Translation

Exchange Rates

يونيو 14, 2022


דולר ארה"ב 3.446 0.17%
אירו 3.594 -0.13%
דינר ירדני 4.860 0.17%
ליש"ט 4.172 -0.51%
פרנק שוויצרי 3.466 0.12%
100 ין יפני 2.567 0.40%

Data courtesy of Bank of Israes

تصدعات تربوية

هيئة التحرير, 9/4/2011

ما أجمل الفريق حينما يكون متحابا متآلفا يفكر ينفذ و يعمل بروح الجسد الواحد حينها، اعلم أن النجاح سيكون حليفهم و التوفيق لن يفارقهم كيف لا و نحن نعلم بل و يتردد في أذهاننا دائما أن في الإجتماع قوة.. فقد نهى سبحانه عن الفرقة كما في قوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا).. إن الأمر سيكون مهما حينما نتحدث عن تلك المحاضن التربوية التي خرّجت علماء و قادة و كثيراً ممن يشار إليهم بالبنان، وما زالت ولله الحمد تخرج أجيالاً، و ستظل كذلك برعاية من الله و توفيق منه.. إن المتأمل لواقع محاضننا التربوية اليوم ليجد ما يندى له الجبين و يحز في الصدر الحزين مما شاع و انتشر من تحزب و فرقة داخل المحضن و هذا ما أعتبره إلا بداية نخر في العملية التربوية و هو مما يساعد على حصول التصدع و الانقسام داخل المحضن.. و لو رجعنا بالذاكرة إلى الوراء قليلاً لسال الدمع كمدا على ما حلَّ بحال محاضننا اليوم عما كانت عليه في السابق ، دعونا نقارن مقارنة سريعة بين واقع المشرفين على تلك المحاضن في السابق وبين اليوم فعلا سنجد اختلافات قد تصل إلى حد قولنا إنها كثيرة. ففي السابق يجد الفرد في المشرف القدوة الحسنة و الناصح و التعامل الجميل و يجد منه الكلام الرصين و الآراء الحصيفة و الرزانة في أمور شتى.. أما اليوم فنكاد نقول أنها اندثرت أو تلاشت بعض الشيء أو أنه قد وُجد من المشرفين من لا يأبه بذلك و لا يلقي لها بالاً بحجج منها أن الزمان قد تغير أو أن الأجيال قد تبدلوا و لم يعلم أولئك أن هناك ثوابت لا يمكن أن تتغير لا يعني أنها قد نزلت تنزيلا لكن تركها يعني حصول قصور و خلل في العملية التربوية و هو ما نلاحظه اليوم.. لذا فيجب علينا الاعتراف بذلك و أن نعترف كذلك بأن الرعيل الأول من المشرفين هم من أعطى هذا العمل التربوي الاحتسابي جل تفكيرهم و كامل اهتمامهم فكان الهم الدعوي يسري في دمائهم.. فمن كان هذا تفكيره و اهتمامه ألا تكاد أن تجزم بخروج أجيال ذوي تربية صالحة حسنة ستؤتي أكلها بعد حين بإذن الله؟ لا أن يخرج جيل ذي تربية هشة رقيقة لا تثبت أمام متغيرات الزمن و فتنه وهو السائد هذه الأيام ، فخروج جيل مثل هؤلاء غير مستغرب في ظل وجود مربين لاهم لهم إلا الكشتات و الطلعات.. فهذا ناتج إما لوجود بعض القصور في تربيتهم من الأساس أو أنهم غير مؤهلين لهذه المهمة ، لذا المتربي سيكون نسخة من ذاك المربي بالتالي سيكون الحال كالسلسلة لتصبح تلك المحاضن في يوم من الأيام إن لم تعالج المشكلة بؤرة فساد بعد أن كانت بيئة تربوية صالحة.. سيتركز الحديث فقط على حصول هذا الأمر (الفرقة و الإنقسام) بين المشرفين في المحضن الواحد و إلا الأفراد فللحديث عنهم استقلال.. لعل الحديث يقتصر في نقاط ثلاث: الأسباب - المظاهر و الآثار - العلاج..

أ- أسبابها: - تعلق المشرف بفرد أو مجموعة أفراد و التباهي و الإستئناس بذلك . - تعلق بعض الأفراد بأحد المشرفين . - خوض المشرف في أحاديث أعلى من شأنهم مع فرد أو مجموعة أفراد ففي هذا إشارة لهم بأهميتهم و تميزهم عن غيرهم من الأفراد . - إسترسال المشرف في أحاديث فيها نوع من الخصوصية سواء خصوصية بشكل عام أو من خصوصيات المشرف مع الفرد أو الأفراد . - كثرة محاولة المشرف في الوصول إلى غايات ومقاصد الفرد فإن لم يعلم الفرد في حينه مبتغى هذا المشرف فلاحقا يعلم . - إعطاء الفرد ثقة زائدة عن غيره من الأفراد و تقريبه و اختياره في أغلب الأحيان فذلك مما يثير غيرتهم .

