Translation

Exchange Rates

June 14, 2022


American Dollar 3.446 0.17%
Euro 3.594 -0.13%
Jordanian Dinar 4.860 0.17%
British Pound 4.172 -0.51%
Swiss Franc 3.466 0.12%
100 Japanese Yen 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

"جملٌ اعتراضية".. رداً على موضوع عمل المرأة

editorial board, 15/9/2009

أسمع الكثير من الانتقادات لعمل المرأة والكثير من التمنيات لعودتها إلى محميتها ومملكتها الذهبية.. وأنا أحب أن أفترض أن هذا تحقق (وأؤكد لكم أن نسبةً كبيرةً من النساء بتن يتمنين تحقيق ذلك لأنهن يرزحن تحت أعباءٍ مضاعفة جداً ويحملن معاناة الرجل والمرأة معاً في مجتمعاتٍ فيها ما يقصم الظهور من الضغوط والأعباء وفي عصرٍ بلغ من السرعة والتزاحم ما يجعلك لا تستطيع فيه التقاط أنفاسك).. وبعد! أتساءل بشكٍ كبير: هل سيتكفل الرجال بالقيام بمسؤوليتهم كاملةً من حيث كفايتهن مادياً والحفاظ على كرامتهن؟ وهل يستطيع الرجل استرجاع صفات الرجولة الحقيقية من حيث تحليه بالنخوة والشهامة وزوده عن أسرته ووطنه وقيامه بكل الواجبات الأبوية التي نسيها بعد أن دخلت المرأة معترك العمل معه فألقاها على عاتقها؟ والالتزام بواجباته كمواطن يغار على وطنه؟ وبواجباته كرجلٍ حرٍ يطالب بحقوقه إذا هدرت؟ لقد سبق السيف العزل.. ما عاد منطقياً أن يفتح هذا الموضوع لأنه يلزمنا لتنفيذه قلب المجتمع رأساً على عقب بكل ما فيه من منظومات..

-وأذكّر بأنه في الإسلام قيماً رائعة داسها معظم المسلمين ولا نجد من يطالب بها ويشيد بأهميتها لأن الإسلام الحالي يقتصر على لباس المرأة وعورتها وموضوع الزنى والتأكيد على شرعية الزواج بأربع أذكر من تلك القيم: الصدق والتسامح والإحسان ونصرة الضعيف وإغاثة الملهوف ونصرة الحق والناس سواسية والأقربون أولى بالمعروف والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء.. وأوفوا الكيل والميزان.. و.. و..

  • أعرف نساءً كن ربات بيوتٍ برغبةٍ من أزواجهن فلم تكملن تعليمهن ولم تدخلن معترك العمل أبداً وهوب! يتعرضن لضربات القدر وهن مجرداتٍ من أي سلاح. واحدةً منهن مثلاً توفي زوجها وكان عامل بناءٍ (كسيب) لكنه يعمل بقوت يومه, مات تاركاً لها أربعة أطفالٍ تشردوا وديست كرامتهم مع أمهم التي مدت يدها للناس الذين يعطون بقدرٍ محدودٍ لا يكفي لأجرة البيت وفواتير المياه والكهرباء ناهيك عن كل متطلبات الحياة المعقدة في عصرنا هذا.. وأخرى تعرض زوجها لحادثٍ أليمٍ أصابه بشللٍ رباعيٍ مدى الحياة ولأن زواجهما لم يكن يتوافق مع رغبة أهله رغم أنها ابنة عمه فقد برروا لأنفسهم تخليهم عنه وعن أسرته وللمفارقة ذهب والديه إلى الحج في الوقت الذي كانت فيه زوجته تبحث عن عملٍ إضافيٍ يكفيها شر الحاجة وفواتير الأطباء إلى جانب عملها كمشرفة في روضة أطفال وكممرضة له وأم لابن عامين!! يجب أن نضمن أن يلتزم المسلمون بكل أخلاقيات الإسلام قبل أن نقرر إبقاء المرأة بالبيت وحجبها باسم الإسلام! واليوم يعمل الزوجان معاً وقد يكون في البيت ثلاث رواتب وليس لديهم إلا ولدين ومع ذلك يشدون الحزام من هول الغلاء والالتزامات.. - وأنا هنا أتحدث عن ضرورة عمل المرأة من الجانب الاقتصادي فقط لأن الحديث عن ضرورته فيه الكثير من الجوانب التي لا تقل أهميةً عنه- من غير الموضوعي أبداً أن يطرح هذا الموضوع كحل إذ لم تعد مقومات التزامها بالبيت موجودة, وعليه فلكل شيءٍ ثمنه, سيكون هناك تقصيرٌ حتماً بالنسبة لتربية الأولاد وللعلاقة الأسرية والتواصل الاجتماعي لكن الحل لا يكون بإقصاء نصف المجتمع بل بالعمل الجماعي المتعاون والمحب والمسؤول لإنقاذ أولادنا ذكوراً وإناثاً من شرور هذا العصر القاسي الذي صارت فيه الإنجازات العلمية الهائلة سلاحاً ذو حدين والحد الذي يؤذينا أمضى بكثيرٍ من الذي يفيدنا.. وصار من المهم جداً تربية أبنائنا على الحب: أن تحب لغيرك ما تحب لنفسك, أن تحب الجمال بكل مفرداته الطبيعة, الموسيقى, الكون, والناس بكل أطيافهم.. وعلى المواجهة: مواجهة الحقيقة بكل عيوبها, مواجهة الخوف, مواجهة الشر, مواجهة العدوان, مواجهة الذات ورغباتها وأخطائها.. وتربيتهم على الإحساس بالمسؤولية تجاه الأسرة والمجتمع والشجرة وطبقة الأوزون والتصحر المادي والمعنوي, وتجاه التاريخ الذي سيخطونه لأبنائهم.. طبعاً هذا الحل شاق ويأخذ وقتاً طويلاً لنحصد ثماره لكنه الحل الوحيد القادر على انتشالنا من الخراب الذي يطبق علينا من كل الجهات.. هذا الولد العاق وتلك الابنة الضالة من زرع أيدينا, نتاج المتناقضات في قيمنا ومفاهيمنا قديمها وجديدها.. ازرع الورد ستحصد ورداً وازرع الشوك لن تحصد إلا شوكاً..
  • أنا امرأةٌ عاملة وفخورةٌ بعملي لكنني مرهقةٌ جداً وقلقة وأفتقد الشعور بالأمان فهل بمقدور زوجي أو أخي أن يشيلا عني هذا الإرهاق وأن يمنحاني الشعور بالاطمئنان والأمان؟ هل يوجد إنسانٌ مسؤولٌ في هذا العصر يستطيع أن يدعي الراحة وعدم القلق؟ أبداً-
  • يقول جبران خليل جبران: أنا لا أسمع, وأنت لا ترى, وبنا شوقٌ ليكمل بعضنا الآخر, فهاك يدي وهات يدك- الجملة الاعتراضية الأخيرة:
  • ما وجه الشبه بين الرجل المأجور المجرد من الحرية وبين الراقصة المأجورة أو اللفاية المأجورة التي تنظف قذارات الآخرين؟


هيفاء الحاج حسين، ("جملٌ اعتراضية".. رداً على موضوع عمل المرأة)