Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

صوت الأنثى

هيئة التحرير, 9/7/2010

في أحد أيام القرن العشرين قالت الأديبة مي زيادة: "عندما لا يتكلم من الرجل غير صوت الطمع والتهديد والمفاخرة، نسمع في صوت المرأة أنيناً كأنما هو بقية زفرة أو تتمة بكاء"‏. فبالرغم من حداثة زمنها والشهرة التي حصدتها إلا أنها وقعت في بداياتها في شرك المقارنة بين اللغة الأنثوية والذكورية في الكتابة.‏ أصدرت ميّ أولى مجموعاتها الشعرية باللغة الفرنسية باسم "إيزيس كوبيا" من ثم واصلت مسيرتها الكتابية بأسماء مستعارة عديدة، لم تكتب فقط بأسماء نسائية فمن بين الأسماء الكثيرة التي اختارتها كان "خالد رأفت "...‏ وانتصر في النهاية صوت الأنثى الحقيقية بداخلها فاختارت أول وآخر حرفين من اسمها " ماري"...‏ صوت الأنثى المتهم على الدوام بالسطحية وكلماتها المستقاة من واحة الحرمان...‏ هذه التهمة الملقاة على عاتق المرأة وحدها والمعطوفة على كتاباتها بكلمات اللوعة والشكوى لا أجدها بالمنطقية...‏ إن لغة الأنثى ومفرداتها تولد معها أيا كان محيطها تتسم بالعذوبة والرقة والخجل على خلاف الرجل الموسوم بالخشونة والجرأة...‏ فالمرأة تختلف بصفاتها الجسدية عن الرجل وتشبهه.. وتختلف عنه بصفاتها النفسية وتشبهه أيضاً...‏ هذا الشبه تحدده الظروف المحيطة لكل منهما فينعكس على مفرداته الحياتية بشكل عام... فتعبر عن الحرمان بكلمات رومانسية أحياناً وقد تجابهه بالتحدي في أحايين أخرى دون خجل أو مواربة... وهذه الأبيات في العشق لعشرقة المحاربية تبرهن ذلك:‏ جَريتُ معَ العشّاق في حلبةِ الهوى فَفقتهم سَبقاً وَجئت عَلى رسلي فَما لبسَ العشّاقُ مِن حُللِ الهَوى وَلا خَلعوا إلّا الثيابَ الّتي أُبلي وَلا شَرِبوا كَأساً منَ الحبّ مرّةً وَلا حلوةً إلّا شرابهمُ فضلي وهناك من تجاوزن الجنسانية فكان الشبه أوسع مجالاً من مجرد الكتابة عن الحرمان والعشق واللوعة كأفراد، فكتبن قصصاً عميقة تحاكي الواقع مبتعدات عن التحدي الكبير الذي خلق التساؤل عن التغاير والاختلاف فجاءت العديد من كلاسيكيات الأدب العالمي موازية لنماذج الرجل في الكتابة ونتذكر بذلك ذهب مع الريح لمارغريت ميتشل، ورواية شاروت برونتي، فتكون بذلك المرجعية الفكرية للمرأة تابعة لما تريده وللعمق الذي تريد أن تذهب إليه...‏ إن التمييز بين لغتين جعل من الأدب ساحة للعراك بين الأنثوي والذكوري في حين أن هذه المنطقة بحاجة لطاولة حوار مستديرة تحاور كل ما ينتجه الأدب ليكون التفاعل والتكامل هو الهدف... لا أنيناً كأنما هو بقية زفرة أو تتمة بكاء.‏


م. باسمة كيلو، (صوت الأنثى) خاص: نساء سورية