Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

ارتفاع ضغط الدم متسلل صامت يسجل أعلى الأرقام!

هيئة التحرير, 6/5/2011

د سمير محمد شعث

يعتبر شهر مايو الجاري هو الشهر القومي بالولايات المتحدة للتوعية بمرض إرتفاع ضغط الدم ، حيث أشارت مؤخراً نشرة مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية بالولايات المتحدة الخاصة بهذا الموضوع إلى أن أكثر من 75 مليون إنسان في الولايات المتحدة وحدها مصاب بهذا المرض المزمن ، أي حوالي خُمس السكان ، وأن إرتفاع ضغط الدم يرفع من إحتمالات حصول نوبات الجلطة القلبية والسكتة الدماغية. وهما بالترتيب ، السبب الأول والثالث للوفيات في الأمة. وذلك بالإضافة إلى دور هذا المرض في التسبب في الفشل الكلوي وفشل القلب. وأعادت إلى الأذهان أن حوالي 320 ألف أميركي توفوا في عام 2005 نتيجة لمرض إرتفاع ضغط الدم ، بشكل مباشر أو غير مباشر ، أي نتيجة لمضاعفاته. البعد الاقتصادي المكلف وذكرت صراحة أن البُعد الاقتصادي لمعالجة المرضى بمشكلة ارتفاع ضغط الدم ستكلف فاتورة مالية ، بحجم ميزانيات دول ، يتجاوز مقدارها 80 مليار دولار خلال عام 2012 فقط. وبالرغم من إشارتها إلى أن ضغط الدم كان السبب وراء أكثر من 55 مليون زيارة طبية ، أي للطبيب في العيادة ، في الولايات المتحدة خلال عام 2010 ، إلا أنها ذكّرت جميع البالغين بضرورة الإلتفات إلى موضوع إرتفاع ضغط الدم ، لأن 90% من متوسطي العمر ، من الجنسين ، سيصابون بمرض إرتفاع ضغط الدم في مرحلة ما تالية في العمر، وأيضا ، لأن 20% من الناس الذين لديهم بالفعل مرض إرتفاع ضغط الدم ، لا يعلمون ذلك ، ولم يتمكن الأطباء من إجراء فحص ضغط الدم لاكتشاف ذلك ، أي أنهم يقضون بضع سنوات من عمرهم وهم لا يعلمون أن هذا المرض لديهم. وهو ما يُضيّع عليهم فرصة الاكتشاف المبكر للمرض ، ومعالجته بشكل شامل قبل حصول أي تداعيات له. أعراض صامتة في أكثر من 90% من حالات مرض ارتفاع ضغط الدم ، لا يكون هناك سبب معروف لحصول ذلك. وهو ما يسمى بالنوع (الأولي) لإرتفاع ضغط الدم. أما في حوالي 10% من الحالات ، فيكون ثمة سبب طبي لظهور الحالة ، ويسمى حينها بالنوع «الثانوي»، أي ثانوي ناتج عن شيء أولي ، وذلك إما لوجود إضطرابات في الكلى ، أي في عملها ، أو بنيتها ، أو الشرايين المُغذية لها، أو لوجود أورام في الغدة فوق الكلوية ، أو نتيجة لوجود عيوب خَلقية في القلب ، أو كآثار جانبية لتناول أحد الأدوية ، مثل تناول النساء لحبوب منع الحمل الهرمونية ، أو تناول بعض أدوية معالجة نزلات البرد ، أو مضادات الاحتقان ، أو الأدوية المسكنة للألم ، أو تناول بعض المخدرات والأدوية غير القانونية ، مثل الكوكايين والأمفيتامينات. ويختصر الباحثون وصف مرض ارتفاع ضغط الدم بعبارة : من الممكن أن يكون لديك مريضاً بارتفاع في ضغط الدم لعدة سنوات ، دون أن يكون لديك علامة واحدة تدل عليه. المرض الصامت والأطباء لم يُجانبوا الصوابَ حينما وصفوا مرض إرتفاع ضغط الدم بأنه « مرض صامت »، ذلك أن ضغط الدم يبدأ في صمت بالإرتفاع المرضي ، ويستمر كذلك دون أي علامة أو مظهر أو شكوى تدل على وجوده. ولكن هذا «الصمت» لا يستمر طويلا ، بل تبدأ الشكوى حينما تنشأ مضاعفات هذا المرض. وهي مضاعفات