Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

فنان الحياة

هيئة التحرير, 10/7/2010

ينبض ابداع الكسندر كوبرين بالحب لروسيا ولشعبها الموهوب المثابر ولطبيعتها السخية. وكان ذلك الرجل بالفعل يتمتع بقوة بدنية خارقة وكان يثني حدوة الحصان بسهولة وكان يشع من نظرته حب للحياة وطيبة وموهبة وقوة ملاحظة.

رسم الكسندر كوبرين كاستاذ قدير للقصة القصيرة وكاتب للروايات الرائعة رسم لوحة عريضة للحياة الروسية في اواخر القرن التاسع عشر ومستهل القرن العشرين.

ونجد بين ابطاله صيادي البحر الاسود واطباء الريف والمهندس الزراعي والضابط في الجيش والكاتب ومهرج السيرك والعازف في حانة الميناء. ولكل منهم شخصيته المميزة وعالمه الروحي الخصب.

ولد ألكسندر كوبرين في 26 اغسطس/آب عام 1870 في اسرة موظف صغير. وتوفي ابوه وهو بعد لم يبلغ العام. واصبحت اسرته بلا مورد رزق وانتقلت به امه الى موسكو حيث نزلت في دار الارامل. وعندما بلغ الصبي السادسة من عمره ألحقوه بدار للاتيام، وبعد ذلك واصل دراسته في مدرسة عسكرية ثم في كلية حربية .

وبدأ ينظم الشعر في سن مبكرة وتجلت في افضل تلك الاشعار روح المواطنة.

وكان كوبرين في التاسعة عشرة من عمره عندما نشرت مجلة "الصفحة الهجائية الروسية" قصته القصيرة الاولى تحت عنوان "البداية الاخيرة".

ودخل كاتبها بسببها الحبس العسكري حيث مزق قائد السرية التي خدم فيها كوبرين الشاب في سورة غضبه عدد "الصفحة" وهدد الشاب وهو يرسله الى السجن قائلا:" اياك ان ترتكب مستقبلا مثل هذه الحماقات".

وبعد بضعة اشهر انهى الكلية وعين ضابطا . وبدأت سنوات خدمته في مدينة بروسكوروفو الصغيرة في اوكرانيا حيث شهد على اللامبالاة الصارخة للخدمة وادمان الكحول لدى الضباط ومعاملتهم اللانسانية للجنود. وعلى الفور اصبح غريبا في وسط الضباط.

وبعد مضي سنين ستنعكس ذكريات كوبرين عن الخدمة العسكرية في روايته "المبارزة".

استقال كوبرين من الخدمة العسكرية عام 1894 وراح يحلم بان يصبح اديبا. وعمل مراسلا صحفيا واخذ يكتب في مختلف المجلات والصحف.

وكان احد مبادئ ابداعه الاساسية :" ان تعرف تمام المعرفة ما تكتب".

انتقل كوبرين في خريف عام 1901 الى بطرسبورغ فاصبح دفعة واحدة في قلب الحياة الثقافية. واحاط به ادباء موهوبون مثل ايفان بونين وسيرافيموفيتش وغارين – ميخايلوفسكي. وقُدّم كوبرين الى الاديب الروسي الكبير ليف تولستوي. وكان التعرف بمكسيم غوركي مرحلة هامة في مراحل تطوره. وكان كوبرين حينذاك قد اصبح مشهورا بعد صدور قصصه الفريدة في موضوع المسرح والسيرك وروايته الرائعة المثيرة عن الحب "أوليسيا". ان "اوليسيا" هي محاولة من الكاتب لتقديم شخصية رائعة حقا شريفة ونبيلة لم تفسدها الحضارة البرجوازية.

وفي هذه الاثناء دخلت البلاد مرحلة الثورة الروسية الاولى. وعلى قمة الموجة الثورية صدرت في مايو/آيار عام 1905 رواية كوبرين "المبارزة" في موضوع الجيش الروسي وضباطه والتي عززت شهرته كواحد من قادة الفكر والادب الروسي.

ثمة موضوع آخر في ابداعه وهو عالم الحيوانات. فقد صور الكاتب في قصة "زمرد" الاحداث من منظور احاسيس الجواد.

ومن اشهر رواياته هي رواية الحب "سوار العقيق" حيث روى الكاتب قصة حب مشرق كان شاهدا عليه.

استقبل كوبرين بحفاوة ثورة فبراير عام 1917 وسقوط النظام القيصري. الا ان موقفه من ثورة اكتوبر عام 1917 كان متناقضا. اذ لم يكن يثق بامكانية انتصار المثل الشيوعية وكان يحس ضراوة الصراع الطبقي. فهاجر كوبرين الى فرنسا. وقد اصبح بعده عن الوطن مأساة حقيقية وذوت موهبته ، فاعترف في احدى مقالاته الصحفية باحساس عميق بالوحشة. وكان يقول انه يرى روسيا في المنام. واخيرا عاد الى الاتحاد السوفيتي عام 1937 وعاد في شدة المرض. وفي 25 اغسطس/آب عام 1937 وافته المنية.

ان الكتب كالبشر لها اقدارها الخاصة. ولكتب كوبرين قدرها الذي تحسد عليه. فقد قدر لها البقاء طويلا يقرؤها الكبار والصغار.

ملاحظة: تستند هذه المادة الى مقتطفات من مقال "فنان الحياة " بقلم اندريه تشيرنوف وترجمة د. ابو بكر يوسف