Translation

Exchange Rates

June 14, 2022


American Dollar 3.446 0.17%
Euro 3.594 -0.13%
Jordanian Dinar 4.860 0.17%
British Pound 4.172 -0.51%
Swiss Franc 3.466 0.12%
100 Japanese Yen 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

حقيقة الحجاب- ابراهيم خطيب

editorial board, 15/4/2009

لا يزال الحجاب يثير جدلاً, في البلاد العربية و الإسلامية بين رافض له كعلامة على اهانة المرأة وإخضاعها واستنقاصها, وبين مؤيد له كلباس شرعي إسلامي. قبل أن نبدأ في الكشف عن تاريخ الحجاب عبر العصور عند شعوب الشرق القديم, مهم أن نؤكد إن استعمال كلمة حجاب بالمفهوم الدارج خطأ. فكلمة حجاب تعني الساتر, أما الغطاء الذي يوضع على الرأس فهو الخمار.

إن دراسة الأديان عند شعوب شرق القديم وتحديداً في بلاد الرافدين ومصر القديمة. يتيح لنا معرفة التطور الثقافي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي السائد آنذاك.

في مجتمع العصر الباليوليتي وبداية العصر النيوليتي كانت المرأة هي المسيطرة وكانت الآلهة مؤنثة الأم الكبرى والمجتمع كان يعرف بالمجتمع الامومي.

لكن منذ خروج الإنسان من كهوفه وبدأ ببناء القرى المستقرة الأولى وتعلم زراعة الحبوب وتدجين (تربية) بعض المواشي وظهور المدينة في طورها الأول بدأ الرجل يسود وبدأت ملامح النموذج البطريركي تتشكل بسرعة, وسيطرة الرجل في المجتمع.

إن انتصار الإله مردوخ ذكر على الآلهة تيامت أنثى يشطرها إلى نصفين مدشناً عالم جديد يدل على الانقلاب الذكوري المتمثل في الإله مردوخ. وبذلك أصبحت المرأة خاضعة للرجل القوي.

إن تغطية النساء الحرائر لشعورهن هو تأكيداً لخضوع المرأة للرجل القوي.

ومثال ذلك فان المشرع الأشوري وضع قانون الحجاب: "إذ لا يجوز للمرأة الحرة الخروج للشارع حاسرة الرأس, حتى السرية التي تخرج مع سيدتها عليها أن تتحجب وكذلك البغي المقدسة التي تزوجها رجل, ولكن التي لم تتزوج فعليها ألا تتحجب, والزانية لا تتحجب. وعلى كل من يرى زانية محجبة أن يلقي القبض عليها, ويجلبها للقصر, وعليه أن يأخذ ملابسها دون حليها. ويجب ضربها خمسين ضربة بالعصا".

أما عند المصريين فكان رجال ونساء الفراعنة يحلقون شعورهم بالكامل دلالة على الخضوع للإلهة وإظهارا لضعفهم أمام الإله. وكان الرجال يضعون على رؤوسهم أغطية من القماش تقيهم وهج الشمس وتحميهم من حرارتها, بينما النساء يضعن غطاء مصنوعاً من الشعر المستعار.

عند اليونان فرض الحجاب على النساء اللاتي يذهبن لأداء الصلاة. لان الشعر اكبر المغريات ويخشى أن يفتتن به الرجال واللالهة أنفسهم أثناء أداء الصلاة. وهكذا ظهرت فكرة الحريم وحجب الزوجة عن العيون لأنها ملكية خاصة للزوج فلا تسوى بالملكية العامة الجواري والغواني والبغايا, لذلك أوجبوا عليها إذا اضطرت المشي في الشارع أن تكون محجبة ومنقبة كعلامة على المرأة الحرة المتزوجة ملكية الرجل الخاصة.

يقول عالم الانتروبولوجيا الأمريكي لويس مورغان أن سبب الحجب يعود إلى أسباب اقتصادية صرف بدأت مع شيوع الملكية الخاصة وعندها فكر الرجل في أهمية عفة المرأة أو الزوجة ليضمن نقاوة سلالته من الأبناء ولن يصل إلى هدفه إلا يحجب الوعاء الذي يلد النسل وهي الزوجة وعندها فقط يتأكد أن الأبناء من صلبه فيطمئن على من يرث ثروته من بعده.

عند اليهود:نفرا في الإصحاح الرابع والعشرين من سفر التكوين "ورفعت رفقة كذلك عينيها ورأت إسحاق فترجلت عن الجمل وسالت العبد من هذا الرجل الماشي في الحقل للقائنا؟ فقال العبد هو سيدي فتناولت الحجاب وتغطت"

وجاء في نشيد الإنشاء الإصحاح الأول "قل لي يا من تحبه نفسي أين ترعى قطعانك وأين تربض بها عند الظهيرة؟ فلماذا أكون كإمرة مقنعة أتجول بجوار قطعان أصحابك".

