Translation

Exchange Rates

June 14, 2022


American Dollar 3.446 0.17%
Euro 3.594 -0.13%
Jordanian Dinar 4.860 0.17%
British Pound 4.172 -0.51%
Swiss Franc 3.466 0.12%
100 Japanese Yen 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

ثقافة تقبل الآخر

editorial board, 16/8/2010

متى تصبح ثقافة تقبل الآخر عنوانا كبيرا واضحا ليس فى مجتمعاتنا العربية فقط بل عنوان كبير للعالم أجمع؟ متى نتقبل الآخر مهما كانت ثقافتة او خلفيته أو لونه او دينه أو عرقة أو أفكاره وقناعاته الشخصية؟ ومتى يصبح التفاهم فى الحوار هو الأساس بعيدا عن التعصب لأي رأي أو فكر معين؟ سأتحدث عن ثقافة تقبل الآخر فى مجتمعاتنا العربية. دائما نقول ونصيح، وأحيانا كثيرة نصرخ من عدم تقبل الغرب لنا، وعدم تبني الغرب ثقافة تقبل الآخر فى التعامل مع الدول العربية والاسلامية. بل أنه يحاول دائما فرض ثقافته وآراءه على المجتمعات العربية وطمس الهوية العربية. لكن هل نحن العرب نتبنى تلك الثقافة؟ لا أعتقد ذلك! ففى كل دولة عربية تجد ثقافة عدم تقبل الآخر واحترامه طاغية على المجتمع! فتجد أعراقا أخرى مهضوم حقها! تجد أديانا اخرى لا تستطيع التعبير عن نفسها! تجد طبقات اجتماعية مهمشة من قبل طبقات اجتماعية أخرى ! حتى بين أبناء الطبقة او الدين او الفكر الواحد تجد تلك الثقافة غائبة! بل تجد ثقافة التعصب وقهر الآخر ومحاولة طمس هويته وجعله منتمي للفكر الذي ينتمي له الاقوى، هى السائدة. تجد أن كل فئة من فئات المجتمع منغلقة على نفسها تندب حظها من عدم تقبل الآخر لها من باقى فئات المجتمع، فى حين هي نفسها تحاول فرض معتقداتها وأفكارها على الفئات الاضعف منها فى المجتمع. يجب علينا قبل أن نطلب من الآخرين أن يتبنوا ثقافة تقبل الآخر ويتقبلونا كما نحن أن نتعلم تلك الثقافة وأن نزرعها فى الأجيال الجديدة حتى تصبح حقيقة راسخة فى المجتمعات العربية. أن نعيش فى ظل دولة مدنية يتساوى فيها جميع الأفراد فى الحقوق والواجبات بغض النظر عن أي شئ.. أن لا يحاول كل طرف أو صاحب وجه نظر أن يثبت للآخر أنه صاحب الرأي الصواب وأنه يجب أن يقتنع برأيه.. أن لا يفرض كل صاحب قوة اراءه ومعتقداته على الأضعف فى المجتمع.. أتمنى أن يأتي اليوم الذى نعيش فيه في مجتمع مدني يقوم على التفاهم والإحترام المتبادل والتعامل مع الآخر بنظرة عقلانية بعيدة عن التعصب والإنحياز والتمييز. وأن نتمتع بثقافة تقبل الآخر كما نطلب أن يتحلى بها الغرب فى تعامله معنا كشعوب عربية.


ايمان عمر الخطيب، (ثقافة تقبل الآخر) خاص: مرصد نساء سورية