Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

الأبواب تدل على نمط العلاقات الأسرية

هيئة التحرير, 9/7/2010

تطورت الهندسة المعمارية وفق خطوات مواكبة لتطور الحياة الإنسانية, فكانت على مر العصور مرآة تعكس نمط العلاقات السائدة في المجتمع. وبمجرد النظر إلى الصورة التي كانت عليها الأبنية والطرقات والساحات في أي مدينة, وأي زمن, سنقرأ بطريقة غير مباشرة نمط العلاقات بين الناس في هذه المدينة, وذلك الزمن. مثلاً: بيوت دمشق القديمة التي تتسم ببهوها الواسع واتساع مساحتها وتعدد غرفها, تعكس نمط العلاقات القائمة على أساس الأسرة, فالأسرة كانت محل اهتمام الفرد وحولها تدور علاقاته, وتعدد الغرف في البيت الواحد كان ضروري لاستيعاب الأبناء مع أسرهم الصغيرة, والبهو الواسع دلالة على أن العلاقات بين الأسرية تشغل الحيز الأكبر من اهتمام ووقت الأشخاص. أما الأزقة والأبواب الضيقة فهي دليل على محدودية العلاقات خارج الأسرة, وإن كانت الدراما السورية التي تصور تلك المرحلة التاريخية تعكس صورة معاكسة للحقيقة. هذا مثال بسيط يوضح انعكاس العلاقات الاجتماعية العامة على الهندسة المعمارية, لكن الموضوع يأخذ أبعاد أكثر تفصيلاً, و يمتد ليشمل دلالات تعكس أنماط العلاقات داخل الأسرة الواحدة. على سبيل المثال: الأبواب الداخلية والخارجية في البيوت تدلنا على نمط العلاقات الأسرية. فبعض الأسر تستخدم أبواب خارجية أكثر قوة وصلابة وتكثر من الأقفال, يفسر الناس هذا السلوك على أنه إجراء حماية, لكن المختصون في العلاقات الأسرية يرونه اتجاهاً لا شعورياً لخلق حواجز مع العالم الخارجي والاعتماد أكثر على العلاقات داخل الأسرة. كذلك الأمر بالنسبة للأبواب الداخلية, بعض الأسر تلغيها تقريباً, وغيرها يستخدم أقفال في كل زاوية. هذه الدلالات الغير واضحة للناس العاديين تعتبر أحدى المفاتيح التي يعتمد عليها الأخصائيين للتعرف على أنماط العلاقات الأسرية. فالأسرة التي يغلب عليها تقبل الأخر, و يكون الحوار السبيل لحل أي مشكلة تعترضها, و لا يجد أفرادها صعوبة في التعبير عن أنفسهم بكل حرية وعفوية, وتتسم علاقاتهم بالبساطة والمرونة, وتتقبل المعلومات والأفكار الجديدة, وتستقبل عدد كبير من الضيوف وتسمح لأبنائها بإقامة علاقات اجتماعية وأداء ادوار خارج نطاقها دون قيود أو تدخل, وتحترم حرية كل فرد في تحديد أهدافه وتحقيقها, تسمى بالأسر المنفتحة والتي نادراً ما نجد أقفالا داخلية لأبوابها, حتى الخارجية غالباً ما تكون بسيطة, وإجراءات الحماية في حدودها الدنيا. على عكس هذه الأسر نلحظ نمط أخر وهو الأسر المنغلقة التي تعزل نفسها عن العالم الخارجي, وتعتمد على قواعد صارمة وجامدة في تنظيم العلاقات بين أفرادها وعلاقاتهم مع العالم المحيط, تناقش مشاكلها بتكتم تام وكأنها أسرار, وتعامل أبناءها بأسلوب واحد سواء أكانوا صغاراً أو مراهقين أو راشدين, ولا تسمح لهم بالانفصال عنها, بل أن أي محاولة للاستقلال ستزعزع توازن الأسرة الغير سوي أصلا, في منازل هذه الأسر تكثر الأبواب والأقفال وإجراءات الحماية. في هذا السياق لابد من الإشارة إلى أنه لا يوجد نمط أفضل من نمط, ولا وجود لأسر منفتحة أو منغلقة بالمطلق, لان هذا من شأنه أن يخرجها عن دورها كأسرة. لكن ملاحظة هذه التفاصيل تساعدنا على تجاوز بعض الثغرات لتكون أسرنا أحد مصادر الدعم لجميع أفرادها وعوناً لهم في تحقيق أهدافهم. شكر للدكتور مطاع بركات على طرحه الفكرة في إحدى محاضرات الإرشاد الأسري, قسم الإرشاد النفسي, جامعة دمشق.


صفاء ديوب، (الأبواب تدل على نمط العلاقات الأسرية) خاص: نساء سورية