متوقع حصولها ، إما في القلب ، أو الشرايين القلبية والدماغية ، أو الكلى ، أو شبكية العين ، أو شرايين أطراف الجسم ، أو في كل تلك الأجزاء من الجسم حال إستمرار هذا الإرتفاع غير الطبيعي في ضغط الدم داخل الشرايين. ولمن لا يُلقي بالًا بالأصل لأهمية إجراء الفحوصات ، وفق ما تنصح به الإرشادات الطبية ، لا تبقى له سوى «الصدفة» كي تكشف له أن هناك ارتفاعا دائما، وغير طبيعي ، في ضغط الدم. الأعراض المحتملة لإرتفاع ضغط الدم لدى الشخص فإن من الضروري معرفة أن ضغط الدم قد يرتفع إلى مستويات عالية ، دون أن يتسبب في أي مظاهر أو علامات تدل عليه. ومع هذا ، فإن بعض الناس ، وفي بدايات إصابتهم بارتفاع ضغط الدم ، قد يعانون من صداع ثقيل في الرأس ، أو نوبات من الدوار ، أو من نزيف في الأنف ، ولكن أيضا علينا ملاحظة أن أياً من هذه الأعراض قد يظهر لدى إنسان ما ، دون أن يكون لديه إرتفاع في ضغط الدم. ولذا ر، مثلا ، يكون الإعتماد على عدم وجود صداع ، كعلامة على عدم وجود إرتفاع في ضغط الدم ، إعتماداً واهياً وواهماً. قياس ضغط الدم. تشير المصادر الطبية إلى أن الإرشادات الأساسية للهيئات الطبية المعنية بصحة القلب تقول : على كل إنسان، تجاوز سن العشرين ، إجراء قياس ضغط الدم مرة كل سنتين. كما أن الفحص السنوي للأطفال ، الذين تجاوز عمرهم ثلاث سنوات ، يجب أن يتضمن قياس ضغط الدم. وتتأكد الحاجة إلى قياس ضغط الدم ، في فترات زمنية أقل من سنتين ، لمنْ سبقت ملاحظة أن لديهم إرتفاعا طفيفا في ضغط الدم ، أو منْ ثبت أن لديهم تاريخاً عائلياً بإصابة أحد الأقارب ، القريبين جدا في النسب ، بمرض إرتفاع ضغط الدم ، أو منْ لديهم أحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب ، مثل مرض السكري ، واضطرابات الكولسترول ، والدهون الثلاثية ، والتدخين ، والسُمنة ، وتدني ممارسة الرياضة البدنية ، وغيرها. وتتم في الحالات العادية معرفة مقدار ضغط الدم الجاري في شرايين الجسم من خلال إجراء القياس بواسطة جهاز «مقياس ضغط الدم» للشريان الكبير في العضد. وهناك طرق أخرى أعمق تتطلب وضع نهاية أنبوب خاص في داخل الشريان نفسه ، وذلك كما يجري في وحدات العناية المركزة ، أو خلال قسطرة القلب . قراءة ضغط الدم تشمل قراءة رقمين الأول هو مقدار «الضغط الانقباضي» ، أي الذي يكون في داخل الشرايين خلال إنقباض القلب . 2. الثاني هو مقدار «الضغط الانبساطي» ، أي الذي يكون خلال فترة إنبساط القلب. معلوم أن الدورة القلبية الواحدة مكونة من مرحلتين ، الأولى إنقباض القلب بغية ضخ ما احتواه البطينان من الدم ، والثانية انبساط القلب لفترة من الزمن ، بغية إعطاء فرصة لامتلاء البطينين بالدم ، كي يتم ضخه في النبضة التالية. ولذا، فإن أرقام قياس ضغط الدم يُعبر عنها بـ 120/ 80 مثلا ، وذلك بوحدة «مليمتر زئبق». ولمنْ تجاوزوا سن الثامنة عشر عاماً من العمر . تصنيف قراءة ضغط الدم ضمن أربع درجات وهي ضغط دم طبيعي ، أي حينما يشير القياس إلى أقل من 120/ 80 ، ضغط دم في مرحلة ما قبل الإرتفاع المرضي ، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 120 إلى 139 بالنسبة للضغط الإنقباضي ، وإلى ما بين 80 إلى 89 بالنسبة للضغط الانبساطي. ضغط دم في المرحلة الأولى من مرض إرتفاع ضغط الدم ، أي حينما يشير القياس إلى ما بين 140 إلى 159 للضغط الانقباضي، أو ما بين 90 إلى 99 بالنسبة للضغط الانبساطي.