إن الشريعة اليهودية فرضت قديماً على الزوجة أن تغطي رأسها وتستر كامل جسدها والأفضل أن لا تخرج من البيت. وكذلك استحدثوا الحجاب الساتر في المعابد للفصل بين الرجال والنساء, وكذلك حرموا عليهن مصافحة الرجال.

الحجاب في المسيحية:منع المسيحيون قديماً المرأة من أن تخرج حاسرة الرأس ودون نقاب وإذا خالفت القانون وذهبت إلى الكنيسة عارية الرأس تعاقب بقص شعرها. حسبما جاء في رسالة القديس بولس إلى أهل كورنتوس وهو يرى النقاب شرف للمرأة, وبهذا يكون بولس الرسول قد تأثر بعادات مجتمعه الروماني من انه يمكن للرجل أن يصلي دون أن يغطي شعر رأسه لكنه ظل متمسكاً بالعادة اليهودية أي على المرأة أن تضع الخمار عند الصلاة.

أما الأب كلمنت السكندري فهو يدعو المرأة إلى تغطية كامل جسدها كلما خرجت من البيت وإذا وضعت الخمار على وجهها حمت الرجل من أن يقع في الخطيئة. ولاكتساب شرعية للخمار يرى هذا الأب أن الخمار مشيئة الكلمة الربانية التي تأمر المرأة أن تصلي وهي محجبة.

إما الأب ترتوليا من أشهر الآباء المسيحيين في زمنه فاوجب على المرأة أن تضع خماراً وتستر وجهها بنقاب وان تخفي مفاتنها ولا تعتني بجمالها الطبيعي وزيادة في التشدد منعت المسيحية على المرأة أن تزين الحجاب أو تزركشه.

الحجاب في الاسلامفي ألبدايه يجب ألتأكيدعلى أن ألاسلام قد جاء بثوره أجتماعيه على بعض عادات وتقاليد المجتمع المكي / القرشي, ومنح المرأه حقوق لم تكن تتمتع بها قبل الاسلام . فالمراه المسلمه شاركت في جميع مجالات الحياه العامه. في ميادين القتال (الجهاد) , في نظم الشعر والفقه ، مجالسه الرجال وفي مواجهه الحكام .

أن ادعاء الحركات الاصوليه والاسلام السياسي حول مشاركه المرأه الى جانب الرجل بأنه دوراَ محدودا ليس له اساس من الصحه ، بل محاوله لطمس دور المراه . هناك العديد من الحوادث والامثله التي تفند ادعاء الاسلام السياسي ، مثال على ذلك .

فعائشه كانت فقيهه محدثه وتنظم الشعر .

وأم الدراء هجينة بنت يحيى الوصابية كانت عالمة فقيهة يجلس إليها الرجال فيقرؤون عليها وكان عبد الملك بين مروان يستمع إليها.

أما في ميادين الجهاد فأم عمارة نسيبة المازنية تقول (لقد رأيتني وقد انكشف الناس عن رسول الله وما بقي إلا نقر يتمون عشرة وأنا وأبنائي وزوجي بين يديه نذب عنه والناس يمرون به منهزمين ورآني لا ترس معي فرأى رجلاً موليا معه ترس فقال لصاحب الترس. القي ترسك لمن يقاتل, فألقى ترسه فأخذته فجعلت اتترس به عن الرسول فاقبل رجل على فرس فضربني فتترست له فلم يصنع سيفه شيئا فولى فاضرب عرقوب فرسه فوقع على ظهره فجعل النبي يصيح : يا أم عمارة أمامك قالت: فعاونني عليه حتى أوردته شعوب النية.

وصفية بنت عبد المطلب عمة الرسول في يوم الخندق قالت "أنا أول امرأة قتلت رجلا".

وأما أسماء بنت أبي بكر تصدت بشجاعة وجرأة للحجاج عندما قتل ولدها عبد الله بن الزبير.

فقالت له كذبت فلقد اخبرنا الرسول انه سيخرج من ثقيف كذابان, الآخر منهم شر من الأول وهو مبير. أما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فلا أخالك إياه.

فقد كان حسان بن ثابت معنا فمر بنا يهودي يطوف بالحصن فقلت لحسان: مثل هذا لا امنة على أن يدل على عوراتنا فقم قاتله قال: يغفر الله لك لقد عرفت ما أنا بصاحب هذا. فاحتجزت وشدت وسطها وأخذت عمودا ونزلت فضربته حتى قتلته.

وأما أسماء بنت أبي بكر تصدت بشجاعه وجرأه للحجاج عندما قتل ولدها عبد الله بن الزبير . فقالت له كذبت فلقد اخبرنا الرسول أنه سيخرج من ثقيف كذابان ، الاخر منهم شر من الاول وهو مبير . اما الكذاب فقد رأيناه وأما المبير فلا أخالك الا اياه.

