Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

حول تقرير التنمية البشرية العربي الخامس

هيئة التحرير, 13/1/2010

في ضوء تقرير التنمية البشرية العربي الخامس والذي لم يختلف عن سابقاته ما ذا يجب أن يكون السؤال؟ ألا يجب أن يكون: ما الذي يمكن عمله فورا؟ أما الجواب فيجب أن يكون نقاط عملية واضحة وبسيطة قابلة للتطبيق والأهم قابلة للفهم، فمعظم ما يطرح من الحلول حتى الآن ليس فقط يصعب تطبيقه بل لا يمكن حتى فهمه. من هنا أنا أعتقد أن أي تغيير واسع ومؤثر للأوضاع العربية هو تغيير يحتاج إلى زمن طويل. ليس فقط لأننا قضينا أكثر من قرن كامل لم نحقق شيئا هذا إذا لم نكن قد حققنا الكثير من التخلف الإضافي، بل لأن التغيير بطبيعته كما سنرى يحتاج إلى وقت طويل بل طويل جدا. وهذا الوقت بتقديري غير متوفر. نحن يجب أن نبدأ اليوم قبل الغد بعمل شيء ذو تأثير محسوس على حياتنا بحيث يجعلها أفضل ولو قليلا وذلك لأننا فعلا نحتاج ذلك من جهة، ولأننا من جهة ثانية ما لم نبدأ الآن فعلى الأرجح أننا لن نبدأ أبدا بسبب أنه كلما ازداد تراكم المشاكل فوقنا كلما كان عمل أي شيء أصعب. الوضع يمكن تشبيهه بمرض السرطان الذي كلما استفحل كلما استعصى. الوضع الذي نمر فيه ليس غريب فقد مرت وتمر به أمم مختلفة وأوهام الخلاص الديني مثلها مثل أوهام الخلاص القومي واليساري لم ولن تحقق شيئا. لذلك فأنا لا أرى شيء يمكن عمله فعليا وليس مجرد الحديث عنه لعقود وعقود كما فعلنا حتى الآن، سوى أن نبدأ بالمقاومة السلبية وهي أن نحاول أن ننقذ أنفسنا بأن لا نفعل ما دمنا عاجزين عن إنقاذها بأن نفعل وبالتالي أعتقد أن البداية يجب أن تكون تخفيف أعباء الإنسان العادي للحد الأقصى الممكن للحد الذي يصبح معه قادرا على التغيير. أعتقد أن مجرد التفكير بالتغيير هو أمر غير ممكن في حال ظل الناس يركضون مذعورين أمام أعباء الحياة. عمليا يجب أن نبدأ بخطوات عملية محددة مثلا: 1- عدم إنجاب مزيد من الأطفال أو حتى عدم الزواج فمن الوهم الظن أن الزواج شرط للحياة. 2- يرتبط بالفقرة السابقة فك الارتباط بين الزواج والحب. 3- تقليل الإنفاق الاستهلاكي إلى الحد الأدنى الممكن فحتى الناس محدودي الدخل في مجتمعاتنا الفقيرة والمحرومين من الكثير من الضروريات، ينفقون الكثير من المال على أشياء عديمة النفع لهم تقريبا وليست أبدا ضرورية. المرأة والرجل غير المقيدين بأطفال يمكنهما بشكل أكبر بكثير من غيرهما التحرر من ترف الحياة ومقاومة الظلم والتهميش. يمكنهما أن يعرفا معنى الكرامة والحرية ويذوقا ولو شيئا من طعم الحياة الفعلي الصافي غير المكدر . والأهم أنهما يتمكنان من ذلك بكلفة قليلة نسبيا. ثم بعد ذلك هما يمكنهما أن يبدأا طريقهما نحو البناء الايجابي. بعد فترة من المقاومة السلبية وعندما يصبح المجتمع مكون من تركيبة مختلفة عن تركيبته الحالية يصبح من الممكن البدء من جديد بالمقاومة الايجابية. في الوقت الراهن في مجتمع نسبة العاطلين عن العمل فيه حوالي 15% ونسبة الأميين حوالي الثلث والباقي يركضون ليلا نهارا مذعورين من