Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

ما الذي يقوم به منظمو المجتمعات الأهلية؟

هيئة التحرير, 18/6/2009

بقلم كاثي بارتريج

استعمل ملايين المواطنين الأميركيين مُنظّمي المجتمعات الأهلية ليتعلموا كيفية الضغط على الحكومات للقيام بالشيء الصحيح.

كاثي بارتريج مديرة تنفيذية في مؤسسة إنترفيث فاندرز، وهي شبكة من مُقدمي الهبات المتدينين والعلمانيين الذين يعملون لأجل تقدّم تنظيم المجتمعات الأهلية على أساس انتماءات المواطنين للديانات المختلفة.

خلال حملة الانتخابات الرئاسية لباراك أوباما سنة 2008، ذكر المرشح خبرته كمُنظّم للمجتمعات الأهلية في شيكاغو ليثبت بأنه يفهم مشاكل الناس العاملين العاديين.

وقال منافسوه أن تنظيم المجتمعات الأهلية يفتقر إلى "المسؤولية الحقيقية" المُتمثلة بمسؤولية رؤساء البلديات أو حكام الولايات.

أما في الواقع، فإن عمل مُنظّم المجتمعات الأهلية ينطوي على مسؤوليات حقيقية.

دعونا نبدأ بقصة: بعض نساء أحد الأحياء ذهبن لمقابلة "منظم المجتمع الأهلي" الجديد. كنّ قد سَمِعنَ انه يُصلح الأشياء، كما كنّ يشاهدون بكل تأكيد الكثير من الأشياء الخاطئة في الحي، مثل مدارس رديئة، بيوت للمخدرات، شوارع قذرة، عناية صحية مُتردية، وأكثر من ذلك. بعد جلوسهن في المكتب البسيط المكتظ، بدأن بصب شكاويهن، بينما ظل ذلك المنظم مصغياً.

قال، "هذه بكل تأكيد بعض المشاكل."

"حسناً، ماذا تنوي أن تفعل بشأن ذلك؟" سألن بإصرار.

صُعقت النساء لدى سماع الجواب: "لا شيء". ثم واصل المُنظّم، "هذه ليست مشاكلي، هذه مشاكلكن. دعونا نتحدث عما سوف تعملن أنتنّ بشأنها."

هذه القصة الحقيقية تُلخص ما يفعله مُنظّم المجتمعات وما لا يفعله. فمُنظّم المجتمعات الأهلية لا "يصلح الأشياء"، وهو لا يقدم الخدمات أو يُلقي خطابات مثيرة للإعجاب. بل يتناول مُنظّم المجتمعات هذه المشاكل والتظلمات التي تُعاني منها المجتمعات ذات الدخل المتدني والمتوسط عن طريق مساعدة الناس في العمل سوية للقيام بأنفسهم بالتغيير. هذه العقيدة الأساسية هي القاعدة الجديدة للتنظيم: "لا تفعل أبداً للآخرين ما يستطيعون فعله بأنفسهم."

تنظيم المجتمعات الأهلية ممارسة مسؤولة تهدف إلى اكتشاف وتعزيز القيادات المحلية في المجتمعات الأهلية: جمع الناس معاً لتحديد مشاكلهم وصياغة الحلول والضغط على صُنّاع القرار لتحسين الحياة في حيٍ ما، أو مدينة أو مجموعة اجتماعية – اقتصادية.

حشد القياديين

يقوم منظمو المجتمعات الأهلية بتطويع وتمكين قيادات المجتمعات بدلاً من التحول لكي يصبحوا هم المتحدثين باسمها، أو العمل على قضية ما بمفردهم. يفعلون ذلك لأنهم يعتقدون انه من بين الحقوق الديمقراطية للناس ان يكون لهم دور في تقرير القضايا التي تؤثر عليهم.

كان مُنظّم المجتمعات الأهلية، فرد روس، منظما اجتماعيا مُدَّرَبا عمِل في بعض الأحياء المكسيكية في كاليفورنيا في الستينات من القرن الماضي وشاهد الظروف المعيشية البائسة والأعمال الصعبة التي يقوم بها الناس لقاء أجرٍ متدنٍ. وهناك، تعرّف على سيزار شافيز، وهو شاب له أولاد. انزعج شافيز في البداية عندما طلب منه روس أن يتحول إلى قيادي. روى شافيز فيما بعد كيف أنه دعا روس لمقابلة الرجال المحليين في منزله بقصد إخافة روس من فكرة جعله منظما اجتماعيا ووأد تلك الفكرة كليا. "لكنه بدأ يتكلم، وكلما أمعن في الكلام، كلما تفتحت عيوني فضولاً... كان هناك شابان ثملان يريدان الاعتداء على هذا الغرينغو (الأميركي الأبيض) لكننا تخلصنا منهما. كان هذا الشاب يتكلم بطريقة منطقية جداً، وأردت الاستماع لما كان لديه ليقوله."

