Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

ألدين المعاملة يا دك

هيئة التحرير, 26/10/2009

لكي لا يظننّ احد أنني حين كتبت في مدح الأطباء الإنسانيين الجيدين البارعين في مهنتهم وفي تعاملهم الإنساني أنني لا أستثني أحدا أو أعمم. فمهنة الطب كأي مهنة أخرى فيها الغث وفيها السمين، وفيها من يستغل الضعف الإنساني و الحاجة إلى المساعدة وفيها من لا يستغل، فيها المتواضع وفيها المستعلي. وهذا طبع يلازم صاحب المهنة كيفما وأينما وحيثما كانت. أعرف طبيبا له مكانته في صندوق المرضى وله أيضا عيادته الخاصة، وكثيرا ما يقوم بتحويل مريضه الخاص إلى صندوق المرضى أي انه يتنازل عن أجرته الخاصة عندما يرى ضيق ذات اليد لدى مريضه الخاص. واعرف أطباء آخرين يقبضون على (النقارتين) أو من تحت الطاولة ... فيثرون بسرعة . كثير هو الإثراء غير المشروع وفي جميع المجتمعات. اعتقد أن ذلك يعتمد على جوهر الإنسان وتربيته أكثر مما يعتمد على جوهر النظام وقوانينه. لنقرر مبدئيا أن من حق صاحب أي مهنة أن يعيش مرتاحا أولاً وقبل كل شيء من الناحية الاقتصادية.. لأنه إذا لم يكن كذلك فانه لا يستطيع أن يعطي لمجتمعه ولا يستطيع أن يميز بين المحتاج للمساعدة والذي يمثل دور المحتاج. ولنقرر أيضا أن للتربية دورًا في هذا الموضوع. وهنالك بعض الأهالي يعلمون أبناءهم مهنة صعبة أو مهمة تحتاج إلى وقت وجهد مالي لكي يحلبوهم بالتالي ويساعدوهم أو يدفعوهم لسلخ جلد البشر الذين يحتاجون إليهم. كأن يكون مثلا على هؤلاء الأبناء أن يحصلوا في السنة الأولى كل ما أنفقه الأهل عليهم طوال سنوات اختصاصهم. هذه الظاهرة معروفة في المجتمعات الرأسمالية المنفلتة التي لا رادع ولا مراقبة فيها، لا من الناحية الأخلاقية ولا من ناحية العادات و التقاليد الاجتماعية والدينية.. فكلما ازدادت المراقبة والنقد خفت هذه الظاهرة استفحالا . ولكي لا يظنن أحد أنني أتحدث بالهواء. أسوق مثلا حالة احد الأطباء المختصين الذي غادر القرية إلى المدينة بسبب اختصاصه وزوجته فيحسب أن مجتمع المدينة لا يراقب أو لا ينقد ويحسب أن قيمة الإنسان تتحدد بكم يملك ماديا أو يغتر بما يملك من معرفة فيتصرف على أساس (يا ارض اشتدي ما عليك قدي)... فتدخل عليه في عيادته .. تمد يدك للسلام عليه فتندم فورا لأنه لا يتحرك من وراء مكتبه وحاسوبه . تقول له: يا دكتور الدواء الذي أمرت به لم يفد .. ولا بد من تغييره أو إجراء فحوص مخبريّة الخ... وأن الله (خلق العيا و الطب و الدوا). يقول لك : لست هنا للتسلية . فتبلع هذه الإهانة ربما لأنك بحاجة إليه . وتعود تشرح له ما تعاني منه ومدى الإزعاج الذي يسببه لك هذا المرض، فيقول: هذا شيء وراثي لا علاج له. وأنت تطوّل روحك وتجادله بالتي هي أحسن ، أنه حتى للامراض الوراثية يجب أن يكون علاج . وهو لا يصغي اليك . يقاطعك: صار لي ساعة أشرح لك، أنت لا تفهم ؟
فهل تغضب ؟ يقال ان الدين المعاملة .. مثل هذه الحالة صادفت مريضين اثنين ، احدهما تحمّل الطبيب فبهدله بهدلة أدبية.. والثاني كان عصبيَّ المزاج فقدحه كفا.. ولولا تدخل باقي المرضى لخلّص عليه !
قال أرسطو: "من السهل على أي شخص أن يغضب، لكن الصعب هو أن يغضب من الشخص المطلوب، إلى الحد المطلوب، في الوقت الصحيح، للسبب الصحيح وبالأسلوب الصحيح".