Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

الإنسان، الأرض والحرية؛ عناصر الثقافة الفلسطينية

هيئة التحرير, 1/2/2012

سلمان ناطور في مؤتمر أريحا لمركز أبحاث السياسات الاستراتيجية: الإنسان، الأرض والحرية؛ عناصر الثقافة الفلسطينية أكد الأديب سلمان ناطور في المحاضرة التي القاها في اريحا في المؤتمر الأول للمركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية، اكد عل وحدة الثقافة الفلسطينية في فضاءاتها الفلسطينية والعربية والكونية. وقد كرس المؤتمر الذي دام يومين لموضوع "القضية الفلسطينية.., مراجعة التجربة وأفاق تغيير المسار الاستراتيجي"، وتناولت جلساته مجمل القضايا المتعلقة بالوضع الراهن الفلسطيني من سياسية واقتصادية واجتماعية ودولية والحلول المطروحة والعراقيل التي تحول دون انهاء الصراع، وقد قدم محاضرون فلسطينيون من الوطن والخارج أوراق عمل ومداخلات علمية وجرى نقاش حولها وخصص الكاتب سلمان ناطور ورقته ومحاضرته لموضوع الثقافة الفلسطينية. ويذكر انه عين عضوا في مجلس أمناء مركز الأبحاث كما يدير "مشروع الثقافة الفلسطينية – حقوق وفضاءات" في مركز مساواة بحيفا. في ما يلي فقرة من محاضرته عول عناصر الثقافة الفلسطينية:
"الثقافة العربية الفلسطينية المعاصرة ليست وليدة النكبة ولا هي ثقافة مهاجرين، بل هي حاصل النتاج الحضاري التاريخي التراكمي لكل من عاش على هذه الأرض عبر آلاف السنين، من بقي فيها أو من مر عليها، وهي ذات جذور أصيلة ومتنوعة وثرية ، في مركزها ما أنتجته الثقافة العربية الاسلامية التي كانت عبر أكثر من خمسة عشر قرنا منفتحة على ثقافات الآخرين تأخذ منها وتعطيها. ولذلك فإن أي مشروع ثقافي فلسطيني وطني لا بد إلا ان يعتمد على هذا الموروث الثقافي التعددي. إن مائة عام من الصراع على الأرض وفقدان السيادة الفلسطينية عليها، يحتم على أي مشروع ثقافي فلسطيني وطني أن يجعل من الأرض بطلا ثقافيا، أن يعود إلى ما في باطنها ويتأمل ما على ظاهرها. هذه الأرض غنية بالآثار القديمة، آثار الحضارات التي نشأت وتطورت عبر آلاف السنين وتشكل جذور حضارتنا المعاصرة وما كشف منها يتعرض للتدمير والنهب والتزييف. وهذه الأرض تزين ظاهرها معالم حضارية راقية منها ما هو قائم منذ آلاف السنين ومنها ما صنعه أهلنا وآباؤنا قبل أن يشردوا وقبل أن تحتل هذه الأرض حينما كانت فلسطين كلها ورشة ثقافية وحضارية.

الإنسان، الأرض والحرية، ثالوث يشكل أعمدة الثقافة الفلسطينية التي تقوم عليها وحدتها، وسؤال الثقافة الأول في الظروف الراهنة هو: كيف ننهض بهذه الثقافة استنادا إلى ذلك وبالرغم من الواقع السياسي المعقد والمشتت لتخلق هذه الثقافة رافعة لتعزيز مكانة الإنسان الفلسطيني وحماية أرضه وتحقيق حريته في وطنه؟ في خلال أكثر من ستين عاما عرفت الثقافة الفلسطينية حالات عديدة من النهوض والركود، تأثرت دائما بالواقع السياسي سلبا أو ايجابا، وكان السياسي يفرض مناخ الثقافي ولعل في المقارنة بين فترة العشرين عاما قبل أوسلو مع العشرين عاما بعدها أفضل دليل على هذا الواقع غير الطبيعي. منذ تأسيس منظمة التحرير في أواسط الستينيات ووضع الأسس لمشروع ثقافي شامل، تجلى لاحقا في تشكيل مؤسسات ثقافية بينها مراكز الأبحاث واتحادات المبدعين من كتاب وفنانين ومؤسسة للسينما ودور النشر والصحافة الأدبية وكلها عملت في اطار المشروع السياسي الأخلاقي العادل وفي خدمة الهدف السامي: التحرير، منذ ذلك الوقت وحتى بداية التسعينيات، حيث بدأت تتزعزع أعمدة الثقافة الثلاثة بأفكار تجزئة الانسان والأرض وقيم الحرية ، عندها أصيبت الثقافة الفلسطينية بخلل بنيوي همش دورها التاريخي ووصلت حالة التجزئة إلى مستويات دنيا من التشتت والوهن والعلاقات اللا طبيعية بين المثقفين والسياسيين وبينهم وبين أنفسهم. وهذا واضح للعيان ولا حاجة إلى تشخيصه هنا." وفي ختام محاضرته قدم توصيات للنهوض الثقافة الفلسطينية في كافة مواقعها، كما تحدث عن خصوصية ثقافة الداخل (مناطق 48) وعلاقتها بالآخر الاسرائيلي وصيانتها للذاكرة.