شعر روس ان شافيز يملك موهبة قيادية للمجتمعات فعاد من جديد، مراراً وتكراراً، متحدياً شافيز للوقوف إلى جانب ما يؤمن به، حتى اقتنع شافيز أيضاً ان بمقدوره القيام بالقيادة. لقد أصبح شافيز بعد ذلك أحد أبطال العدالة الاجتماعية وقاد اتحاد نقابة عمال المزارع التي فازت بعدة عقود منصفة مع أصحاب المزارع. كما ألهم شافيز العديد من الحركات الاجتماعية ضد حرب فيتنام، ومن أجل حقوق الأقليات والنساء.

منظمو المجتمعات الأهلية يجمعون الناس معاً لتعريف مشاكلهم. فبدلاً من تقديم خدمات اجتماعية، يتبع المنظمون عملية جعل الناس يتحدثون مع بعضهم البعض، ويعملون بصورة جماعية حول القضايا، فيكتسبون الثقة الشخصية والمهارات الاجتماعية عبر هذه العملية.

قبِل سيزار شافيز تحدي تنظيم العمال الزراعيين

بدأ العمال حملةً تنظيمية عن طريق التحدث إلى الناس بصورة إفرادية أو في اجتماعات في المنازل لاكتشاف من لديه الموهبة للقيادة ولتحديد المشاكل الرئيسية. حدّد المشاركون قيمهم ومصالحهم المشتركة بدعم من منظم مجتمعهم الأهلي، ثم عملوا بالتضامن وعلناً في حملات للتغيير المدني.

عندما يعمل قادة المجتمعات هؤلاء معاً، فإنهم يبنون علاقات قوية مع الناس في مؤسساتهم الخاصة، مثل الكنائس والمدارس والأحياء المختلفة. وعندما يكتشفون بأنهم يتشاطرون الهواجس مع الناس في المؤسسات أو الأحياء الأخرى، فإنهم يقومون ببناء الصلات عبر حواجز الدين والطبقة والعِرق. وبإمكان عملية التنظيم توليد طاقة تغيير إيجابي لدى الأفراد والجماعات والمجتمع ككل.

المال أو الناس

وفقاً للاعتقاد الثاني لعملية التنظيم، "تأتي السلطة أما عن طريق المال المنظم أو الناس المنظمين". وبما ان المجتمعات الفقيرة لا تملك المال، فان على المنظمين الاعتماد على الناس.

عندما عاد أرنستو كورتس إلى مسقط رأسه في سان أنطونيو بولاية تكساس، في السبعينات من القرن الماضي، وأصبح غاضباً لأن الجزء الأفقر من المدينة المتحدث بالإسبانية يفتقر إلى الخدمات التي تتمتع بها الأجزاء الأخرى. والواقع ان الشوارع كانت تغمرها المياه عندما يهطل المطر لدرجة ان أحد الأطفال غرق فيها! وبصفته منظما مُدرَّبا مع شبكة التنظيم القومية، "مؤسسة المناطق الصناعية" (IAF)، توجّه كورتس إلى الكنائس الكاثوليكية المحلية وحثّ الرعايا على الضغط على حكومة المدينة للقيام بإصلاحات كبيرة في البنية التحتية للشوارع، والمجاري الصحية، كما لتحسين السلامة العامة.

