Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

شيخة الحب سابقاً... شيخة النسيان الآن! أفكار حول كتاب "نسيانcom " لأحلام مستغانم

هيئة التحرير, 15/9/2009

منذ أعوام وأنا أنتظر نوعاً آخر من الجنون، ذلك النوع الذي رسمه نزار قباني على غلاف ذاكرة الجسد، جنون الأعمال الإبداعية الكبرى التي لا يكتبها إلا مجانين، مجانين الحب والكلمة العميقة، مجانين الصدمة الأدبية التي تترك أثراً كبيراً، يبقى بعد نفاذ كل النسخ في كل المكتبات.. وبعد أن مللت الانتظار، أسرعت الخطى- أنا أسيرة الانتظار- أترقب نوعاً آخر من الحب، إلى المكتبات، أسأل عن الكتاب الجديد الذي صدر مؤخراً "لأحلام مستغانمي"، وألوان الحب تتماهى أمام العينين كقوس قزح، أنجح في الحصول على نسخة منه، وأصلب نفسي لساعات مسروقة من الزمن، لا أتزحزح من الفراش، لأنهي قراءته، أتجول في الصفحات، وأبحث عن الكتاب فيه! لكنني خدعت!! لا أعرف من خدعني؟! خيالي الذي نسي حدوده بعيداً؟ أم الكاتبة التي عرفت ما أحلم به، فعبثت بأحلامي... أبحث عن السبب الذي يجعل الكتاب محظوراً على الرجال، ولا أجد غير خدعة تقليدية ربما لزيادة المبيعات، تلك الخدعة التي ما كانت لتحتاجها أحلام مستغانمي في ثلاثيتها الماضية، الثلاثية التي أسرتني في هستيريا عشقيه صادقة افتقدتها تماماً في الكتاب الجديد... أبحث عن الرواية في الكتاب ولا أجدها، أضيع في التفاصيل، عن قصد أو عن عمد... لا أدري، أبحث عن الحب، ولا أجده...أجد غابةً.. أشجارها رجال مكارون، يصطادون الحب، ويقتنصون النساء، والكاتبة هي الشيخة الخبيرة التي تريد أن تعيد النساء إلى رشدهن!! ربما نسيت الكاتبة أن الشخصيات المتكاملة لا تكون إن لم تصقلها تجاربها، وتعلمها مواقفها، لتقدم إلينا نحن النساء، وربما فقط النساء اللواتي يعشن حباً فاشلاً، ثلة من النصائح كي لا يغررنا الحب... نسيت أيضاً أن الرجل كما نحن النساء، يحتاج لحب عظيم، يشعر من خلاله للانتماء إلى البشرية، ولا يريده فرصة فقط للتبهرج أمام العامة، أو التسلية في أوقات الفراغ . أحلام مستغانمي وللأسف كسرت قواعد رواياتها، رواياتها التي غنت الحب وتوجت فيها أميرةً للحب... لتتوج النسيان عنواناً عريضاً للحياة القادمة، لتنتقل إلى ضفة أخرى، تبرأ فيها من كل ما كتبت وتصوغ الحياة بنكهة مختلفة، نكهة تصف فيها الرجل بالأرنب والمرأة العاشقة دائماً بالغبية... ذلك الحب الذي أسس على ذاكرة جسد يعج بفوضى حواسه على سرير عابر، يؤسس ذاكرته الجديدة الآن على "النسيان الذي لا يمكن للحب أن يولد من دونه"، ومن أجل النسيان تطالبنا الكاتبة -كل النساء اللواتي سيقرأن نسخ الطبعة الأولى- بإضافة توقيعنا على ميثاق تسميه "ميثاق شرف أنثوي" لنتعهد فيه أن نكون في الحب دائماً جاهزين للنسيان كما ينسى الرجال.. وهي لا تكتفي بالنسيان، فالكاتبة في كتابها الجديد أرادت أن يكون الأدب عليها شاهداً فيما بلَّغت، ولكن ماذا بلَّغت؟! " ويل لخل لم ير في خله عدواً"! بعد كل ذلك، ربما لم أعد قادرة على الاستمرار في تبادل بعضاً من جمل الثلاثية الماضية كرسائل هاتفية، أو كأقوال جاهزة تسمح الذاكرة باستخدامها عندما يتطلب الموقف.. فالذاكرة خزنت خيبة الأمل هذه، واحتلت المكان نفسه في الروح الذي كان مشغولا بجنون أحلام مستغانمي العذب.. قبل النسيان..


سهام نصر، زاوية "تفاصيل متناثرة"، (شيخة الحب سابقاً... شيخة النسيان الآن! أفكار حول كتاب "نسيانcom " لأحلام مستغانمي) خاص: نساء سورية