ضغط دم في المرحلة الثانية من مرض أرتفاع ضغط الدم ، وهي المرحلة الأكثر شدة ، أي حينما يشير القياس إلى ما فوق 160 بالنسبة للضغط الانقباضي ، وإلى ما فوق 100 بالنسبة للضغط الانبساطي. ومن المهم ملاحظة أن أي إرتفاع في مقدار الضغط الإنبساطي أو الانقباضي ، عن المعدل الطبيعي ، هو شيء مهم لتشخيص الإصابة بمرض إرتفاع ضغط الدم. ولذا ، فإن هناك منْ هم مصابون بمرض إرتفاع الضغط الإنقباضي ، وآخرون بمرض إرتفاع الضغط الإنبساطي ، أو بكليهما معاً . الهدف العلاجي الهدف من علاج إرتفاع ضغط الدم هو الوصول به إلى مستويات آمنة. والأمان يتحقق بجعل مقدار القياس أقل من 140/ 90 ملم زئبق للأشخاص الأصحاء الذين لا تُوجد لديهم أي عوامل مزمنة أخرى مُؤثرة على القلب ، مرضية أو غير مرضية. أما الأشخاص الذين لديهم ضعف مزمن في الكلى، أو مرضى بالسكري ، أو لديهم مرض شرايين القلب ، أو لديهم إرتفاع في الكولسترول ، أو المُدخنون ، أو لهم تاريخ عائلي قوي للإصابة بأمراض القلب ، أو لإرتفاع ضغط الدم ، فإن الهدف العلاجي هو الوصول بضغط الدم إلى قراءات أقل من 130/ 80 ، ولكن منْ لديهم ضعف في قدرة القلب على ضخ الدم ، أي مرضى " فشل القلب " ، أو منْ لديهم ضعف شديد في وظائف الكلى ، فإن الهدف هو الوصول بضغط الدم إلى قراءات أقل من 120/ 80. وهنا علينا ملاحظة أن لا خلاف بين الأطباء حول معالجة إرتفاع ضغط الدم حينما تكون القراءات أكثر من 140/ 90 ، وذلك بإنقاص الوزن ، وممارسة الرياضة البدنية ، والإمتناع عن التدخين ، وتناول الأغذية الصحية ، وأيضا ربما تدعو الحاجة إلى إستخدام الأدوية حينما لا تفلح وسائل السلوكيات الصحية الحياتية. والخلاف هو في العلاج الدوائي لمن لديهم قراءات في مرحلة «ما قبل ارتفاع ضغط الدم» ، والذين لا تفلح وسائل السلوكيات الصحية الحياتية في خفض ضغط الدم للمعدلات الأقل من 120/ 80. وفي هذه الحالات يُقدّر الطبيب الوسيلة الأنسب للتعامل مع هذا الارتفاع «غير المرضي» ، و«غير الطبيعي» ، وذلك بناء على الحالة الصحية العامة للشخص. والأمر الآخر ، هو الخلاف في حالات الأشخاص الذين تجاوزوا سن الثمانين من العمر. وتشير إصدارات الباحثين إلى أنه يكفي لدى هذه الفئة من الناس خفض الضغط إلى مستويات أعلى بقليل من 140/ 90 ، وذلك لإعتبارات أهمها ضمان تدفق الدم بصفة كافية إلى الدماغ ، وتحسين عمله. وهناك منْ يرى غير ذلك، أي خفض الأرقام إلى الحد الطبيعي ، أي ما دون 120/ 80. والأمر برمته يعود إلى الحالة الصحية للشخص ، وإلى مدى وجود عوامل إرتفاع خطورة الإصابة بأمراض القلب ، أو إلى وجود ضعف الكلى. كيف يتم تشخيص الإصابة بمرض إرتفاع ضغط الدم دون أي تعقيد ، أو دخول في دوامات من القراءات المرتفعة أو الطبيعية ، أو التكهنات والرجم بالغيب في ترجمة معنى ذلك ، هناك عنصر أساسي لإتمام «عملية سليمة وصحية لقياس ضغط الدم، ولترجمة «معنى قراءات قياس ضغط الدم». ودون هذا العنصر ، تغدو عملية قياس ضغط الدم ، وبالتالي ترجمة معنى نتائجه ، عبثا وتضييعا لوقت الطبيب ، والأهم تضييع الوقت الذي لا يُقدر بثمن بالنسبة