بعد تحقيق بعض النجاح في سان أنطونيو، عمل كورتس في المجتمعات الفقيرة عبر سائر ولاية تكساس، من مدينة هيوستون إلى الكولونياس، أو المستوطنات الريفية، القائمة على الحدود المكسيكية، منتجاً طرازاً جديداً واسع النطاق للتنظيم الأهلي الذي وحّد العديد من المؤسسات وجعلها قادرة على العمل في قضايا على مستوى الولاية. فقد تمكن من الحصول على 8 ملايين دولار من التمويل التكميلي لبرنامج الولاية للسنة 1997-1998 لمدارس تحالف مؤسسة المناطق الصناعية (IAF) فتم إنشاء صندوق يتضمن 12 مليون دولار للتدريب على المدى الطويل للمستفيدين من برنامج المساعدات المؤقتة للعائلات المحتاجة (TANF) وتم تصميم مجموعة من السندات المالية بقيمة 250 مليون دولار على شكل سندات الولاية لتمويل نقل خدمات المياه والصرف الصحي إلى المستوطنات الريفية على طول الحدود بين تكساس والمكسيك.

منذ ذلك الوقت، حوّل كورتس مواهبه نحو لوس أنجلوس حيث شهد الاجتماع الافتتاحي سنة 2004 لمنظمة (ONE-LA) التابعة لمؤسسة المناطق الصناعية، حضره أكثر من 12,000 مشترك، وحيث بوشر بحملات تهدف إلى تنظيف مطامر النفايات السامة بالقرب من المدارس، وتحسين إنارة الشوارع، وإقرار قانون ببليون دولار على شكل سندات مالية إسكانية ممكن تحمل كلفتها.

يعمل المنظمون الأهليون مع قيادات المجموعات لصياغة حملات عامة فعّالة وتحويل الهواجس إلى قضايا يمكن كسبها. "جمعية المجتمعات الأهلية المنظمة للإصلاح الآن" (ACORN) لديها موقع قومي على شبكة الانترنت لأكثر من 400,000 عائلة عضو في الجمعية، الناشطة في العديد من القضايا في أكثر من 100 مدينة.

مثلاً، عندما ترك إعصار كاترينا مدينة نيو أورلينز غارقة في الماء لعدة أيام، انتشر منظمو "جمعية المجتمعات الأهلية المنظمة للإصلاح الآن" (ACORN) المحليون، الذين فقد العديد منهم منازلهم، عبر ملاجئ الطوارئ واستخدموا الهواتف الخليوية للعثور على أعضاء الجمعية المذكورة المُشتّتين، وتوجهوا إلى المسؤولين في المدينة والمسؤولين القوميين وأصروا على أن تكون الحكومة منصفة للناس الفقراء عند إعادة بناء المدينة. وفي حين أنهم لم يحققوا كافة مطالبهم، إلا انهم نجحوا في تأمين الأموال المخصصة لإعادة بناء أحيائهم المُدمّرة وساعدوا آلاف المقيمين في العودة إلى منازلهم.

تتم كافة أعمال التنظيم محلياً، لكن هذا لا يعني أن هذه الأعمال تبقى صغيرة. ففي مدينة سان هوزيه بولاية كاليفورنيا، تعلّم منظمو المجتمعات مع شبكة PICO القومية التي تضم منظمات قائمة على الإيمان الديني، ان العديد من العائلات لم تحظ بعناية صحية بسبب الإنفاق غير الكافي في المقاطعة على العيادات الصحية العامة. فقد انتظموا عبر الكنائس المحلية للضغط على مسؤولي المقاطعة لتغيير سياستهم ثم وسعوا الحملة لتطال المجموعات الأخرى المنتسبة إلى شبكة PICO عبر كاليفورنيا. خلال عدة سنوات، عبّأت شبكة PICO في كاليفورنيا إئتلافاً فاز بمبلغ 13.4 بليون دولار من الزيادة في التمويل للتعليم والصحة.

تعالج مجموعات تنظيم المجتمعات الأهلية تقريباً كل قضية تنطوي على ظلم وتؤثر في نوعية حياة الناس من ذوي الدخل المتدني والمتوسط: العناية بصحة الأطفال، الأجور، إصلاح قوانين الهجرة، المساكن ذات الأسعار الممكن تحملها، تحسين المدارس، الأحياء الآمنة، التدريب على الوظائف، وأكثر.

في كانون الأول/ديسمبر 2008، اجتمع أكثر من 2500 منظم للمجتمعات الأهلية مع قيادات من سائر أنحاء الولايات المتحدة في ندوة في واشنطن حيث استمعوا إلى فاليري جاريت، المستشارة الرئيسية للرئيس المنتخب أوباما. كانت لديهم مقترحات لإدخال عناصر في خطة الإنعاش الاقتصادي للرئيس المنتخب: الحؤول دون احتجاز المنازل المرهونة، والمطالبة بتنازلات من المصارف التي تتلقى مساعدات حكومية، وإصلاح نظام العناية الصحية الأميركية المُعتّل، وعلى وجه الخصوص، ضمان ان يتلقى جميع الأطفال تغطية صحية، واعتماد التدريب على الوظائف التي تدفع أجوراً كافية لحياة لائقة.

