبة جاهزة لامريكا واسرائيل وايران وتركيا. مرحبا بكم جميعا...... منطقة عربية مقسمة متحالفة كل له جماعته وله تحالفاته،ما بين السنة والشيعة وما بين اسرائيل العدو وامريكا حليفتها الاكبر تتغير المعايير وتصبح اسرائيل وعرافتها امريكا مطلبا للتخلص من بشار ونظامه.".....
نعم هو التطهير بعينه،هو العار على البشرية بأكملها،ولكن الازدراء نفسه هو الصمت العربي وكأن سوريا جزيرة مقتطعة من احدى الاماكن النائية،حولت من قضية شعب يريد الحرية،شعب يريد الامل في مستقبل حر الى ثورة طوائف دينية شيعة ام سنة،سنة ام شيعة...... غريبة هي سوريا......حين نرى عجزا دوليا له مأربه واهدافه في اطالة الوضع الحالي في سوريا،تلكؤ دولي يسير ببطئ نحو تغيير اللعبة فيها،هذا التلكأ ليس نابعا الا من حنكة ومخطط دولي لانهاء سوريا بكافة جوانبها وما السكوت عما يحدث فيها من جميع الاطراف الابهدف زيادة الازمة في سوريا حتى يحين الوقت لاستلامها منهية غير قادرة على البناء لعشرات السنين..... الغريب في كل ما يحدث ان المعارضة السورية تستنجد بالولايات المتحدة الامريكية ولا مانع من دخول حلفائها ومنها اسرائيل للقضاء على نظام الاسد،ترى الدول العربية بين مؤيدة للنظام كما العراق وهذا هو التحالف الشيعي،وترى المعارضة المتمثلة بقطر والتي تمثل السنيين ،والاهم وفي ظل الوضع الراهن في الوطن العربي من فراغ للقيادة خصوصا بعد سيطرة الاخوان في مصر والصراع الاسلامي الليبرالي فيها ،الذي حد من دور مصر وايضا ضعف خبرة الاخوان في السياسة وفي ادارة الازمات، نجد المال والنفط القطري يأخذ حيزه في الهيمنة على قيادة الوطن العربي خصوصا ان قطر لها تحالفاتها مع امريكا واسرائيل وفعليا استطاع حاكم قطر شراء البعض كما حماس وحاول شراء الرئيس الفلسطيني ابو مازن واحتوى الاخوان في مصر وهكذا.....اصبحت قطر تنشأ تحالفاتها السنية وبالمقابل هناك التحالفات الشيعية المتمثلة بالنظام السوري وحزب الله وهذا الخطر الاكبر على لبنان التي ستندس في المعركة دون ادنى شك،وايضا ايران وهذا المثلث الشيعي مقابل الحزمة السنية في المنطقة العربية والتي تشكل النسبة الاكبر.... على الجانب الاخر ضاع الشعب السوري بين حانا ومانا"اي بين السنة والشيعة"وبين الموقف العربي والتحالفات الدولية..... ليس سهلا ان يأخذ المجتمع الدولي قرارا في بدء الحرب ضد النظام السوري ،اولهما التحالفات الدولية المتمثلة بالصين وروسيا ،واللتين تسعيان لخلق توازن القوى في العالم والتقليل من احادية القطبية وهيمنة الولايات المتحدة الامريكية،حيث تحاول روسيا فرض اجندتها واعادة مجد الحرب الباردة بينها"ممثلة بالاتحاد السوفيتي سابقا" وبين امريكا ،والصين التي فرضت اجندتها اقتصاديا على العالم وان صح التعبير استطاعت احتلاله ،ان تبرزا كقوة عظمى توازي ثقل امريكا وعليه فالفيتو جاهزا ضد اية محاولة لاتخاذ قرار بالحرب ضد نظام بشار الاسد ..... ماذا يعني هذا......ان قرار المجتمع الدولي المعارض لبشار الاسد والمتمثل بالولايات المتحدة الامريكية،سيكون بعيدا عن مجلس الامن وبتنسيق مع الاردن وتركيا وقطر والسعودية، وقبول ضمني لحلفاء قطر ومنهم حماس والاخوان في مصر وتأييد لبنان مع التخوف من عودة الحرب الطائفية في لبنان بسبب موقف حزب الله حليف النظام السوري و ايران...... اما موقف اسرائيل سيبقى الاقوى.....ان سقوط بشار الاسد والذي عمل امتدادا لسياسة والده وابقى العلاقة مع اسرائيل في اتجاه حدود امنة ولكن دون قبول التنازل على توقيع اي اتفاق سلام مع اسرائيل،وهذا يمثل قوة وضعف لنظام السوري في ان واحد،لماذا؟ ان المتبصر بعلاقة سوريا مع اسرائيل يرى ان القوة نبعت من صورة النظام السوري غير المتخاذل مع امريكا واسرائيل ولكن الضعف انتقل من ناحية اخرى حين تحولت الثورة الى صراع طائفي اعطت اسرائيل الفرصة في تنفس الصعداء خصوصا ان انهيار النظام بعد الدمار الشامل سيسمح لاسرائيل والولايات المتحدة بالهيمنة على ما تبقى من سوريا كما العراق وليبيا مثلا... ان انفراد الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل بعد الثورات العربية وما افرزته اليوم من وضع متفكك سيعيدنا الى بداية الاستعمار في القرن العشرين "سايكس بيكو جديد ولكن اكثر تقدما وحرفية ومهنية"وهذا بسبب خيبة الامل التي اصابت الشعب العربي بعد احلامهم الوردية حين اندعت الثورات وسموها الربيع العربي لاعتقادهم انها نقطة التحول الجذري لواقعهم ،وايضا لخبرتهم من خلال المراكز البحثية عن التحولات في المنطقة وايضا السيناريوهات التي جهزتها امريكا وحلفائها للمنطقة تحت ذراع الفوضى الخلاقة وتقرير المصير..... اذن التدخل الامريكي في سوريا يعني هيمنة كاملة عليها و حدود امنة لاسرائيل من جميع الاتجاهات ،اولها الاردن الموقعة اتفاقيات السلام مع اسرائيل وثانيها قطر التي بأموالها تشتري الانظمة والقائمين عليها و متحالفة مع امريكا ...اما تركيا تسعى لاعادة المجد العثماني للمنطقة العربية،وايضا اعداء العرب والغرب واسرائيل ممثلون بايران الفرس وحلفائها "العراق وحزب الله "اي التحالف الشيعي والذي لن يصمت على هذا ولن يقبل ان يفوتهم جزء من الكعكة العربية وهذا يقودنل لحرب اقليمية....... كيف ستتم الحرب........ سينهار النظام السوري وسيعاد ترتيب المنطقة حسب مصالح المتحالفين،اذا صمتت ايران وحزب الله وهذا غير وارد،ستصبح سورية دولة منكوبة تحتاج الامن وبذلك سيتم ادخال الجيش الامريكي لداخلها واتوقع ان الوقت الان جاهز بعد هذا الدمار وضعف النظام لتدخل امريكي،وستتوافد المؤسسات الدولية لدعم اعادة التأهيل والبناء كما حدث في الضفة الغربية من خلال المؤسسات غير الحكومية،وان حررت الولايات المتحدة الامريكية سوريا من النظام سيكون الحزب القادم بالمطلق تابع لامريكا وبذلك اعطيت اسرائيل الامان وهيمنت على المنطقة كقوة عسكرية وعلمية وتكنولوجية كبرى وفرض اجندتها بكل تفاصيلها......ولكن كيف ذلك؟ ستسقط ورقة سوريا وستنتهي القضية الفلسطينية.....فالسلطة الفلسطينية عاجزة في ظل الحصار والجدار واقتصادها المبني على المساعدات والتفكك الفلسطيني وعدم المصالحة بين فتح وحماس،وقرار ابو مازن باتخاذ الحياد في تحولات المنطقة عوضا عن تبعيتها التامة للقرار الامريكي سيحذف القضية الى نهاية الرمق الاخير بها.... الاردن وبشكل مباشر في علاقة سلام حميم مع اسرائيل ،وكالطفل البار بوالديه تنفذ اوامر امريكا واسرائيل ولا خيار لها ،مصر تحدثنا عنا ووضعها واضح، فوضى داخلية وايضا تبعية لامريكا واسرائيل،فجيشها منهك وغير مستعد لاي حرب اقليمية ،لبنان الاكثر تدهورا لسهولة،فانجرارها للحرب سهلة خصوصا بموقف حزب الله الحليف لمحور ايران والنظام ،يعني لامحالة ستزج بالحرب دون قدرة على القرار،فصاروخ من قبل حزب الله على اسرائيل يفتح الباب نحو اجتياح للبنان او تدميرها عوضا على ان حدودها ليست ذات سيادة ومهددة بأي لحظة ان تنجر الى الهاوية وتعود الحرب الطائفية التي تسيجها ...... الخليج العربي الممثل في السعودية وقطر وحليفتهم تركيا، سيشاركون ضد نظام الاسد،حينها ستحاول قطر اخذ زمام امور قيادة العالم العربي خصوصا بعد تحضير كبير من قبل قناة الجزيرة خلال عقدين من الزمن،مع حلفائها امريكا واسرائيل وتركيا،مع محاولة خليجية بضبط الداخل لديها خوفا من فوضى او انقلابات ،وعليه يجب اقناع شعوبها وتحضيرهم لاهمية انهاء الثقل الشيعي خوفا من هيمنتهم على الدول السنية...