Translation

Exchange Rates

June 14, 2022


American Dollar 3.446 0.17%
Euro 3.594 -0.13%
Jordanian Dinar 4.860 0.17%
British Pound 4.172 -0.51%
Swiss Franc 3.466 0.12%
100 Japanese Yen 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

هل هناك سمات للتحضر البشرى ؟؟؟

editorial board, 9/4/2011

من إحدى أكبر وأبرز سمات التحضر البشري اليوم، التي تفتخر بها الإنسانية، هي: التعايش، وحرية التفكير والتعبير لدى الفرد، بغض النظر عن دينه، أو انتمائه الفكري، أو العقدي، أو القومي، سمات تعد اليوم من أبسط حقوق الإنسان، هذا، فمعرفة وتقييم الدول والبلدان رهن بمدى تحققها لهذا المبدأ السماوي والإنساني، وهذا المبدأ مسطور في ميثاق الأمم المتحدة لحقوق الإنسان.. ومن العجب أن لا نتعظ بكل مايحدث حولنا فماذا كانت النتيجة غير تدمير البلاد والعباد. وكلنا قد سمع وذاق وحصد نتيجة إفرازات كلمة التكفير ورمي الآخرين بالكفر، والخروج عن الملة، كلنا رأينا بأم أعيننا ما حصل في بلدنا جراء شيوع كلمات كانت تخرج من أفواه بعض الناس دون مبالاة أو عدم تصور ما سيؤول إليه الأمر فيما بعد، على أقل تقدير، فكانت النتيجة: القتل، والهتك، وصرف الملايين من الأموال، كميزانية للمستشفيات، ورجال الأمن والعسكر، وهروب السياح، وتعطيل مرافق الحياة، وشل الحياة الاجتماعية، لكثرة الأرامل والأيتام. لم يكن من السهل العمل على حد هذه المذابح، نعت الآخر بالخيانة، والتخوين، فكلتا الكلمتين فيهما استباحة الدم، وهتك الأعراض، واستباحة الحرمات. والسؤال المطروح هنا، ترى: متى نصل إلى مرحلة ننظر فيها إلى الآخر كإنسان له حق التفكير، وإبداء الرأي..؟! متى نستغني عن العقلية البلشفية الثورية، التي لا تبقي ولا تذر..؟! متى نؤمن بالتعايش السلمي معاً..؟! متى نترك العقلية المريبة إزاء المقابل، والنظر إلى جميع الناس كمتهمين..؟! متى نستغني عن النظرية التآمرية..؟! متى نعزم الأمر، ونعترف بالأخطاء..؟! متى نخرج من قيود الماضي، ونستعد لبناء المستقبل سوية..؟! متى نفارق لغة القتل والتهديد..؟! متى نقر بأن هناك غيرنا لهم حق العيش والحياة..؟!! يقول علماء النفس ان الفرد الصحيح نفسيا هو الشخص الذي يعي دوافع سلوكه،مؤثرا في البيئة من حوله بفاعلية متجددة،فالفرد السليم نفسيا هو الذي يمكنه الاستجابة بطريقة تكيفية حينما تواجهه مواقف حياتية تستدعي ذلك. فالفرد الخالي من المرض النفسي هو الفرد الذي لا تصدر عنه استجابات متنوعة تميل الى العصابية او الذهانية او الانحرافات السلوكية في الشخصية ومنها التطرف في الدين او المذهب او في السياسة او المعتقد او التطرف في الاتجاهات الاجتماعية مثل القبلية والتعصب لها ، والمتصلب يبتعد كل البعد عن تلك ولا يقف تأثير التصلب عند حدود الفشل في العلاقات الاجتماعية بل يترتب عليه ايضا الكثير من القلق والاضطراب النفسي، فهو يقترب من الانحراف نحو المرض العصابي او الذهاني ويبتعد عن السوية،ويقول علماء النفس نحن من خلال خبراتنا في الطفولة نتعلم طرقا ونكتسب عادات لمواجهة وحل المواقف بطرق ثابتة نوعا ما،وهذه الطرق تستمر طوال سنوات الحياة التالية،كما اننا نكوّن ايضا صوراً او توقعات معينة سواء بالنسبة لانفسنا او بالنسبة للاخرين،وهذه الصور والتوقعات تستمر كذلك في سنوات الحياة التالية وكثيرا ما نشعر بان هذه النماذج السلوكية والتوقعات غير ملائمة ولكننا نجد انفسنا غير قادرين على التخلي عنها،ونشعر بان ظروف الواقع ومتطلباته تتطلب سلوكا مختلفا ولكننا نبدو غير قادرين على التعامل بطريقة معينة فيسبب لنا الضيق والحصر والقلق،واذا كان الفشل في المواقف الاجتماعية يؤدي الى القلق،فأن القلق بدوره يؤدي الى تدهور الاتزان والتعامل السوي وبذلك يفقد الانسان المرونة ويميل الى التصلب كرد فعل ،وهو مظهر من مظاهر الاضطراب النفسي. ان التصلب يقف عقبة كأدء في وجه كل التوافقات الداخلية الفردية او الخارجية مع الاخرين ويكون ذلك بداية الجنوح نحو الانحراف في الشخصية او سوء التوافق او ربما اصعب من ذلك الى العصاب او الذهان ونرى ان التصلب ينعكس في كثير من مظاهر الحياة