Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

السرطان والخدمة الاجتماعية

هيئة التحرير, 21/5/2011

Cancer هو مرض خبيث وضار ينشأ نتيجة لنمو غير سوي للخلايا، فهو على العكس من الخلايا السوية في الجسم. ولا يقف نمو هذه الخلايا عندما تكون على اتصال مع غيرها من خلايا الجسم. وتنتشر الخلايا السرطانية بواسطة إعتداء هذه الخلايا غير السوية على الأنسجة المحيطة بها، أو بواسطة الانتقال عن طريق الدم أو الأوعية اللنفاوية التي تتألف من بلازما الدم وكريات الدم البيضاء إلى أجزاء أخرى في الجسم، حيث تتصارع الخلايا السرطانية مع الخلايا السوية من أجل الغذاء مما يؤدي في النهاية إلى قتل الخلايا السوية من خلال حرمانها من حاجاتها الغذائية ( Barker, 1991 ).

ولمرض السرطان أربعة أنواع مختلفة هي: سرطان الدم الذي يسمى باللوكيميا Leukemia، وسرطان الجلد والأجزاء الظاهرة من الجسم ويسمى ورم سرطاني Carcinoma، والسرطان الخاص بجهاز المناعة ويسمى بالورم اللنفاوي Lymphoma، والسرطان الذي يصيب العظام والعضلات والأنسجة أو الأربطة ويسمى السرقوم Sarcoma. ومرض السرطان من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى الوفاة، وقد زاد عدد الأشخاص الذين ماتوا بسبب هذا المرض في الأعوام 1968-1978 م حيث أحتل عددهم المرتبة الثانية من نسبة الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية. وقد أعتبر مرض السرطان في السابق من الأمراض التي لا يمكن الشفاء منها، ولكنه الآن وبفضل التدخلات العلاجية الحديثة أصبحت تصل نسبة الشفاء منه إلى الثلث في ظرف خمسة سنوات ويبقي الثلثان مع المريض لسنوات عديدة كمرض مزمن ( Conger & Moore, 1981 ). أما علاج هذا المرض فيتمثل في العلاج بالجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج بالعقاقير أو بهم معا، إلا أن للعملية العلاجية آثارا جانبية تظهر على شكل سقوط الشعر وفقد الأسنان وذلك نتيجة للعلاج الكوباتي cobalt treatment، هذا بالإضافة إلى الغثيان والدوار والتقيؤ نتيجة استخدام العقاقير. المشكلات الشخصية والاجتماعية لمرضى السرطان: تشير ( Conger & Moore, 1981 ) إلى أن لدى مرضى السرطان مخاوف عديدة منها الخوف من الموت، والخوف من الهجر والتخلي عنهم، والخوف من التشوية والألم، والخوف من فقد سلامة وكمال الجسد، والخوف من نقص أو انعدام الدخل، والخوف من النبذ والرفض من الآخرين. ممارسة الخدمة الاجتماعية مع مرضى السرطان: ومن هذا المنطلق فإن مهنة الخدمة الاجتماعية تهتم بدرجة كبيرة بالعلاقة بين العوامل الاجتماعية والمرض، فالمرض كما تشير ( Rossen, 1983 ) هو مشكلة اجتماعية، وأن المرض illness والمجتمع society والرعاية الصحية health care والخدمة الاجتماعية social work هي عوامل متداخلة لا يمكن الفصل بينها. ويعتبر المرض خبرة ذات أهمية خاصة في حياة الإنسان لما يتركه من آثار على جميع جوانب شخصيته البدنية منها والنفسية والعقلية والاجتماعية، فالمرضى سواء كانوا رجالا أم نساء أم أطفالا هم أفراد المجتمع الذي نعيش فيه فهم ليسوا مجرد مرضى بل هم أيضا أعضاء في مجتمع تربطهم مع الآخرين علاقات اجتماعية، وعليهم مسؤوليات تجاه أنفسهم وأسرهم ومجتمعهم الذي يعيشون فيه. وترى ( Bartlett, 1961 ) أن المرض الجسدي هو مشكلة واقعية لها آثار نفسية واجتماعية مختلفة، فهو –أي المرض– يفقد توازن الفرد وأسرته، ويسبب لهم التوتر النفسي، وفي الحالات الشديدة فإنه يسبب العزلة isolation والشعور بالعجز واليأس helplessness والشعور بعدم الراحة، والاعتماد