Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

المرأة العربية.. الواقع والمستقبل

هيئة التحرير, 10/5/2011

محمد نعمان جلال

شهدت المرأة العربية مراحل متنوعة في مسيرتها نحو الانطلاق والتقدم. ومفهوم التقدم من وجهة نظري يجب أن يتصل بحضارتنا وتراثنا من ناحية، وبالتطورات المعاصرة من ناحية ثانية، وبالمستقبل من ناحية ثالثة.التراث الشعبي والحضاري يشكل قيداً على حرية المرأة.

أما من ناحية المبادئ الأصيلة للإسلام، فهو يعطي المرأة حريتها بصورة شبه تامة، وكما ذكرنا فإن تخلف وضع المرأة يمثل التراث أقوى العناصر المسؤولة عنها، فالتراث الثقافي الذي هو من صنع البشر غلب عليه مفهوم الشيفونية والسيطرة الذكورية، وذلك مرده ثلاثة اعتبارات:؟ الأول: طبيعة تطور المجتمعات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي نظرت للرجل بصفته القائد وللمرأة بصفتها التابع.

؟ الثاني: التفسير الذكوري للمبادئ الإسلامية، فرغم أن النبي (ص) روي عنه قوله «استوصوا بالنساء خيراً»، «وما أكرمهن إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم»، وقوله «النساء شقائق الرجال»، وقوله «خذوا نصف دينكم من هذه الحميراء» (أي عائشة)، ورغم أن زوجات الرسول هن أمهات المؤمنين، من حيث مكانة الاحترام والأدب والتعلم منهن، ورغم مشاركتهن في المعارك، وفي غزوة أحد دافعت بعض النسوة عن الرسول عملياً في القتال، ورغم مبايعة النساء للرسول في بيعة العقبة، وغير ذلك من الشواهد الكثيرة، إلا أن بعض الفقهاء من الذكور لأسباب غير مفهومة نسوا أو تناسوا أو تجاهلوا كل هذا.

؟ الثالث: عملية سوء الفهم وسوء التفسير السابق استقبلته المرأة بكثير من الاستسلام والخضوع. إلا أن التطور المعاصر في القرن العشرين شهد نهضة المرأة كما تجلى ذلك في كتابات قاسم أمين عن المرأة الجديدة وتحرير المرأة وآراء الشيخ محمد عبده وقبلهما رفاعة رافع الطهطاوي وغيرهم، وبروز شخصيات مثل هدى شعراوي وعائشة التيمورية وكذلك في البحرين مثل عائشة يتيم وغيرهن، دفع كثيرين إلى إعادة النظر في موقفهم من المرأة. التي انطلقت في ثلاث مسيرات:

؟ الأولى: مسيرة المشاركة في الحياة الاجتماعية مع الرجل وفي قراراته الخاصة بالأسرة وخصوصاً حق الزواج.؟ الثانية: مسيرة التعليم بشتى المراحل.؟ الثالثة: مسيرة العمل في الوظائف المتعددة. ولم تكن هذه المسيرات سهلة أو ميسرة، بل واجهت كثيراً من الصعاب والتحديات.

لتحديد وضع المرأة العربية بالنسبة إلى المستقبل، لابد من المصارحة والمكاشفة. وهذه المكاشفة تشير إلى أن المرأة العربية اليوم متهمة بثلاثة اتهامات:؟ الأولى: أنها متخلفة. ؟ الثانية: أنها تريد العودة إلى الوراء.؟ الثالثة: أنها تكره ذاتها.

فهي لا ترغب في الانطلاق والتعليم الحديث والمشاركة في الحياة العامة، وهي حتى لو تعلمت كل همها البحث عن الزوج والقرار في المنزل، وهي من ناحية ثالثة لا تعطي صوتها للمرأة بدوافع الغيرة والتنافس والشك والخضوع لفكر وسلطة الرجل. ولهذا لم تنجح امرأة في انتخابات حرة في البحرين أو الكويت ولا في الانتخابات الأخيرة في سلطنة عمان.

وفي مصر حيث أقدم تجربة في تحرير المرأة وبروزها في الحياة العامة نجدها تتراجع من حيث الدور السياسي والعضوات في البرلمان عددهن قليل، مع إدراكنا أن ثمة تقدماً لوضع المرأة في عدد من الدول العربية مثل المغرب وتونس. كذلك ثمة تقدم لمستواها التعليمي والثقافي عموماً في السنوات الأخيرة. ولكن من ناحية دورها السياسي والمجتمعي، فمازالت المرأة العربية أقل من نظيراتها في دول إسلامية مثل باكستان أو ماليزيا أو إندونيسيا أو تركيا أو حتى إيران التي تولت فيها إحدى السيدات منصب نائب رئيس الجمهورية في عهد الرئيس محمد خاتمي، وقد دفعت هذه الحال المتردية للمرأة العربية بعض الناس إلى القول إن المرأة العربية تعاني من أنيميا سياسية.

إن أمام المرأة العربية تحديات ولديها الآليات التي تساعدها على مواجهتها والتغلب عليها، ونذكر في هذا الصدد النقاط الآتية:؟ الأولى: بروز ما يسمى «السيدات الأُول» اللائي عليهن واجب قيادة أو تشجيع وتطوير وضع المرأة، وهذا دور بالغ الأهمية. ولكن من ناحية أخرى فليحذر هؤلاء السيدات شلة المنافقين والمنافقات الذين يدورون حولهن ويحرصون على المظاهر والقشور والمهرجانات والاحتفالات والمؤتمرات الدولية بدلاً من الانخراط الحقيقي في عمل فعال لصالح المرأة الريفية أو حتى في الأحياء الشعبية المهضومة حقوقها.

؟ الثانية: ما أُطلق عليه تحدي العمل النخبوي لمنظمات المرأة وتكوين مجموعات شللية تدور حول نفسها وتحصل على مكاسب، بينما لا ينزلن للشارع الحقيقي أو يقدمن خدمات فعلية ويقمن بدور تثقيفي للمرأة.؟ الثالث: الأجندة الأجنبية.

إن أجندة التنظيمات النسائية العربية ينبغي أن تكون أجندة عربية تبحث مشكلات المرأة العربية الحقيقية، وليست مشكلات المرأة الأوروبية أو الأميركية التي تعيش في ترف، وتبحث عن نوع آخر من أنواع الحرية. حرية المرأة العربية تبدأ من حقها في اختيار الزوج، ومن التعليم، ومن العمل، ومن المشاركة السياسة الفاعلة، وحق التجمع ونحو ذلك من الحقوق.إن مجال الأولوية في نشاط المرأة العربية هو في قلب مجتمعاتها أكثر من كونه في منتديات دولية تبحث أجندة نسوية للمرأة الأوروبية أو الأميركية.