الاجتماعية خصوصاً،ففي كل مكان وزمان،وفي زمننا الحاضر خصوصا نجد من الناس المتعصبين المتمسكين بآراءهم تمسكاً شديداً،يدافعون عنها دفاعا مستميتا ويكنون العداء لكل انسان يختلف معهم،او لا يشاركهم الايمان بها او يرفضونها باعتبارها اراء متطرفة تدعو الى العنف والقتل والغاء الآخر. يربط علماء النفس بين التصلب والعدوان والنزعة التسلطية وعدم التسامح من جهة وبين المحبة والفهم وتقبل الذات والآخر من جهة اخرى،حيث ان السمات الاولى هي سمات التوحش والافتراس في السلوك الانساني،بينما السمات الثانية هي سمات التحضر والمدنية،والصراع مازال مستمرا. ولا نغالي اذا قلنا ان التصلب هو مفتاح مهم لفهم الشخصية وتفسير التوافق النفسي والاجتماعي وقبول الآخر وفهم كثير من الظواهر النفسية المرتبطة بها،حتى عَد علماء النفس ان درجة تصلب الفرد هي حقيقة علمية،لذا فأن تعلم المرونة عبر مسيرة الحياة يجعل من الحياة اكثر قدرة على التطور واقل منها في الاتجاه نحو التصلب ،اي الاقتراب الى المرونة مع النفس في التعامل ومع الاخرين(زوجة او ابناء او افراد في المجتمع)،والتصلب في النتيجة صفة عامة للاستجابة التي تعم كل مظاهر سلوك الفرد في كل المواقف الفردية والاجتماعية. وعملية “التنشئة الاجتماعية في أبسط تعاريفها، تشير إلى العملية التي “تجعل الطفل قادرا على أداء الأدوار التي تميز حياة الراشد، وهي أساليب السلوك المتوقع في مواقف متكررة في الحياة العائلية وفي الحياة المهنية وفي حياة المجتمع المحلي وفي حياة الهيئات والروابط”. هذه العملية تتم من خلال “إكساب الفرد، سواء كان طفلا أو مراهقا أو راشدا سلوكا ومعايير واتجاهات مناسبة لأدوار اجتماعية معينة تمكنه من مسايرة جماعته والتوافق معها، فهي التي تكسبه الطابع الاجتماعي وتيسر له الاندماج الاجتماعي”. ،،، وهكذا فإن عملية التنشئة الاجتماعية عموما هي عملية:- - تشكل السلوك الاجتماعي للفرد. - استخدام ثقافة المجتمع في بناء شخصية الفرد. - تحويل الكائن البيولوجي إلى كائن اجتماعي. - فالتنشئة الاجتماعية إذا ي تشكيل السلوك الاجتماعي عند الفرد (سواء أكان سلوكا أخلاقيا أو سياسيا، أم ثقافيا). وإذا كان هذا التعريف يشير إلى الجانب الأحادي في تناول عملية التشئة الاجتماعية، حيث يختزلها بـ “العمليات التي تساهم في التنشئة الاجتماعية للصغار بإكسابهم الطباع ومظاهر السلوك السائدة في مجتمعهم”، أي يختزلها بعملية تأثير المجتمع بالفرد، ورسم شخصيته، وتحديد سلوكه المتوافق والمنسجم نفسيا واجتماعيا مع جماعته، دون أن يكون للفرد لاحقا دور محدد تجاه المجتمع، فإن هناك اتجاها نظريا آخر يركز على ثنائية عملية التنشئة الاجتماعية بعدها عملية تجادل ثنائية الجانب ما بين المجتمع والفرد. فهي بجانبها الأول، عملية بناء شخصية الفرد من خلال المؤسسات الاجتماعية المختلفة: الأسرة، المدرسة، العمل، المنظمة.. إلخ، وتأهليه اجتماعيا ونفسيا لكي يكون عضوا فاعلا في المجتمع عبر إكسابه التجربة الاجتماعية، من جهة، وفي جانبها الثاني، مساهمة الفرد لاحقا بعد أن يكون قد تأهل اجتماعيا ونفسيا لأداء دوره، عبر نشاطه المنظم اجتماعيا، في عملية تجديد الصلات الاجتماعية والمنظومات الثقافية للمجتمع، أي محاولة الفرد التأثير بالمجتمع عبر تفكيره الإبداعي، وهو نشاط شديد الفعالية، من جهة ثانية. هذان الاتجاهان النظريان برؤية عملية التنشئة الاجتماعية يفسران عادة باختلاف النظرية الاجتماعية. ولكن، إلى جانب اختلاف النظرية الاجتماعية، فإن طبيعة نمط الحياة السائد في مجتمع من المجتمعات، ببنيته، بتحيزاتها الثقافية والفكرية، وما تحدده من أنماط للعلاقات الاجتماعية تتوافق وتنسجم معها، هو الذي يحدد طبيعة عملية التنشئة الاجتماعية لكونها الأداة الاندماجية لهذا النمط أو ذاك، أحادية كانت أم ثنائية، من خلال ما يحدد من أدوار اجتماعية وثقافية للأفراد ضمن هذا النمط أو ذاك. وبمعنى آخر، فإن عملية التنشئة الاجتماعية أحادية كانت أم ثنائية الجانب تتناسب مع حدود الفعالية التي يتيحها المجتمع لأفراده، وبالتالي، طبيعة العلاقة القائمة ما بين المجتمع والفرد، ضمن هذا النمط أو ذاك