على الآخرين، وعدم الثقة بالنفس والشك من الآخرين، والخوف fear. وهذه الضغوط الاجتماعية والنفسية لا تعتبر أعراضا للمرض فقط بل هي عوامل وعناصر مرتبطة بالمرض طوال فترة العلاج. إن الخدمات الاجتماعية في المستشفيات هي جزء أساس ومهم في مجال الرعاية الصحية، وأن الصحة هي حاجة أساسية وضرورية لكل الناس، وعليه فإن الخدمة الاجتماعية هي المهنة التي تساعد المرضى للتعامل مع مشكلاتهم النفسية والاجتماعية المسببة للأمراض والناجمة عنها ( Baetlett, 1961 ). كما أن مهنة الخدمة الاجتماعية ينبغي أن تكون عنصرا أساسيا من عناصر الرعاية الصحية في المؤسسات الطبية على أن تقوم بالعمل على توفير حاجات الأفراد والأسر والجماعات، ومساعدتهم للتغلب على المشكلات النفسية والاجتماعية المترتبة على إصابتهم بالأمراض، والمساهمة في برامج الرعاية الصحية المختلفة، وفي النظام التعليمي وذلك بهدف تحقيق الأغراض التالية: 1- تعزيز الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية لأفراد المجتمع والمحافظة عليها. 2- تعزيز الأوضاع التي تساعد على توفير الخدمات الاجتماعية للمرضى وضمان وصولها إلى مستحقيها. 3- وقاية أفراد المجتمع من الأمراض البدنية والنفسية والاجتماعية. 4- تعزيز أداء الأفراد البدني والنفسي والاجتماعي مع الاهتمام بالآثار الاجتماعية والنفسية للمرض والإعاقة. لقد تطور مجال العمل الاجتماعي في المستشفيات تطورا ملحوظا في السنوات القليلة الماضية، لهذا بدأنا نرى ونسمع أن كثيرا من المستشفيات ودور العلاج بدأت بالفعل في الأخذ بنظام التخصص الدقيق في الخدمة الاجتماعية في المستشفيات أسوة بالتخصص في المجال الطبي. وقد حدد ( Bascom, 1982 ) الأقسام الطبية التي أصبح وجود الأخصائي الاجتماعي بها أمرا مسلما به ومعترفا به من قبل الهيئات والمؤسسات الطبية وهذه الأقسام شملت أقسم العناية المركزة، ووحدات أمراض الرئة والقلب، ووحدات غسيل الكلى وزراعة الأعضاء، وأقسام الأمراض العقلية والنفسية، ووحدات الحروق، والروماتزم، والتوليد والحضانة، وطب الأطفال، وأمراض النساء والولادة، وأقسام الأحياء والأورام، وأمراض المعدة والأمعاء الباطنية، وأمراض الجلد والحساسية، وأجنحة العمليات بكل أنواعها، والأمراض الوراثية، وغرف الطوارئ. وفي مجال تحديد دور الخدمة الاجتماعية في المستشفيات الطبية قام عدد من الباحثين ( Carlton, 1984; Henk, 1989; Krell, Rosenberg, Spano, & Stepanek, 1981, Kumabe et al, 1977; Thompson & Hess, 1989 ) بتحديد الأدوار الوظائف التي يقوم بها الأخصائي الاجتماعي في المستشفى في التالي ( Poole, 1995 ): 1- اكتشاف الحالات case finding . 2- التقدير النفسي الاجتماعي أو تقدير الحاجات psychosocial or need assessment. 3- التخطيط للحالة case planning. 4- التدخل النفسي الاجتماعي psychosocial intervention. 5- مؤتمر الحالة case consultation. 6- التعليم الصحي health education. 7- وضع خطة الرعاية اللاحقة discharge planning. 8- توفير المعلومات والقيام بعملية التحويل information and referral. 9- المساعدات الاقتصادية financial assistance. 10- الدفاع عن مصالح المرضى أو العملاء advocacy. 11- التعاون collaboration. 12- إدارة الحالات case management. 13- المحافظة على الجودة والنوعية quality assurance. 14- البحوث research. 15- الاستشارة البرامجية program consultation. 16- التخطيط المؤسسي agency planning. 17- التخطيط المجتمعي community planning. 18- تنمية الموارد resource development. 