Translation

Exchange Rates

June 14, 2022


American Dollar 3.446 0.17%
Euro 3.594 -0.13%
Jordanian Dinar 4.860 0.17%
British Pound 4.172 -0.51%
Swiss Franc 3.466 0.12%
100 Japanese Yen 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

قيادة المرأة للسيارة.. السينما.. المسرح.. وماذا بعد؟؟

editorial board, 27/6/2009

سليمان محمد السعدون الحكومات هي من يشكل وعي المجتمعات، من خلال امتلاكها - أي الحكومات - لوسائل وقدرات التأثير من إعلام، وسياسات تعليمية، وأنظمة، وقوانين تحكم سير المجتمع، فمن خلال تلك الوسائل يتم التأثير على الرأي الشعبي العام، وكذلك يتم صياغة وعي المجتمع، كان المجتمع فتياً كلما كان التأثير عليه أكثر فاعلية بأقل جهد ممكن، تماماً مثل الفرد، فالتأثير على الفرد في مرحلة الطفولة والمراهقة، أكثر فاعلية من التأثير عليه في مرحلة النضج، إن المراقب لخطوات الإصلاح التي تقوم بها الحكومة في سبيل رفع مستوى الوعي لدى المجتمع، وذلك بمحاولة تصحيح وضع التعليم، وتبني وتشجيع أسلوب الحوار بين مختلف الاتجاهات الفكرية، وزيادة مساحة الحرية للتعبير عن الرأي، ليجدأن المجتمع لم يتفاعل مع هذه الخطوات الجادة للإصلاح، بالدرجة المرجوة، وذلك من خلال الرفض الشعبي مثلاً لقيادة المرأة، ولدور السينما، أو المسرح كأنشطة ثقافية تعبر عن حال المجتمع، وتستثمر طاقاته الإبداعية في التعبير عن هموم الشارع، وعن التناقضات التي يعيشها المجتمع، أقول إن هذا الرفض، هو نتاج طبيعي لجهود مكثفة خلال عقود متتالية من الزمن متوجة بآخر عقدين من القرن العشرين، لتشكيل وعي المجتمع في قالب من الفكر «الصحوي» الذي يقاوم التغيير، ويعتبره شراً دخيلاً على المجتمع، ويرى أن كل جديد ما هو إلا شر محض، سواء كان هذا الجديد، فكراً، أو أداة، من أدوات الحضارة التي أفرزها التطور التقني الهائل، ولنا في رفض البرقية، والمذياع، والهاتف، ومن بعده التلفزيون، أمثلة، حاضرة للأذهان، هذا في ما يخص الأدوات، أما فيما يخص الفكر، فإن الذين كانوا يتبنون فكرة رفض تعليم البنات من آبائنا، مازالوا على قيد الحياة، أطال الله بقاءهم، مع العلم أن بناتهم يشغلن مناصب تعليمية في الوقت الراهن، إن هذا الفكر الذي قولب وعي المجتمع في هذا الإطار الضيق، وفي هذا المستوى من السطحية في التفاعل مع متغيرات الواقع، لا يمكن أن نتخلص من تأثيره بمجرد قرار يغير من الشكل الخارجي للمشكلة، ولا يعالج أساسها، إن تغيير وعي المجتمع يحتاج إلى خطط استراتيجية بعيدة المدى تعمل على مستوى الفكر وتستهدف الجيل الجديد حيث إن الجيل الحالي قد تشكل وعيه من خلال تلك المنظومة الفكرية التي كانت سائدة في العقود الماضية.

أرجو أن لا يُفهم مما سبق أني أقلل من شأن الخطوات الإصلاحية التي خطتها الحكومة في سبيل الإصلاح، بل على العكس، إنها خطوات ملحة وضرورية في الوقت الحاضر، ولكن يجب أن تتزامن مع فكر استراتيجي واضح المعالم، يستهدف الأجيال القادمة، لكي تؤتي هذه الخطوات التصحيحية أُكلها، ولكي يكون الجيل الجديد أكثر انفتاحاً وأقل تزمتاً تجاه المتغيرات التي لا بد من حدوثها لأنه وبكل بساطة هذه هي سنّة التطور البشري، فالمجتمعات البشرية تسير دوماً نحو الأمام، حتى وإن خاف بعض أفراده من المضي قدماً وحاول إيقاف عجلة الزمن، وحاول فرض رأيه ووصايته على المجتمع فإن حراك المجتمع ونزوعه نحو التقدم أقوى من تلك الأصوات المنادية إلى التراجع والتقهقر إلى الوراء، فلعل الأجيال القادمة يقولون إن أجدادنا - أي نحن - كانوا مختلفين في قيادة المرأة للسيارة، وفي مشروعية دور السينما، كما أن آباءنا كانوا مختلفين في شأن تعليم المرأة.