أن التيار الاصولي يدعي بأن الحجاب فرض ديني على كل امرأة مسلمة ويعللون ذلك اعتماداً على أية الحجاب سورة الأحزاب 53 " وإذا سألتموهن (أي نساء الرسول) متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك اطهر لقلوبكم وقلوبهن".

فكلمة حجاب (في لسن العرب) تعني الستر.

والمرأة المحجوبة هي المرأة المستورة بستر. وتسمية هذا الغطاء باسم الحجاب هي تسمية خاطئة. لذلك ليس للآية أي علاقة بوضع غطاء على رأس النساء.

إن الحركات الأصولية والإسلام السياسي في البلاد الإسلامية عامة وفي البلاد العربية خاصة يقولون أنها أي الآية حتى لو كانت خاصة بزوجات النبي فان حكمها يمتد ليشمل كل المؤمنات المسلمات باعتبار أنهن (أي نساء الرسول) قدوة حسنة للمسلمات. أن هذا الادعاء ليس له أي أساس لأنه لم ترد في القران أية تفيد أو تشير أن نساء النبي أسوة للمؤمنات المسلمات كما هو الحال بالنسبة للرسول "لقد كان لكم في رسول الله أسوه حسنة".

فأسوة النبي للمؤمنين هي حكم شرعي بداعي النبوة الذي يجعل منه مثلاً للناس يتبعونه, لكن زوجات النبي بعيدات عن الرسالة وهن لسن بأنبياء.

أن الأحكام لزوجات النبي تكون لهن خاصة, وليست لباقي المؤمنات وهذا ما ورد في القران.

"يا نساء النبي لستن كأحد من النساء".

وكذلك:

"يا نساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين"

وكذلك يمتنع عليهن الزواج بعد وفاة الرسول "يا أيها الذين امنوا... وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا".

فإذا كن نساء الرسول أسوة حسنة لباقي المسلمات كما يدعي البعض في قضية الحجاب, من المفروض والمسلّم به، أن يكونوا أسوة للمرأة المسلمة الأرملة إذ لا يحق لها الزواج.

جاء الإسلام وعادة الخمار منتشرة في الجزيرة العربية حيث كانت المرأة في مكة تضع الخمار وتسدله وراء ظهرها وترتدي الجلباب.

ومن عادة نساء مكة إذا خرجن ليلاً إلى الغيطان لقضاء الحاجة يلقين جلابيبهن وراءهن, فيتعرض الشباب لمن لا تكون مسترة ظناً أنها أمَه, لأن الأمة هي التي تعتمد إظهار محاسنها، وهي التي تبذل عرضها. وتعرضت نساء النبي للإيذاء، فأمر الرسول نساءه وبناته ونساء المؤمنين أن يدنين عليهن جلابيبهن فيسترن بها رؤوسهن وصدورهن لكي يعرّفن أنهن حرائر ومؤمنات فلا يؤذين.

"يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين".

لا تحدد الآية زياً خاصاً تلتزم به كل النساء المسلمات في العالم. لبس الجلابيب لم يكن الهدف في حد ذاته, وإنما ما يرمي إليه من تحصين الحرائر حتى لا يؤذين, فهو علامة تمييز بين الحرائر والجواري حسب النظام الاجتماعي القائم.

خلاصةالحجاب هو دعوة سياسية وشعار سياسي فرضته جماعات الإسلام السياسي. أصلا لتمييز بعض السيدات والفتيات المنضويات تحت لوائهم من غيرهن من المسلمات, ثم تمسكت هذه الجماعات به كشعار لها, وأفرغت عليه صبغة دينية, كما تفعل بالنسبة للبس الرجال للجلباب أو الزى الهندي والباكستاني زعماً بأنه زي إسلامي.

أن الحجاب الوارد في الآية المذكورة ليس الخمار الذي يوضع على الشعر او الوجهة لكنه يعني الساتر الذي يمنع الرؤية تماماً.

إن تسمية الغطاء الذي يوضع على رأس النساء باسم الحجاب خطأ. فالحجاب هو الساتر تماماً ومعنى ذلك حجز المرأة في البيت ومنعها من رؤية الرجال أو رؤية الرجال لها, فلا يخرجن ولا يعملن ويشاركن في الحياة العامة إطلاقا. فان خرجن من البيت لضرورة قصوى ففي قناع من الرأس حتى القدم.

إن اللباس الذي تفرضه الحركات الأصولية وتضع له مواصفات حسب هواها لتحجب المرأة جسداً وروحاً لا أصول له في الإسلام وتعود أصوله إلى الثقافات القديمة.

دير الاسد