مدفوع وغير مدفوع

من أين يأتي منظمو المجتمعات الأهلية؟ يمكن أن يكونوا من المقيمين الذين يجمعون جيرانهم مع بعضهم البعض للقيام بأعمال معينة، وهم يعملون دون أجور، فقط لمجرّد قناعتهم. وكثيراً ما يكونون من القادة الدينيين المحليين، ومنخرطين في أعمال تنظيمية شعبية على نطاق صغير في كل مجتمع أهلي أميركي تقريباً.

لكن تنظيم المجتمعات الأهلية في الولايات المتحدة يمكن ان يكون أيضاً مهنة ذات راتب على النطاق الأوسع. هذا النوع من تنظيم المجتمعات جاء أصلاً من عمل الراحل سول ألينسكي، الذي صقل تقنياته مستنداً بذلك إلى تنظيم الاتحادات الراديكالية، في ساحات علف المواشي في أحياء شيكاغو في الثلاثينات من القرن الماضي. لقد جمع ألينسكي جنباً إلى جنب مجموعات إثنية مختلفة للكفاح من أجل التقديم المنصف للخدمات في المدن، بما في ذلك حماية الشرطة من الجرائم، والقروض المصرفية المنصفة.

مئات الرجال والنساء من كل الأعمار والأجناس يكسبون الآن مورد رزقهم من العمل كمنظمي مجتمعات أهلية، وتأتي أجورهم من الرسوم التي يدفعها أعضاء المنظمات التي يعملون لحسابها، كما ومن الهبات التي تقدمها الكنائس والجمعيات الخيرية الخاصة. العديد من هؤلاء المنظمين يتم حشدهم من بين صفوف أعضاء الجمعيات هذه، في حين يخضع آخرون للتدريب الذي تنظمه شبكات التنظيم القومية، في حرم الجامعات أو عبر الحركة العمالية.

بإمكان منظمي المجتمعات الأهلية في الولايات المتحدة اليوم العمل على قضية واحدة، أو على توحيد مجموعة واحدة من الناس. غير أن حركة تنظيم المجتمعات الأهلية غالباً ما تتصدى عن قصد لقضايا متعددة، وتوحد مجموعات متعددة من الناس، وفي ما بين الأديان، وتكون عابرة للطبقات.

كسب الرئيس أوباما خبرته في التنظيم القائم على المؤسسات، التي تُشكِّل اتحادات مؤلفة من مجموعات من الأعضاء، مثل الكنائس والمدارس، وحتى اتحادات كرة القدم. فقد عمل في منطقة جنوبي شيكاغو في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، قبل دخوله كلية الحقوق، بالتعاون مع الشبكة التنظيمية القومية "لمؤسسة جاماليل الخيرية"، التي كانت تقدم التدريب والإشراف للمنظمات في عشرين ولاية. بعد تخرّجه من كلية الحقوق، عاد أوباما إلى ولاية إلينوي وواصل صلاته بالتنظيم الأهلي. والمشهور عنه بهذا الصدد أنه تقرب من زوجته الحالية، ميشيل، عندما دعاها إلى دورة تدريب على التنظيم في طابق سفلي لإحدى الكنائس.

خلال الحملة الرئاسية سنة 2008، أعاد أوباما الاتصال ببعض قادة تنظيم مجتمعه لأجل إنشاء "حملة التغيير الفعالة التي اعتمدها، مُدخلاً إليها أدوات لتنظيم المجتمعات، مثل بناء العلاقات بين الأفراد، والاجتماعات في المنازل، وإنشاء فِرَق الأحياء.

خلال العقد الماضي، شهد تنظيم المجتمعات الأهلية توسعاً هائلاً بالنسبة لعدد المناطق الجغرافية والجماعات المشاركة فيه، كما بالنسبة لأنواع التكتيكات المستخدمة، والفعالية في تحسين السياسات والخدمات العامة. ويعمل تنظيم المجتمعات الأهلية الآن على مستوى هائل قلما عرفته الحركات الاجتماعية الأميركية، بمشاركة آلاف المؤسسات وملايين المواطنين المشاركين.