للمريض ، حال الغفلة عن تشخيص وجود إرتفاع حقيقي فيه ، أو تعريض المريض لخفض علاجي ضار ، لا مبرر أو داعي له. ووفق إرشادات الهيئات المعنية بصحة القلب والشرايين ، كالإصدار التاسع للجنة القومية لضغط الدم ، ورابطة القلب الأميركية ، وغيرها، فهذا العنصر هو «إجراء قياس ضغط الدم بطريقة صحيحة». وقبل ذكر الطريقة السليمة لإجراء قياس ضغط الدم ، من المهم معرفة كيف تشخّص إصابة إنسان ما بمرض ارتفاع ضغط الدم؟. وأهمية هذا الأمر تنبع من أن مقدار ضغط الدم لدى الإنسان ليس ثابتاً طوال ساعات اليوم ، ولا خلال دقائقه ، بل هو مقدار لقوة تتغير من لحظة إلى لحظة ، وتبعا لمستوى النشاط البدني للمرء ، وما الذي يشعر به في تلك اللحظة ، ويتغير خلال النهار عن الليل ، وفي الشتاء عن الصيف ، ولدى رؤية الطبيب ، أو الممرض ، أو العيادة ، أو حتى المستشفى ، وغير ذلك من العوامل. وللشخص الذي لا يُعرف أن لديه ارتفاعاً مرضياً في ضغط الدم ، يكون التشخيص بناءاً على عدة قراءات غير طبيعية ، أكثر من ثلاثة قياسات متباعدة الوقت ، خلال فترة زمنية تقارب ثلاثة أسابيع ، وخاصة حينما تتم تلك القياسات بطريقة سليمة وصحية في المنزل ، وبعيداً عن الأطباء والعيادات والممرضين. ولقياس ضغط الدم بطريقة صحيحة ، على المرء ملاحظة الأمور التالية : قبل البدء في إستخدام جهاز قياس ضغط الدم لأول مرة ، تأكد من فحص الطبيب أو المريض لدقة ذلك الجهاز في قياس الضغط. وقم بإجراء القياس تحت مرأى الطبيب أو الممرض ، للتأكد من قيامك به بدقة. ـ قم بقياس ضغط دمك في أوقات ثابتة ، مثلاً : في الصباح ، أو في المساء ، وذلك لكي تتم الإستفادة من قراءة القياسات في الأيام المتفرقة. ـ إستخدم نفس العضد كلما قمت بقياس ضغط الدم ، أي إما العضد الأيمن ، أو الأيسر. ـ لا تقم مطلقا بقياس ضغط الدم مباشرة عند استيقاظك من النوم ، بل إنتظر ـ على الأقل ـ ساعة أو أكثر. - لو كنت من الذين يقومون بتمارين رياضية في الصباح ، قم بقياس ضغط الدم قبل البدء في تلك التمارين. تجنب تناول الطعام أو المشروبات المحتوية على الكافيين لمدة 30 دقيقة قبل القيام بقياس ضغط الدم. تجنب قياس ضغط الدم حينما تكون متوترا أو غاضبا ، وخذ قسطا من الراحة قبل قياس ضغط الدم. إذهب إلى الحمام للتبول قبل قياس ضغط الدم ، لأن المثانة الممتلئة تعمل على رفع مقدار ضغط الدم لدى الإنسان. ـ إجلس بكل إرتياح وهدوء على الكرسي عند قياس ضغط الدم ، ولا تضع ساقاً أو كاحلاً على الآخر ، وأسند ظهرك تماما على الكرسي. ضع ذراعيك بكل إرتياح ـ في مستوى القلب ـ على طاولة أو المسند الجانبي للكرسي. وإنْ احتجت ، ضع وسادة تحت الذراع ، ليصل إلى مستوى القلب. لا تتكلم أثناء قياس ضغط الدم. ضع السوار القماشي لجهاز الضغط على جلد عضدك مباشرة ، وليس على الملابس. ويجب الحرص على عدم رفع الكم الضيق أصلا إلى أعلى العضد ، ليتسبب بالتالي في ضيق وشد ضاغط على أعلى العضد ، لأنه سيتسبب في إعطاء قراءة غير دقيقة لضغط الدم. قم بإجراء قياس لمرتين خلال القراءة الواحدة ، بفصل فيما بينهما حوالي 3 دقائق. الأقل هو الأفضل هذا هو الشعار الذي أصبح منتشرا في ما يتعلق بحماية القلب. فقد أوضحت التوجهات الرامية إلى تحديد مستويات الكولسترول الصحية بمقادير