أجل تأمين شيئا من الخبز لسد أفواه أطفالهم، من الخطأ التفكير بأن الجمهور قادر على أن يفعل شيئا. كما أن التفكير بأن السلطة يمكن أن تفعل شيئا هي غير مضطرة لفعله بمعنى أن تتنازل عن بعض ألوهيتها دون أن يضطرها ضغط الناس إلى ذلك؛ هو تفكير مخالف لقوانين ونواميس البشر فلا أحد يتخلى عن مكاسبه مختارا. أما الناس فكما أسلفت مستنفذين للحد الذي من المؤكد أنهم لن يستطيعوا فعل شيء. في مثل هذا الحال كل ما يفعله المثقفون هو الآخر لن يزيد عن كونه تبادل للأفكار بينهم في دائرة ضيقة عديمة التأثير على الجمهور العريض الذي ليس فقط ليس لديه الوقت لمثل هذه الأشياء، ولا أيضا جزء كبير منه لا يمكنه حتى أن يفهم مثل تلك الأشياء. بل هو لا يثق أصلا بمثل هذه الأشياء فقد سبق وأصيب في الصميم من قبل ساسته والأهم مثقفيه ثلاث مرات في حوالي نصف قرن: مع دعاة الاستقلال والقومية ثم مع دعاة الوحدة والاشتراكية وأخيرا مع دعاة الإسلام. لا يمكن لوم الناس على عدم ثقتهم بالمثقفين. يا عرب اتقوا الله، المثقفين الذين يبذلون كل جهدهم اليوم للوقوف في وجه التيار الديني وهم يشعرون بغاية الإحباط متهمين التيار الأصولي الديني بالمسئولية عن وضع الأمة، ألم يكن أسلافهم من اشتراكيين وقوميين وليبراليين في السلطة أو على الأقل في مواقع التأثير السياسي والاجتماعي والثقافي في الخمسينيات والستينيات وحتى أواخر السبعينيات تقريبا، فماذا فعلوا؟ وماذا عن السلطة التي تقلبت بين ليبرالية في بداية عهد الاستقلال إلى قومية اشتراكية بعد ذلك ثم إسلامية أصولية أو معتدلة (كالسودان)؟ هي الأخرى لم تفعل شيئا. السبب ليس لغز، هناك مشكلة مزمنة في بنية الفكر العربي تعود لنحو ألفية من السنين وهذا وضع مألوف تاريخيا فالقوة الكبيرة لأمة ما، في مرحلة من تاريخها تنقلب إلى بلاء على مستقبل تلك الأمة لاحقا. لقد عاش البيزنطيون نحو عشرة قرون يجترون عظمة أسلافهم الرومان حتى انقرضوا واختفوا من العالم. وهذا ما يفعله العرب. لهذا السبب بالذات ولعلمي بالصعوبة الفائقة لتغيير الطريقة التي اعتادها العرب، طريقة العيش على اجترار الأمجاد أدعو إلى حل وسط. مع اجترار الأمجاد من غير الممكن عمل شيء ولكن أليس من الممكن عدم عمل شيء؟ أي المقاومة السلبية بأن لا نفعل، لا ننجب مزيدا من الأطفال للشقاء. أن نأخذ فترة للتفكير، لمراجعة النفس، للتأمل، للراحة العقائدية ؟ في المراحل الثلاث التي أشرت إليها آنفا انقسم المثقفين العرب إلى قسمين: قسم امتدح ما كان يجري، هذا الذي كان يجري والذي لم يؤدي إلا إلى مزيد من تدهور وضع الإنسان العادي. والقسم الثاني انتقد ما كان يجري ولكن بنفس طريقة القسم الأول. بغوغائية وشعارات وتطرف للحد الذي استحال معه عمل أي شيء. المعارضة العربية أقصد مثقفيها مسئولين عن الوضع الحالي مثل مثقفي السلطة لأن الطرفين أجمعا على سد الطرق أمام أي حل وسط ونحن نعرف أنه في كل العالم لم تولد الأنظمة كاملة كما هي الآن، فالولايات المتحدة التي تعتبر نفسها ويعتبرها الكثيرون أفضل ديمقراطية في العالم كانت تبيح