ب- مظاهرها و آثارها: - انعدام الثقة وكثرة الشكوك فيما بين المشرفين . - نشأة تحزبات يصطنعها هؤلاء الأفراد . - يصل الأمر إلى تمر الأفراد على المشرفين . - حصول خلافات داخل صف المشرفين و غالبا تعارضات في وجهات النظر . - إصابة المشرف المتعلق به بنوع من الإعجاب بنفسه و هو ما ينافي مبدأ الإحتساب . - نفور الفرد من المشرف الذي يكنز كثيرا من أسراره . - ظهور شائعات و افتراءات قد تضر بالجو العام من قبل الأفراد و تأويلات فاسدة . - تلبس بعض المشرفين بلباس الموعظة في كثرة رسائله للفرد خاصة ما يكون آخر الليل كرسالة أحدهم: "و أنا في ثلث الليل الأخير تذكرتك! فدعوت لك" ؟! و غيرها كثير من الرسائل كمن يقول أنه أمام الكعبة و تذكرتك! و اللبيب بالإشارة يفهم .

ج- علاجها: - أخي المشرف: تذكر دائما و ضع نصب عينيك أن عملك احتسابيا لا تبتغي به إلا الأجر و المثوبة من الله سبحانه و تعالى . - تحسين النية فلا تكن من أجل ابتغاء رفعة أو سمعة و تجديدها بين فترة و أخرى . - جعل العلاقة بين المشرف و الفرد علاقة تسودها المودة في ظل الإحترام و التقدير المتبادل بينهما . - عدم الخوض في خصوصيات الفرد إذا لم تكن هناك مصلحة و حاجة داعية لذلك و لا يطال الوقت بها . - وضع حدود حمراء فلا يتجاوزها أيا من الطرفين مشرفا كان أو فردا سواءا في حديث أو تعامل . - إبراز روح التعاون و التآلف و التقدير فيما بين المشرفين أمام الأفراد و عدم إظهار خلاف ذلك و إن كان واقعا . - في حال تعلق الفرد بالمشرف لا يجعل المشرف هذا التعلق به أنه قد كسبه و يبدأ باستغلاله و استدراجه في الأحاديث و يعتبر ذلك انتصارا له عن غيره من المشرفين فنحن لا نريد هذا و لا ذاك إنما الذي نريده هو تكوين علاقة يسودها الود و الإحترام كما سبق و أن يعلم أن هذا الفرد إنما تعلق به غالبا لإعجاب في شخصيته بالتالي قد يعتبره قدوة له فمن العيب أن يفتخر الشخص باقتداء الناس له فكيف بالمربي مع المتربي فإنه يجب أن لا يسعى لذلك و لا يكون عمله فقط جمع أكبر عدد من الأفراد ليفوز على غيره من المشرفين فليفتش من هذا تفكيره عن قلبه و ليراجع نفسه . - إذا علمنا ذلك فلا بد من معرفة أن من أكبر أضرار تعلق الفرد بالمشرف إنقطاع الفرد عن المحضن في حال افتراقه عن هذا المشرف سواء بانتقاله إلى مرحلة أخرى أو انتقال المشرف ، و أن من أكبر أضرار تعلق المشرف بفرد أو مجموعة أفراد سيكون من الطبيعي تركيز الإهتمام و جعل همه هؤلاء بل قد يصل بالبعض نسأل الله العافيه و هذا في مراحل متقدمه إن لم يراجع نفسه أن يحرص على حضوره أو حضورهم دون غيرهم من بقية الأفراد من غير ذنب ارتكبوه و هذا ما ينافي الغاية من عمله مشرفا فهو ليس مشرفا على شخص أو عدة أشخاص بل على جميع أفراد المحضن و هذا من أعظم أسباب الغيرة بين الأفراد و كثرة الإشاعات و التأويلات الفاسدة كما سيآتي . - لنعلم أن ظهور إشاعات و تأويلات فاسدة من قبل الأفراد هو ناتج في الأخير عن خلل من المشرفين أو أحدهم و لم يضع لذلك أي اهتمام أو فعلا فعله أو حديثا وحتى جملة قالها ولم يحسب حسابا لها بينما في المقابل الأفراد يمثل ذلك الخلل الذي ارتكب و الفعل أو القول اهتماما كبيرا فينبغى عدم العناد و اللامبالاة في ذلك سواء علم أن هذا الأمر حاصل و إلا لم لم يعلم ، فينبغي التأمل في ذلك بين الفينة و الأخرى و محاولة إصلاح الخلل بطريقة غير مباشرة لئلا يعلم أولئك الأفراد أن إشاعاتهم و تأويلاتهم الفاسدة قد أثمرت ثم تكون نقطة ضعف يكثرون الطرق عليها .

و في الختام،، ما كانت هذه الكلمات لتخرج إلا لما ذكرت من مظاهر انتشرت و آثار شاعت ، فحسبي أنها خرجت من لسان مشفق على ما آل بنا و تكون بداية مراجعة للحال و رجوع لما كان و زال.. أسأل الله للجميع التوفيق و السداد و الإخلاص في القول و العمل