رنا محمد
حين أشتاق لنفسي... أجدك.. جالساً على (الصوفا) وأشياءك الصباحية مبعثرة حولك، وغالباً ما يكون فنجان الشاي الأخضر في يدك وقليل منه بين شفتيك... كيف بإمكانك خلقي من نظرة لأتوهج وأنبع كالبركان، كشلالات النار... أشتهي أن أسرق من يدك كأسك، أو أشرب (شايك) الأخضر من بين شفتيك... لو أقبلك في تلك اللحظة لعل السماوات تصبح أرحب، ولعلني أرتدي الغيوم شالاً... لكل شيء من شفتيك له طعم آخر، وألق آخر... يوصلني ذلك إلى حيث لا يصل أحد، أتخفف من كل ما يثقل على البشر... وأمتلئ بهواء نظيف... تنهال فوق أزهاري كالمطر... تقطفني وتجمعني كاللؤلؤ، كحبات الخرز... ترسم على شبابيك روحي ألواناً من ضوء... وبلحظة تجيد محوها ومحوي... ومحو كل الأزمنة والأمكنة... فأنسى الليالي القاسية الطويلة التي أقضيها وحيدة كفزاعة... تقرأ بعشب يديك مخمل جسدي وروحي... فأخف.. أخف... أحلق... أقطف النجوم، وأسير فوق الغيوم... تشع فوق أمواج حياتي فتضيء الشموس ويتفتح البنفسج... وأتبخر أنا، وأتندى... لأمطر فوق بحرك وشطآنك... حين أشتاق لأكون أنا... أبحث عنك... أنظر إليك، أملأ عيني منك... أجدني فيك... فأتدفق كالأنهار... أضيء بك كنوار اللوز... حين أشتاق لأكون امرأة... أتحسس ملامح وجهك... جسدك... أشم رائحتك... أرسم شكلك... حين أكون امرأة أناديك... أعانقك... أقبلك... أستقبل صباحاتي معك... ألتصق بك... أتغلغل فيك لأقول لك: كم من الممتع أن أكون امرأة بين ذراعيك...
خاص: نساء سورية