Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

البطالة .. أسباب .. نتائج وحلول

هيئة التحرير, 20/4/2011

بقلم - سمارة محمود سمارة تعد البطالة شكلاً من أشكال الهدر التعسفي للموارد البشرية الوطنية والأكثر إيلاماً للدولة والمجتمع على السواء . إن هذه الظاهرة وتداعياتها وتعاظم حجمها في المجتمعات لأنها تعطل الفرد القادر عن العمل بسبب عدم توافر فرص العمل للمؤهلين له هي مأساة اجتماعية واقتصادية وأخلاقية وفعلها يؤثر في شخصية الفرد العاطل وأسرته ومن ثم النسيج الاجتماعي العام ومستوى العلاقة بين الدولة والمجتمع . فالبطالة قنبلة موقوتة تحاصر الشباب العربي وذلك بعد تسجيل احصاءات كثيرة أجمعت على أن البطالة في الوطن العربي هي الأسوأ بين جميع الدول، حيث أوردت تلك الاحصاءات الموثوق بها أن أعداد العاطلين عن العمل وصلت إلى 15 مليون شخص تقريباً وقد تصل إلى 25 مليون شخص خلال عامين مقبلين . ولتقليص هذه النسبة يتطلب توفير 5 ملايين فرصة عمل وقد ناقش مؤتمر العمل العربي هذه الآفة أكثر من مرة وأكدت تلك المؤتمرات غياب إصلاحات في سوق العمل واحتياجات سوق العمل العربية من الأيدي العاملة العاطلة عن العمل وإعطاء أولوية التوظيف عربياً . والسؤال هل تتحمل الدول العربية وحدها السبب في ارتفاع نسب البطالة؟

أم أن هناك أسباباً تلعب دوراً في ارتفاع هذه النسب؟ وهل لظاهرة اجتذاب العمالة الأجنبية دور في زيادة نسب البطالة العربية وكيف يمكن الحد منها؟

لا شك في أن الحكومات تتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية عن انتشار البطالة والمطلوب تخطي هذه المرحلة واستدراك الوقت، فالبطالة دلالة واضحة على الأداء الاقتصادي لهذه الدول ولكن تحتاج إلى خطوات فعالة وسريعة لحل هذه المشكلة المتفاقمة . فالدول يجب أن تسلم مهمة البدء بخطة تقليص عدد العاطلين عن العمل إلى فريق عمل يعمل بجد وإخلاص من أجل مصلحة هذه الأمة وإيجاد الحلول الممكنة والمتاحة لأن لا حلول سحرية لهذه الآفة إلا البدء بوضع الخطط الممنهجة وأعتقد أن لديهم الامكانات إذا سمح باستخدامها ولا ينقصها سوى ذلك . وأيضاً تراجع القطاع العام عن تشغيل الأيدي العاملة العربية لعب دوراً هنا حيث يعاني هذا القطاع من التضخم في الحجم وانخفاض في الإنتاجية والتأخر في دفع عجلة التنمية وتوفير فرص لإعداد القادمين الجدد إلى سوق العمل . ومن الأسباب أيضاً توجيه الشبان والشابات إلى التعليم في المجالات الأكاديمية وافتقار التعلم والتركيز على الجوانب المهنية والتطبيقية والفنية فالتوجهات التعليمية لا تتطابق مع احتياجات سوق العمل في الوطن العربي . كما أن إهدار أموال في خطط لا تخدم إلا نسبة بسيطة من السكان لا يعود بأي أثر لأي قيمة اقتصادية على الطبقتين الفقيرة والمتوسطة وهاتان الطبقتان هما الأساس في أي مجتمع لذلك هناك من يلقي باللوم على الحكومات فقط . فالتوجيه والإرشاد الصحيح في التعليم يكونا جزءاً من الحل فهناك على سبيل المثال تخصصات كثيرة في مجال معين تزيد على حاجة سوق العمل وفي المقابل هناك تخصصات نادرة يتطلبها سوق العمل ولا يجدها وفي هذه الحالة يضطر أصحاب الأعمال إلى إحضار الشخص من خارج البلاد لتلبية سوق العمل والنتيجة السلبية التي تنشأ عن ذلك هي بطالة في الشريحة الأولى وطلب ملح على الثانية . من الحلول أيضاً التي طرحت في المؤتمرات من دون أن تطبق هي إعادة هيكلة الاقتصاد لوسائل الإنتاج وتلبية الحاجات الأساسية للبشر خارج نطاق الربح الرأسمالي أي بناء مجتمع لا يكون في نجاح الأقلية في العيش المترف على حساب عجز الأغلبية عن الوصول إلى الحد الأدنى من العيش الكريم . وحسب علم الاجتماع يتحول العاطل عن العمل إلى شخصية مضطربة وسلبية بسبب الإحباط والاحساس بالفشل وعدم إثبات وجوده في مجتمعه حيث يصبح طاقة معطلة لتتحول مشاعره نحو الكراهية واليأس لتصل في النهاية إلى عامل رئيس في هدم المجتمع .

  • نقلاً عن صحيفة الخليج