19- وضع السياسات وتطويرها policy development. 20- إصلاح التشريعات legislative reform. ( الدراسات المتخصصة عن دور الخدمة الاجتماعية مع مرضى السرطان ) ومما سبق يتضح لنا أهمية الخدمة الاجتماعية مع مرضى السرطان والدور البارز والمهم الذي تقوم به مع مرضى السرطان وأسرهم، فهذه المهنة تقدم لهم المساعدات المتنوعة ليس في مجال تقديم العون والمساندة والتعاطف والمعونة النفسية والدعم، بل يتعدى ذلك إلى دراسة المشكلات النفسية والاجتماعية التي تواجه مرضى السرطان وأسرهم دراسة علمية متخصصة ومساعدتهم في التعامل معها وتخليصهم منها أو التخفيف من حدتها. فالمرضى وأسرهم وكما عرفنا سابقا يعانون من خوف وقلق شديدين غندما تشخص حالة المريض بالسرطان، لهذا فإن على الأخصائيين الاجتماعيين أن يكونوا على استعداد تام للتعامل مع هذه الفئة من المرضى فالتدخل الفعال والمؤثر يتطلب إمتلاك المعرفة والخبرة والمهارة وتفهم الأزمة أو الحالة التي يعاني منها المريض وأسرته. ومع معرفتنا لأهمية هذا الدور للخدمة الاجتماعية مع المرضى إلا أننا نواجه بعض الصعوبات والمعوقات التي تمنعنا من الاستفادة من جهود الأخصائيين الاجتماعيين في هذا المجال فإعداد الأخصائيين الاجتماعيين في الأقسام العلمية لم يرق إلى المستوى المأمول فجميع البرامج التعليمية للخدمة الاجتماعية تركز في معظمها على العموميات وليس فيها إلا عدد قليل جدا من المقررات التي تتصل ببرامج الرعاية الصحية الاجتماعية الطبية. وهذا ما يؤكده ( Ratliff, Timberlake, & Jentsch, 1992 ) حيث يشيرون إلى ضعف الإعداد المتخصص للأخصائيين الاجتماعيين في مجال التعامل مع الأمراض المزمنة والخطيرة والحادة حيث لا يزود الطالب في المرحلة الجامعية بما يكفي من المعلومات والخبرات والمهارات التي تؤهله للعمل مع هؤلاء المرضى. وبعد تخرج الطلاب من الجامعة يحصلون عادة على وظائف في المستشفيات العامة كأخصائيين اجتماعيين ويضطرون للعمل مع مرضى السرطان وعيرهم من المرضى بأمراض خطيرة ومزمنة وفي ذلك الوقت فقط يكتشفون أنهم بحاجة إلى إعادة تشكيل معارفهم ومهاراتهم بما يتوافق وحاجات مرضى السرطان. كما أن كثيرا من هؤلاء الأخصائيين يتجنبون التعامل مع مرضى السرطان وذلك بسبب خوفهم أو شعورهم بعدم القدرة على التعامل مع جوانب وقوى نفسية وانفعالية شديدة كالتي تواجه مرضى السرطان وأسرهم. ومع ذلك فإنه يوجد عدد قليل من الأخصائيين الاجتماعيين الذين يعملون مع هؤلاء المرضى حيث اعتمدوا على أنفسهم في تنمية معارفهم ومهاراتهم واستطاعوا أن يوجدوا برامج فردية وجماعية وأسرية متميزة بهدف مصارعة الأضرار النفسية الناجمة عن المرض. إن تشجيع الأخصائيين الاجتماعيين للعمل مع مرضى السرطان يتطلب منا مراجعة جادة وحقيقية للبرامج التعليمية الموجه لهم، والعمل على تزويدهم بالخبرات والمهارات والمعارف والقيم الأخلاقية المرتبطة بهذه الفئة من المرضى خاصة القيم المتعلقة بالموت والحياة وحقوق المرضى وأسرهم والمبادئ المهنية التي تساعدهم على أداء دورهم بصورة صحيحة وتعمل على زيادة ثقتهم بأنفسهم وقدراتهم وذلك من خلال إقامة الدورات المتخصصة وابتعاثهم للحصول على شهادات عليا في هذا المجال. وأخيرا فإن المطالبة بوجود أخصائيين اجتماعيين متخصصين للعمل مع مرضى السرطان ومن في حكمهم هي نتيجة طبيعية لمطالب المرضى وأسرهم والأطباء والممرضين المتعلقة بتكثيف الخدمات المجتمعية المساندة للعلاج الطبي، كما أن خطط الرعاية اللاحقة التي يحتاج إليها هؤلاء المرضى تعتبر عاملا أساس لتدعيم برامج الخدمات الاجتماعية لهم.