أقل ، وكذلك الحد الشديد من مستويات الكولسترول المنخفض الكثافة LDL (الضار) ، من الإجراءات العملية المعتمدة حاليا. ثم تبعتها بعد ذلك ، ولو بشكل أبطأ، توجهات خفض مقادير قراءات ضغط الدم. إلا أن هناك حدودا جسدية تحدد أقل مقدار لضغط الدم المنخفض. فالمشكلات التي تحدث معه ، وهي الدوار أو الإغماء، تظهر عندما ينخفض هذا الضغط إلى مقدار أقل من اللازم. كما أن هناك مخاوف أيضا من أن التحكم القوي في ضغط الدم قد يؤدي إلى خفض مقدار ضغط الدم الانبساطي (وهو المقدار الأقل) إلى حد كبير قد يكون ضارا بالأشخاص الذين يعانون من شرايين تاجية متضيقة أو مسدودة. تغيير الأهداف إن كل انقباض أو تقلص في حجرة القلب الضاخة الرئيسية ، وهي البطين الأيسر، يدفع بموجة من الدم نحو الشرايين. إلا أن الشرايين نفسها تقاوم هذا الدفع. وهذه الديناميكية هي التي تكون ضغط الدم ، الذي يرتبط بالكثير من العوامل الرئيسية : قوة انقباض القلب ، كمية الدم التي تنطلق مع كل انقباض ، ومقدار القطر الداخلي للشرايين ، ومدى مرونتها. وأثناء فترات الحياة الأولى تكون الشرايين مفتوحة ولينة ، فهي تتمدد بسهولة لتسمح بدفقة الدم بالمرور ، ثم تقوم بالانقباض بعد مرورها لكي تساعدها في اندفاعتها. ومع مرور الزمن ، يتسبب التدخين ، الأطعمة الدهنية ، الخمول ، والعوامل الضارة الأخرى ، في تضيق الشرايين وتصلبها. ومع خسرانها لمرونتها فإن الشرايين تقوم بمقاومة موجة الدم المتدفقة ، وهذا ما يسهم في حدوث حالات ضغط الدم المرتفع. وفي زمن ما ، أُعتبر ضغط الدم المرتفع أمرا طبيعيا ، وأنه جزء من عملية الهِرم والشيخوخة ، أو حالة من التكيف التي تساعد القلب على توزيع الدم إلى أعضاء الجسم وأنسجته . إذ أن «الخطر الأعظم على الإنسان الناجم عن ضغط الدم المرتفع ، يكمن في اكتشافه (أي ضغط الدم) ، لانه ، وحينذاك ، يقوم شخص أحمق ما ، بالعمل على خفضه»!.. أما أمراض «أمراض القلب» فنوجه النصيحة التالية للأطباء بأن «الأشخاص الذين لديهم ضغط دم مرتفع حميد تصل قراءاته حتى 210/ 110 ، لا يحتاجون إلى علاج! وللتذكير فإن حدود المقادير الصحية بقراءات ضغط الدم حاليا لا تزيد على 120/ 80 ملم زئبق. إلا أن الباحثين والخبراء بدأوا في طرح تحدياتهم للمعتقدات السائدة منذ الأربعينات والخمسينات حتى نهاية القرن العشرين. فقد أظهر الباحثون أن الحمية الغذائية (حمية الأرز) ، الجراحة (بقطع الأعصاب جراحيا)، وتناول خلاصات الأعشاب ، والأدوية ، التي تقلل من ضغط الدم المرتفع جدا، أدت إلى درء حدوث السكتة الدماغية وإطالة الأعمار. كما أدى تطوير أدوية آمنة وفعالة إلى ظهور فوائد للمصابين بضغط دم مرتفع متوسط. والآن فإننا نعرف أن ضغط الدم المرتفع ، خطير بعدة طرق. فهو يسبب الأضرار لخلايا البطانة الداخلية الحساسة للشرايين ، وهذا ما يؤدي إلى تسارع عملية تصلب جدرانها وبالتالي زيادة ضغط الدم. كما أنه يمهد لظهور الالتهابات وتصلب الشرايين ، وهما اللذان يسهمان في حدوث النوبات القلبية والسكتات الدماغية. كما أن ضغط الدم المرتفع قد يؤدي إلى إضعاف الأوعية الدموية وتعريضها إلى حدوث تسريبات منها. وعندما تحصل مثل هذه التسريبات في الدماغ فإنها تؤدي إلى السكتة الدماغية النزفية (الناتجة عن تسرب أو نزف