Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

أزمة الثقة بين القارئ والكتاب المحلي شاكر فريد حسن

هيئة التحرير, 26/4/2009

المتامل في الحياة الادبية والثقافية في بلادنا يرى انها تعاني العديد من المسائل والقضايا والاشكاليات التي تعيق مسيرتها وتمنع تطورها ،وفي مقدمة ذلك انعدام الثقة بين القارئ وبين الكتاب المحلي . فالقارئ العربي هنا يقبل على شراء واقتناء الكتب وامطبوعات القادمة من الخارج بغض النظر عن مستواها الفني والجمالي والفكري والوجداني ، ونادرا ما يجذب هذا القارئ او يلفت نظره كتابا محليا فيتدكس على رفوف المكتبات ومعارض الكتب . وباعتقادي ان من بين الاسباب لعدم الاقبال على الكتاب المحلي يعود الى الاراء المسبقة حول الابداع والانتاج المحلي ،ناهيك عن غياب المؤسسات الثقافية الوطنية التي ترعى وتشجع الكتاب المحلي ،كذلك انعدام دور النشر التي تعنى بنشر وتوزيع الكتب المحلية ، اضافة الى الجو الباهت والانفلات والتسيب البعيد عن الادب والابداع الحقيقي وانحسار عادة القراءة . والانكى من ذلك سهولة النشر واصدار الكتب بشكل متتالي من قبل الهواة والمبتدئين ن واغراق السوق وحياتنا بالنتاج الادبي الهش واغث السطحي والهزيل الذي يحد من الوصول الى الارقى ،عدا افتقار حياتنا الثقافية الى نقاد متخصصين ومتمرسين مثابرين يتناولون النصوص2 الجيدة ،التي تستحق القراءة والاهتمام والمتابعة النقدية ، ويسلطون الاضواء العميقة على الاعمال الادبية وكشف نقاط ضعفها ومصادر قوتها ، بالاضافة الى كشف ااضوائها وظلالها وبالتالي ايقاظ ملكة الاحساس الجمالي لدى القراء . كما ان صحفنا واسبوعياتنا المحلية تساهم هي الاخرى في تعميق ازمة الثقة بين القراء والنص الادبي المحلي ،وذلك بنشرها الكثير من النص2وص2 والنماذج الرديئة ، الضعيفة والركيكة ،ان كانت شعرا او نثرا ،وهي نصوص ابعد ما تكون عن روح الادب وجوهر الابداع ،زد على ذلك غياب الاطر الادبية ،والتشرذم الواضح والبارز بين اوساط المثقفين والمبدعين في هذا الوطن وانقسامهم الى قبائل ومجموعات مفككة ومتصارعة لا تخدم الابداع المحلي ،الدافع لمسيرة مجتمعنا الحضارية وبناء الانسان الحضاري العصري , فسقى الله ايام زمان حين كانت حركتنا الادبية والثقافية ذات زخم واصالة وقوة ونقاء روحي ومصدر فخر واعتزاز وايمان مطلق بالقيم وافكار التقدم والتحرر والعدالة الاجتماعية ،وعندما كان الشعراء امثال :راشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وتوفيق زياد وحنا ابو حنا وسالم جبران وعص2ام العباسي وشكيب جهشان وغيرهم يكبون قص2يدة في صحيفة او مجلة ،او يصدرون كتابا حينئذ كان اهل القلم والادب والثقافة يتناقلون القصيدة ويحتفون بالديوان فيقبل الناس على شراء الديوان والبحث عن الصحيفة او المجلة التي نشرت تلك القصيدة،أما اليوم فقد اختلف الحال وانخفض عدد القراء وتغيرت الاهتمامات واصبح الاهتمام بالكتاب المحلي يقتصر على عدد محدود والابداع هنا في بلادنا .وفي النهاية يبقى السؤال:كيف يمكن تخليص ادبنا من حالة الشلل والجمود والانحطاط والرداءة ،واعادة الثقة بين الكتاب المحلي وما تبقى من قراء بين جمهورنا العربي؟؟!
(مصمص)