الرقيق وتمنع النساء وغير البيض من التصويت لوقت طويل. دعنا من الولايات المتحدة ولننظر إلى الصين حاليا، هي تتقدم بسرعة كبيرة وكذلك حقوق المواطن فيها تتقدم بسرعة ولكن مازال هناك بون شاسع بين الحقوق المادية والمعنوية للمواطن الصيني المتوفرة حاليا والهدف الذي تسعى إليه والذي لا بد إن يكون نفس مستوى معيشة وحقوق المواطن في الدول المتقدمة. لكن هذا لم يمنع الصينيين من التقدم فهم لم يقفوا منتظرين أن تتحول الصين إلى سويد بين أمسية رأس السنة وصبيحة اليوم التالي الذي يشكل بداية العام الجديد. بمثالية صبيانية كان مثقفو السلطة والمعارضة عندنا متفقين على أن يكون شعارهم الموحد هو عجز بيت الشعر الشهير: لنا الصدر دون العالمين أو القبر. فكان أن اقتربنا كثيرا من القبر. يذكرني ما حدث في كثير من الدول العربية بعيد الاستقلال بظاهرة الكوفة في العصر الأول للإسلام: كان عمر وبعده عثمان يعانون أشد المعاناة من أهل الكوفة الذين لم يعجبهم أي والي واشتكوا من جميع ولاتهم للخليفة. عثمان ونزولا عند رغبة أهل الكوفة بدل عددا كبيرا من الولاة. بعد ذلك عانى علي نفس العناء للحد الذي عجز عن اتخاذ الكثير من القرارات الهامة تحت تأثير اختلاف أهل الكوفة وعدم اتفاقهم على رأي محدد حتى في القضايا الإستراتيجية الهامة مثل اضطراره لوقف القتال يوم المصاحف. عندما آل الأمر إلى بني أمية تعاملوا مع مسألة الكوفة بطريقة مختلفة، بالقمع الذكي الذي يقوم على تحزيب المجتمع ليسهل السيطرة عليه بضرب كل فئة بالأخرى. بدؤوا بزياد ثم ابنه عبيد الله وأخيرا الحجاج. شيء شبيه حدث في عدد من الدول العربية بعيد الاستقلال فقد تغيرت الحكومات بمباركة من النخب الثقافية مرات ومرات حتى انتهى الوضع إلى ما هو مثيل إلى وضع الكوفة. للديكتاتورة سببين قد يكونان متناقضين، وما أكثر ما تؤدي المتناقضات إلى نفس النتائج؛ فالشدة الزائدة والتساهل المفرط كليهما يفسد الأطفال. الأول ميل الناس إلى القدرية والاستسلام والثاني المناقض، هو إصرار النخب على تطبيق ما يراه كل منها الحق الكامل دون أي نقص وعدم قبولهم أي تنازل. في الكوفة كان هناك العلويين والعثمانيين والزبيريين والخوارج وكل منهم يصر على تصوره لمن يجب أن تكون الخلافة دون القبول بأي تنازل. في عدد من الدول العربية في النصف الثاني من القرن الماضي، كان هناك الناصريون والشيوعيون والبعثيون وبنفس التمسك والإصرار على أن كل منهم هو الذي يملك مفاتيح إنقاذ الأمة دون غيره. الصراع بين تلك التيارات التي كلها علمانية يسارية هو الذي أضعف اليسار العربي بل صراع تلك التيارات مع الحكومات التي كانت بدورها علمانية هو الذي اضعف للغاية الفكر العلماني العربي الوليد في تلك المرحلة. ما يحصل في مثل تلك الحالات هو أن الجمهور العريض الذي يأتي اهتمامه بحياته اليومية قبل أي اهتمام آخر، وهذا هو الشيء الطبيعي، يصبح ميالا بشدة إلى شيء واحد: إلى الاستقرار، وبالتالي يدعم كما حدث في الكوفة وفي خمسينيات وستينيات القرن الماضي في عدد من الدول العربية، يدعم الجمهور أي قوة