الدم). كما أن ضغط الدم المرتفع يلحق الأضرار أيضا بالكلى ، العينين ، وعدد من أعضاء الجسم الأخرى. وقد أدت هذه الاكتشافات إلى تغيير الأهداف المرتبطة بمقادير ضغط الدم الصحي. وفي السبعينات من القرن الماضي كان الأطباء يعتقدون أن مقدار ضغط الدم الانقباضي (المقدار الأعلى) يساوي مقدار عمر الشخص زائداً 100. ، وفي الثمانينات كانت الإرشادات الوطنية الأميركية تشير إلى أن مقادير الضغط الطبيعية يمكن أن تكون أيا من المقادير التي تقل عن 140/ 85 ملم زئبق. أما الآن فإن المقادير الصحية هي 120/ 80. ولذلك يطلب من الناس ذوي ضغط الدم المرتفع ضمان تقليله إلى 140/ 90 ، ومن الآخرين المصابين بأمراض الكلى أو السكري إلى 130/ 80. الإهتمام بالضغط المرتفع وفيما لا يزال مقدار ضغط الدم الانبساطي غير محدد بشكل قاطع ، فإن من الضروري تركيز الاهتمام على ضغط الدم المرتفع ، فهو مشكلة كبرى. ويعاني 80مليون أميركي من ضغط الدم المرتفع ، ولا يعرف ثلثهم أنهم مصابون به. وغالبية المصابين لا يسيطرون عليه أو يتحكمون في مقداره. وهذا أمر مثير للقلق لأن ضغط الدم المرتفع هو السبب في حدوث ثلثي السكتات الدماغية ونصف النوبات القلبية والحوادث الأخرى المرتبطة بأمراض الاسترخاء.. وسيلة مهمة لخفض ضغط الدم أسهل وسيلة لخفض ضغط الدم هي تناول حبة من الدواء. إلا أن الدواء مكلف ماليا وله أعراض جانبية. إلا أن الاسترخاء الكامل للجسم والتفكر لدقائق معدودات يوميا بمقدوره خفض مقدار الضغط الانقباضي بنحو 10 نقاط أو أكثر - من دون تكاليف مالية، ومن دون أي أعراض. وقد قارن باحثون في معهد بنسون - هنري لطب الفكر والبدن في مستشفى ماساشوستس التابع لجامعة هارفارد ، بين وسائل إدارة التوتر المسماة «استجابات الاسترخاء» (relaxation response) وبين التوعية المتعلقة بتغيير نمط الحياة مثل تقليل تناول الصوديوم (في الملح) ، إنقاص الوزن ، وممارسة الرياضة. وقد انخفض ضغط الدم أكثر لدى المتطوعين في مجموعة «استجابات الاسترخاء» أثناء ممارستهم لهذه الوسيلة ، إذ نجح 32 في المائة من المشاركين فيها في التخلي عن واحد من الأدوية المخصصة لعلاج ضغط الدم المرتفع لديهم ، مع محافظتهم في الوقت نفسه على مقدار ضغط الدم المطلوب ، مقارنة مع 14 في المائة من المتطوعين المشاركين في مجموعة التوعية بنمط الحياة وقد أظهرت استجابات الاسترخاء التي طورها الدكتور هيربرت بنسون من جامعة هارفارد أنها تخفض من معدل ضربات القلب ، ضغط الدم ، معدل التنفس ، ومن توتر العضلات. الطريقة المُثلى لنوبات ارتفاع ضغط الدم إلهدوء التام من خلال قراءة الايات القرآنية فهي أنجح علاج للفزع أو الخوف الجلوس بهدوء في موضع مريح ، مُغمض العينين . دع عضلاتك تسترخي ، ابتداء من قدميك ، ثم إربة الرجلين ، ثم الفخذين ، ومنطقة البطن ، وهكذا ، وصولاً إلى الرقبة والوجه. تنفس ببطء عبر أنفك. وعند الزفير ردد بصمت ، أي بينك وبين نفسك ، الكلمات أو العبارات التي إخترتها. لا تقلق عندما تردك أفكار أو خواطر أخرى. عُد ببساطة إلى تكرار كلماتك أو عباراتك. استمر في هذه العملية لفترة 10 - 20 دقيقة. في النهاية اجلس بهدوء لدقيقة واحدة ، ثم إفتح عينيك. قم بعملية الاسترخاء هذه مرة أو مرتين يوميا.

المصدر: صحيفة البلاد