قادرة على تحقيق الاستقرار، بعد أن ترتبط بذهنه الديمقراطية والتعددية بالفوضى وهذا ما يعبد الطريق أمام القادة المستبدين الأذكياء ليستعملوا دهاءهم وبطشهم مدعومين بالجمهور لتثبيت الوضع تحت سيطرتهم المطلقة. مشكلة تعثر تحديث بعض المجتمعات لوقت طويل جدا ليست خاصة بالعرب بل نحن نواجهها في كثير من المجتمعات مثل روسيا وبعض دول أميركا اللاتينية وهي مشكلة ليس أبدا من السهل حلها. بتقديري أن الخروج من هذا الوضع بحاجة لعشرات كثيرة من السنين إن لم يكن مئات. روسيا ما تزال التنمية فيها متعثرة منذ عام 1705 وعهد بطرس الأكبر. يلومني البعض عندما أستشهد بروسيا على قضية صعوبة التحديث الاجتماعي في بعض المجتمعات التي انطبعت على أفكار شمولية لمدة طويلة وأنا لا أضع العرب والروس في نفس المستوى ولكن حتى الروس لم ينجزوا تنمية مرضية حتى الآن رغم أنهم أكثر بلاد العالم ثراء بالموارد الطبيعية ويكفي للتدليل على ذلك حديث الرئيس الروسي مدفيدف عن كون الاقتصاد الروسي ما زال يعتمد على النفط والغاز وأن الصناعة الروسية ينقصها التجديد والإبداع( حديث تلفزيوني بتاريخ 28 /12/2009). أمام هذه الحقائق، ما هو العمل؟ لا أجد أي شيء يمكن عمله غير المقاومة السلبية. فالتغيير الاجتماعي يتطلب وقتا ليس فقط طويلا بل طويلا جدا. والانتظار كل ذلك الوقت غير ممكن. أما المقاومة السلبية فهي على الأقل توقف أو تخفف الخسائر حتى يأتي الوقت الذي نستطيع فيه تحقيق المكاسب. في الفيزياء من المعروف أنه من غير الممكن تغيير اتجاه حركة إلى العكس إلا مرورا بإبطاء الحركة للحد الذي نصل إلى نقطة الوقوف ثم السير في الاتجاه الآخر. أما البديل فهو السقوط في الفوضى العامة وهو أحد الحلول الممكنة ولكنه مكلف جدا جدا. ومؤلم أكثر مما نتصور والعراق مثال واضح على ذلك. يعتقد الكثير من المؤرخين أن السبب المباشر للنهضة الأوربية الحديثة هو الطاعون الأسود الذي حصد نصف البشر هناك. من المؤكد أن الكوارث تقدم أفضل الحلول لحالات الركود الطويلة المستعصية ولكنها – الكوارث - مؤلمة لحد يصعب تحمله، للحد الذي لا يريد أي منا أن تمر طريق التنمية من خلالها. أما المقارنة بالشرق الأقصى كاليابان وكوريا والصين، فهو أمر غير وارد فطريقة تفكير وحياة الناس هناك تختلف لحد التناقض عن الطريقة العربية. ثقافتنا أقرب بكثير للثقافة الروسية واللاتينية لأسباب ليس من الصعب معرفتها سبق أن تحدثت عنها وها هي روسيا بعد نحو ثلاثة قرون لا تزال في البداية. حتى الثورة الروسية الكبرى عام 1917 والتي كانت مكلفة بشريا جدا والتي لا شك أنها حسنت كثيرا الوضع الروسي لم تحل مشكلة روسيا المستعصية على التحديث هذه المشكلة التي لا تزال قائمة بعد قرن من تلك الثورة. من المثالية المفرطة التفكير والتوهم بأن الوضع الحالي للبلدان العربية قابل لأن يتغير بشكل كبير نحو الأفضل خلال الزمن القريب الآتي. ومن الشجاعة قول الحقيقة كما هي وإعداد النفس لتحمل الواقع كما هو ولكن بأفضل الطرق المتوفرة. غير ذلك يكون المثقف العربي الحالي يفعل ما فعله مثقف عشرينيات القرن الماضي عندما كان يقول؛ لنطرد الاستعمار ثم ننتقل إلى الجنة. عندما كان يقول؛ حتى تعيشوا مثل الفرنسيين والانكليز كل ما عليكم عمله هو إجبار الفرنسيين والانكليز على الخروج من بلادكم. لكنهم خرجوا منذ أكثر من نصف قرن والوضع أسوء مما كان عليه. بتقديري موجة الأصولية الحالية في طريقها للتلاشي، ولكن هذا لا يعني نهاية المشكلة والدخول في عصر الأنوار والتقدم العربي، فالتطرف الديني الذي عانينا منه على مدى العقود الأخيرة كان نتيجة ولم يكن سببا. هو أحد أعراض فشل التنمية العربية وليس هو المرض. المرض كما أسلفت أعقد من ذلك بكثير. رجائي البسيط هو أن نتحدث عن حلول مفهومة ممكنة التطبيق، فعندما يقول قائل نحن بحاجة إلى ديمقراطية تكون عبارته ناقصة من اتجاهين. فهو كمن يقول نحن بحاجة لمائة ألف دولار لنحل مشاكلنا: النقص الأول هو أن الكثيرين ربحوا جوائز لوتري أو يانصيب أو ورثوا مالا وظلوا مع ذلك فقراء . والنقص الثاني هو حتى لو سلمنا أن المبلغ السابق ذكره سيحل المشكلة، مع أن الديمقراطية لم تحل مشاكل كثير من الدول العربية وأنا أبدا لست مناهضا للديمقراطية بل أعشقها على علاتها، لكن المهم هو تعلم صناعة المال وليس كسب مبلغ من المال عن طريق الحظ، تعلم صناعة الديمقراطية هو المهم وليس فقط تحقيق ديمقراطية بطريقة ما سرعان ما تنهار ويتحول الوضع إلى أسوء من الذي كان. حتى لو سلمنا أن المبلغ سيحل مشاكلنا فمن أين نأتي بالمبلغ؟ هذا المبلغ الذي لا يوجد أي طريقة عملية لكسبه. . وكل طرح غير عملي هو طرح عديم الفائدة فالقول أننا بحاجة إلى النضال والتثقيف وتحرير المرأة وتعليم الناشئة هي أقوال عامة عائمة لا نزال نرددها منذ أكثر من قرن ويمكننا أن نفعل ذلك لقرون طويلة قادمة دون جدوى. أحد الحلول العملية برأيي هو مثلا: إذا كان مدخل التنمية هو تحرير المرأة وعمليا من النادر أن تجبر المرأة في أيامنا هذه على الزواج إذا لم ترغب في ذلك وإذا كان الزواج سيعني حتما فقدانها لحرية قرارها وتحملها لأعباء ترميها على هامش الحياة فالبديل العملي المتوفر هو عدم الزواج. هذا ينطبق أيضا على الرجل. الأشياء الثمينة صعبة المنال والأمم المتقدمة لم تصبح كذلك بين عشية وضحاها. انه مشوار المليون ميل وهو يحتاج ليس فقط إلى الكثير من الجهد والتضحيات بل أيضا إلى الكثير الكثير من الوقت وما لم نبدأ ونقبل في البداية بنتائج متواضعة لن نصل أبدا. الانجازات في العالم لها طبيعة تراكمية فلو أن مالك ميتسوبيشي الذي بدأ كشركة عائلية صغيرة مطلع القرن الماضي والذي تبلغ أرباحه حاليا عدة مليارات من الدولارات أصر على أن يكسب مبالغ كبيرة منذ البداية لما كنا سمعنا باسمه. لقد نجح وبالتالي سمعنا باسمه لأنه في السنوات الأولى من عمله كان راضيا ببضعة عشرات أو مئات الدولارات. هكذا دائما هو طريق النجاح.


محمد شرينة، (حول تقرير التنمية البشرية العربي الخامس) dsharineh@hotmail.comهذا الإميل محمي من السرقة عبر برامج السبام، تحتاج إلى دعم جافا سكريبت لتستطيع رؤيته عن موقع "التنوير"، (1/2010)